ستيني سعودي يؤسس دارا للآثار في جازان

تحوي قطعا نادرة يعود تاريخها إلى 130 عاما

لوحة فولكلورية تمثل جزءا من تراث جازان («الشرق الأوسط»)
TT

أعاد محمد الكرس، أحد مشايخ قبائل الحرث في منطقة جازان جنوب غربي السعودية، الذي يقترب من عقده السادس، أعاد دولاب الذكريات إلى سكان منطقته لنحو نصف قرن من الزمن الماضي عبر معرض خاص، سرعان ما تحول إلى أحد المعالم الهامة للمدينة. فعلى الرغم من أنه لا يملك سوى راتب التقاعد، إلا أنه أصر على بناء المتحف الذي كان يراه حلما، حوله إلى واقع حقيقي، منطلقا من بناء قديم اقتناه الكرس وبناه وفق ذات الأسس القديمة. يقول الكرس «بعد بناء الموقع أحضرت رساما لرسم بعض اللوحات التي تجمع بين الماضي والحاضر، إلى جانب رموز التراث، لتضيف نوعا من الديكور للمكان، ثم بدأت بوضع المقتنيات التي جمعتها عبر السنين، والتي ورثتها من والداي وأجدادي، ولعل أبرزها الأسلحة القديمة التي استخدمها والدي وجدي، مثل (البندق) القديم المسمى بالنبوت، الذي يسع تسع رصاصات، وسلاح آخر يسمى (البشري)، وكلها يعود تاريخها إلى نحو130 سنة. ويحتوي المتحف على بعض «الجنابي» القديمة المزينة بالفصوص النادرة، وهي نوع من الخناجر العربية، إضافة إلى بعض السيوف التي كانت تستخدم في الغزوات التي كانت تقع بين قبائل النجع القديم قبل عشرات السنين. ويضيف محمد الكرس «يحتوي المتحف أيضا على بعض الحلي الفضية القديمة التي ورثتها عن أمي، وهي عبارة عن حلي كبيرة تتحلى بها المرأة الجازانية القديمة. وهناك بعض الأدوات الزراعية، مثل المحراث القديم والمحر والمسحاة والفاووس، وجميعها أسماء لأدوات بدأت تندثر مع ظهور عصر الميكنة». وإلى جانب عدد من أدوات حرث الأرض وزراعتها، هناك قسم لأواني المطبخ القديم، مثل الدبية، وهي إناء لخض اللبن، والدبع لحفظ السمن، والمكيلة لشرب اللبن، والمطحنة لطحن الحبوب، والمهجان والزنبيل لجمع العذقة وحفظ الأكل، والمصال التي تصنع من الطفي، إضافة إلى المسرجة القديمة التي كانت تستعمل لإضاءة المنازل وبيوت الطين، وكذلك الفانوس والمصارف التي تستخدم للتهوية.

ويشير مالك المتحف إلى وجود مكان مخصص للملابس الشعبية والزي الجازاني القديم، مثل المصانف واللحف والمبارد والوزر والحطيميات النسائية، وكذلك المظلات الرأسية.

وعن الهدف من إقامة المتحف، أَبَان الكرس بقوله «إن الهدف من جمعي وإنشائي لهذا المتحف هو الحفاظ على المقتنيات القديمة، وفتح الباب للجميع لزيارة المتحف، والتعرف على التراث». وعن مشاركته في مناسبات المنطقة، أبان أنه شارك بالفعل في العديد من مهرجانات المنطقة، مثل القرية التراثية لمحافظة الحرث في مهرجان «الفل مشتى الكل». وقال الكرس إنه يعد لتطوير المتحف عبر تخصيص ليلة في الأسبوع للفنون الشعبية والشعر، لجذب الزوار وتعريفهم بعادات القبيلة وموروثاتنا القديمة، وتخصيص مساحة للشعراء. ودعا، في الوقت ذاته، كل من يريد أن يشاركه في إثراء هذا المتحف من رموز التراث والفنون والثقافة إلى دعمه، من خلال عمل قسم خاص للفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية واللوحات الجميلة التي تصور الطبيعة والعادات، وتخصيص يوم للنساء لزيارة المتحف والمشاركة في الفعاليات.