الكتب تنافس الوجبات السريعة في «خدمة التوصيل للمنازل»

أصبحت عنصر جذب لدور نشر ومكتبات في القاهرة

انضم الكتاب إلى المنتجات المسوّقة عبر «خدمة التوصيل للمنازل» («الشرق الاوسط»)
TT

رغم المشكلات التي تعيق حركته، سواء في عملية الطباعة أو النشر أو التوزيع، أو حتى المضمون، انضم الكتاب إلى المنتجات المسوّقة عبر «خدمة التوصيل للمنازل». وجدي الكومي، المدير الإعلامي لدار «العين» للنشر في القاهرة، التي لحقت أخيراً بركب خدمة توصيل الكتاب للمنازل، يشير إلى أن «فكرة هذه الخدمة بدأت منذ وقت طويل، لكنها دخلت حيز التنفيذ فعلياً مع بداية العام الجديد، لنقدم خدمة من نوع آخر. ففي الوقت الذي تتسابق الشركات والمطاعم وكل من ينتج شيئاً ما على إغراء الزبون بإيصال مطلوبه إلى المنزل بلا عناء، نسي الجميع غذاء العقول بعيدا عن كافة المنتجات الاستهلاكية الأخرى، في حين أن الكتاب هو أسمى ما يمكن أن تبذل جهدا لإيصاله للقارئ بلا مقابل!». ويضيف الكومي: «ولكننا، في الحقيقة، تلقينا العديد من الشكاوى سواء من القراء أو من المؤلفين التي تنصب عموماً في قلة توفر العديد من الكتب المطلوبة في المكتبات المعروفة، وذلك إما بسبب انشغال أصحاب هذه المكتبات في مهام العمل ونسيان طلب الإصدارات الناقصة أو زهد القارئ في البحث عن الكتاب الذي يريده في أكثر مكان لاحقاً. ومن هنا جاءت فكرة إيصال الكتب للمنازل تيسيراً على الكاتب والقارئ، وخلق مساحة أكبر وقاعدة قراء أوسع داخل مصر وخارجها». لكن هل يفقد الإنسان متعة اختيار كتابه بسبب هذه التجربة؟ يقول الكومي: «نحن لا نفرض على القارئ الذي يطلبنا نوعاً محدداً من الكتب. فلدينا مساحة واسعة من الاختيارات في مختلف المجالات ما بين الأدبي والشعري، والسياسي والسير الذاتية، والديني والروائي والنقدي، بالإضافة إلى الكتب المترجمة... وكل هذه البيانات مدونة في قوائم يستطيع القارئ الحصول عليها، ومكتوب فيها اسم الكاتب ونبذة عن الكتاب وعدد الطبعات وسعره، فضلا عن أحدث الإصدارات وما إذا كانت هذه الكتب حصلت على جوائز أم لا. ويمكننا القول إن هذه القوائم مثل Price list )) أو قائمة الطلبات في المطاعم، إن جاز التعبير! ومن ثم يتمكن القارئ من الاختيار بمطلق الحرية». ثم يتابع «وحتى نكون أكثر تواصلا مع القارئ أنشأنا جزءاً خاصاً بهذه الخدمة الخاصة على موقع «الفيس بوك» يحمل عنوان Book Delivery Door To Door، وفي الطريق قريبا خط ساخن لسرعة الإجابة!». إذاً المهمة سهلة.. فقط حدّد نوعية قراءتك وهل تحب الكتاب بإضافات أو من دون، كومبو أم Medium أوsmall! وبينما ترفع دار النشر شعار «خدمة التوصيل مجاناً» في خدمتها الفريدة، شأن كل الخدمات التي تأتي لنا محمولة على أكف الراحة والسرعة (!!) يأتي الاختلاف مع عالم الكتب في أنها من دون حد أدنى للطلبات. وهنا يشرح الكومي «نعم الخدمة مجانية تماماً داخل القاهرة، أما بالنسبة للمحافظات الأخرى أو خارج مصر فهي بأجر زهيد، إضافة إلى أننا نوصل الكتب إلى كل البلدان العربية والأجنبية بسعر البريد المصري العادي لأنه يعدّ الأرخص في عالم الشحن، وهذا يعتمد على أسعار البريد ولا نزيد عليها أية إضافات... ولا يوجد لدينا حد أدنى للطلبات، فحتى لو كان المطلوب كتابا واحدا فقط سعره 10 جنيهات مثلا فسأوصله بكل الترحاب بلا مقابل، وزبائننا يشهدون على ذلك. وحقاً هناك بعض المشاوير تكون تكلفتها أعلى من قيمة الكتاب نفسه، لكننا لا نلتفت لذلك، بل على العكس نقدّم عروضاً ترويجية مثل أية خدمة أخرى. فمن يطلب كتباً يفوق ثمنها المائة جنيه يحصل على كتاب هدية. فالمهم أن يحصل القارئ على ما يريده ويستعيد الكتاب عرشه المغتصب في عصر المعلوماتية والانترنت!». وحين سألته هل لديكم وجبات أطفال؟ أقصد كتب أطفال يمكن الاختيار منها؟ وهل هي تحتوي على لعبة هدية لإغراء الطفل وإجبار والديه على شرائها حتى لو ذهبت الوجبة بكاملها إلى سلة المهملات.. على غرار مطاعم الوجبات السريعة؟ استغرق الكومي في الضحك.. وسأل «هل هذا على وزن (الوجبة المفرحة)»؟! ثم أجاب «لا، للأسف ليس لدينا حتى الآن إصدارات خاصة بالأطفال، وبالتالي فإن عروض الأطفال لم تتوافر عندنا بعد»... مشيرا إلى أن «الكتب التي تقدمها خدمة «التوصيل للمنازل» هي غالباً لمؤلفات كبار الكتاب أمثال أسامة أنور عكاشة، والسيد يس، وحازم الببلاوي، والدكتور عبد الوهاب المسيري، والروائي يوسف أبو رية، وخيري شلبي، وألفريد فرج، وصافيناز كاظم وغيرهم... فضلا عن كتب الشباب والإصدارات الحديثة لهم، سواء كان ذلك في الشعر أو الأدب والرواية، حيث لا يقتصر إنتاج الدار للكتب على المثقف المصري فحسب، بل هناك إصدارات أخرى عديدة لكتاب أجانب وعرب وخليجيين».

حسب الكومي فإن الشباب هم أكثر الفئات العمرية والاجتماعية إقبالا على الخدمة الجديدة، ويرجع ذلك إلى اعتماد الانتشار بشكل أساسي على الإنترنت، الذي يشكل قاعدة المعلومات الأكبر لدى الشباب والشابات. كما يشير إلى أن الشبان يتفوقون على البنات في القراءة.

أما عن الكتب الأكثر طلباً في قائمة الخدمة الجديدة التي تقدمها الدار فيذكر الكومي عناوين بعضها مثل: «شديد البرودة ليلا» و«مصر المفروسة» و«دليل المسلم الحزين» و«بياع الفرح» و«يوميات صيدلانية» و«اليهود في عقل هؤلاء».