الأزمة الاقتصادية تؤثر على احتفالات الصينيين بعام الثور

المطاعم تتوقع انخفاضا في الرواد وسهرة عشية رأس السنة ضحية الأزمة

TT

بكين - رويترز ـ أ.ف.ب: انطلقت الاحتفالات في الصين والبلدان التي تضم جاليات صينية بالعام الجديد، المعروف بعام الثور، حسب التقويم القمري، واستعد مئات الملايين من الصينيين لاستقبال العام؛ فتدفقوا على المعارض المقامة بالمعابد وأشعلوا الألعاب النارية والمفرقعات، وهرعوا إلى محطات القطارات والحافلات للعودة إلى ديارهم بمناسبة العطلة التقليدية.

وخلت شوارع بكين والعاصمة التجارية شنغهاي، التي عادة ما تكون مزدحمة، من المارة، ولم يقطع سكونها سوى إطلاق إحدى الألعاب النارية، غير أن المدينتين ستبدوان مثل منطقتي حرب كلما اقترب منتصف الليل، بفضل شغف الصينيين بالألعاب النارية.

ويُعتقد أن المفرقعات النارية تخيف الأرواح الشريرة، وتأتي بالثراء إلى أعتاب البيوت مع قدوم أول أيام العام الجديد الذي يحل في هذا العام في يوم الاثنين الموافق السادس والعشرين من يناير 2009، وفق التقويم القمري الصيني.

وفي معبد الأرض ببكين احتشد الناس في معرض يضم كل شيء، من العروض الراقصة، إلى إعادة تمثيل التضحيات الضخمة.

وذكرت وزارة النقل أن أكثر من 63 مليون رحلة انطلقت يوم السبت الماضي فقط، فيما تسارع الناس للعودة إلى ديارهم لقضاء العطلة الوحيدة في العام بالنسبة للبعض.

وقالت وسائل إعلام صينية إنه بالرغم من أن الأزمة المالية العالمية بدأت تلقي بظلالها على أكثر دول العالم سكانا، إلا أن الكثيرين ما زالوا يختارون قضاء عطلاتهم في الخارج، وساعدهم في ذلك جزئيا قوة العملة الصينية.

وذكرت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا) أن الطلب على قضاء العطلات في أوروبا وأستراليا خلال العام القمري الجديد زاد في شنغهاي، رغم أن الأرقام الخاصة بالسياحة الداخلية ليست منتعشة إلى هذه الدرجة.

ونقلت الوكالة عن لو مين بشركة سفريات قوله «عدد الناس الذين يقومون بسياحة داخلية يمثل ربع عدد العام الماضي. وهذا يشير إلى أن الركود الاقتصادي لم يؤثر على أصحاب الدخول العالية، ولكنه أثر كثيرا على أصحاب الدخول المتوسطة أو الضعيفة».

ويبدو أن إحدى الفئات الأكثر تأثرا تتمثل بـ 130 مليون عامل مهاجر عادوا إلى الأرياف ليمضوا الأعياد وسط عائلاتهم، بدون ضمان الحصول على عمل لدى عودتهم إلى المصانع في جنوب أو شرق البلاد.

وتتوقع المطاعم، من جهتها، أن تكون سنة الثور أقل بذخا هذا العام. وقال روي جينجيان، وهو مسؤول في أحد مطاعم بكين ويقدم أطباقا من مطبخ شمال البلاد: «لدي أكثر بقليل من عشرين موظفا، وأسمح عادة لثلاثة منهم فقط بالعودة إلى منازلهم بمناسبة رأس السنة القمرية، لكن في هذا العام ذهب عشرة منهم».

وأكد سام موليغان من مؤسسة الدراسات المتعلقة بالأسواق «دي دي إم إيه» في شنغهاي «نتوقع تباطؤاً في المبيعات في عيد رأس السنة هذا العام، لأن المستهلكين يسعون إلى التوفير، بسبب المخاوف على الاقتصاد».

وأضاف قائلا «السبب الثاني الرئيسي يعود في الواقع هذه السنة إلى أن العلاوات (التي تمنحها المؤسسات) خُفضت إلى حد كبير، وذلك سيكون له وقع أكيد على الإنفاق».

هذا، وستكون إحدى ضحايا هذه الأجواء السهرة العائلية التقليدية عشية رأس السنة.. فلن يكون هناك رخاء بالنسبة لكثيرين، خلافا لمن سمحت لهم السنوات السابقة، بسبب النمو الصيني القوي.

وأفاد استطلاع للرأي أجراه موقع إلكتروني متخصص على 1800 شخص، أن 6 % فقط من المستطلعين يفكرون في الذهاب إلى مطاعم، حيث ستكون قيمة الفاتورة أكثر من 120 يوان (14 يورو) للشخص.

وفي مدينة كانتون (جنوباً) لقي فندق الخمسة نجوم «شانغري» استحسانا ورواجا كبيرا في العام الماضي بعرضه عشاء لعشرة أشخاص بـ 198 ألف يوان، لكن الطموحات لم تكن بهذا المستوى في هذه السنة، بل كانت أقل بكثير، حيث يعرض العشاء لنفس عدد الأشخاص بـ 3988 يوانا. وقال أحد مسؤولي الفندق، الذي آثر عدم ذكر اسمه «علينا، بالرغم من كل شيء، الأخذ في الاعتبار الوضع الاقتصادي في هذه السنة. لذلك، ألغينا هذا العرض».