النساء يتحملن مسؤولية إدارة أغلب متاحف دمشق

يعتنين بأمكنة العمل كأنها بيوتهن

مدخل متحف دمشق الوطني
TT

تنتشر في مدينة دمشق العديد من المتاحف المتخصصة مثل متحف التقاليد الشعبية والصناعات اليدوية (قصر العظم) وخان أسعد باشا والطب والعلوم عند العرب والتاريخي والخط العربي. وهناك المتحف الوطني الذي يضم متاحف فرعية فيه، ومنها الشرق القديم والروماني والإسلامي وما قبل التاريخ والفن الحديث، إضافة إلى متاحف تتبع مؤسسات حكومية أخرى مثل متحف الطوابع البريدية والمتحف الزراعي. يصل عدد المتاحف إلى 13 متحفا في دمشق. والظاهرة التي أثارت انتباه الكثيرين أن معظم مديري وأمناء المتاحف هم من النساء العاملات في مجال الآثار والمتخصصات في علوم المتاحف والعرض المتحفي، ومضى على إدارتهن سنوات عديدة. وجاء تعمق ظاهرة إدارة النساء لهذه المتاحف مع مجيء جيل جديد من الآثاريين خريجي قسم الآثار بكلية الآداب، في جامعة دمشق أو المعهد المتوسط للآثار في قلعة دمشق. وعمل الكثير من خريجات قسم الآثار منذ بداية دخولهن الحياة العملية مع بعثات أثرية تنقيبية وترميمية أجنبية ومحلية فاكتسبن خبرة كبيرة في العمل الأثري من ترميم وصيانة المقتنيات وأساليب العرض المتحفي العلمي الجيد، فيما كان العمل الأثري السوري قبل عدة سنوات مقتصرا على الرجال فقط.

واليوم أصبحت النساء يدرن في دمشق 12 متحفا بينما هناك رجل واحد فقط يدير متحفا هو المتحف التاريخي. لتبرير هذه الظاهرة قالت أكثر من أمينة متحف في دمشق لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه الظاهرة جيدة خصوصا وأن المرأة تعتني بالقطع الأثرية بشكل ممتاز وقد تتفوق على الرجل في ذلك فهي تنظفها بيدها ولا تنتظر المستخدم لينظفها، حيث تعتبر المتحف ومعروضاته مثل منزلها تماما، وتخدمه من هذا المنطلق». لكن بعض المتابعين لهذه الظاهرة بررها بأن الرجل ميداني أكثر من المرأة ولذلك يشاهد الآثاري رجلا عاملا في البعثات الأثرية العاملة في التنقيب الأثري بينما المرأة عملها مكتبي أكثر من الرجل. ولكن ظاهرة تبوأ النساء مناصب إدارات المتاحف لم تقف عند متحف واحد فقط، فقبل أسابيع قليلة تم تكليف الآثارية السورية (منى المؤذن) بأهم موقع في مديرية الآثار السورية بعد موقع المدير العام وهو استلامها إدارة شؤون المتاحف السورية، أي أنها أصبحت مؤتمنة على 37 متحفا منتشرا في معظم المدن السورية. والمؤذن هي المرأة السورية الأولى التي تستلم هذا الموقع الذي كان حصرا على الرجال، وقبل ذلك كانت أمينة لمتحف دمشق الوطني، وسبق ذلك عملها كأمينة للمتحف الإسلامي. وهي المرأة السورية الأولى التي تقود بعثة تنقيب أثرية، لتحقق جمعا ما بين العمل المكتبي والميداني.

تقول منى المؤذن لـ«الشرق الأوسط» عن تجربتها وعملها الجديد كمؤتمنة على جميع المتاحف السورية، «اهتمامي بالآثار منذ دراستي الأولى وبعد حصولي على الثانوية العامة درست الآثار أكاديميا بجامعة دمشق وحصلت على ماجستير في الآثار الإسلامية ولكن عملت في التعليم حوالي 12 سنة في مدارس دمشق الابتدائية ولكن خلال فترة عملي التعليمي أكملت دراستي الجامعية وانتقلت للعمل في الآثار فهي هوايتي منذ الصغر حيث أعشق العمل فيها وقبل تخصصي في الآثار لدي شهادة أهلية التعليم الابتدائي وأنا متزوجة ولدي ثلاثة أولاد وزوجي بعيد عن الآثار فهو يعمل في القصر العدلي وأنا أول امرأة سورية قدت بعثة تنقيب أثرية في عام 1995 واستمرت حتى عام 2002 وكنا نعمل بمسح الكتابات الصفائية بالمنطقة الجنوبية من سورية (منطقة الصفا وهي تشكل لسانا بركانيا مع اللجا)، وكنت أنا رئيسة بعثة التنقيب السورية وبمشاركة بعثة بريطانية برئاسة الدكتور مايكل ماكدونلاند.وتدرجت في العمل من مساعدة أمين متحف إسلامي إلى أمينة لمتحف الخط العربي ومن ثم الإسلامي وبعدها أمينة لمتحف دمشق الوطني بجميع أقسامه وفروعه وحاليا مديرة لشؤون المتاحف السورية حيث أنني مسؤولة عن كل المتاحف الموجودة في المحافظات السورية وعددها حوالي 37 متحف.