كريستيز تقدم لقطات من «مزاد القرن» في لندن

التركة الفنية للمصمم الفرنسي إيف سان لوران تطرح للبيع في مزاد ضخم

TT

أقامت دار كريستيز في صالتها اللندنية معرضا لعدد من القطع المميزة التي سيضمها مزاد تركة المصمم الفرنسي الراحل ايف سان لوران، الذي سيقام في العاصمة الفرنسية على مدار ثلاثة أيام في شهر فبراير (شباط) المقبل.

المزاد الذي تصفه الدار بأنه «مزاد القرن» يقدم 730 قطعة منها التحف واللوحات الفنية وقطع السجاد. ويقدر له أن يحقق أرباحا تتراوح تقديراتها من 200 مليون إلى 500 مليون يورو. وعلى مدار ثلاثة أيام تقيم كريستيز مقتطفات من المعرض لعملائها في لندن، تمنحهم فيها الفرصة للاطلاع على بعض القطع التي ضمتها مجموعة المصمم الفرنسي وصديقه رجل الأعمال الفرنسي بيير بيرجيه، الذي تشارك شركته في تنظيم المزاد.

وكان بيرجيه قد صرح لصحيفة لو جورنال دو ديمناش الفرنسية بعد وفاة صديق عمره بأن التركة الفنية أصبحت عديمة القيمة بعد وفاة سان لوران، وأضاف «بعد وفاته قررت انه لا يوجد سبب للإبقاء عليها. الأعمال الفنية لن تموت، ستجد من يجمعها ويعتني بها».

أقيم المعرض في مقر كريستيز في وسط لندن وقام بالتقديم للقطع المعروضة عدد من خبراء الدار، انبرى كل منهم بالحديث عن أهم القطع التي تضمها المجموعة وقيمتها الفنية والتاريخية. وبدأت الجولة باللوحات الفنية في المجموعة وتوقف الخبير توماس سيدو رئيس قسم الفن الانطباعي والحديث في دار كريستيز، عند لوحة للفنان الفرنسي هنري ماتيس بعنوان «سجادة باللون الازرق والزهري» وأشار إلى التناغم الذي تعكسه اللوحة بين الموتيفات والألوان معلقا أن ذلك التناغم ينعكس في أزياء ايف سان لوران بشكل واضح. اللوحة التي حافظ لوران عليها في حالتها الأصلية من المتوقع ان تحصد مبلغا يتراوح ما بين 12 مليون الى 18 مليون يورو. وفي تعليق حول المعروضات قال فرانسوا دو ريكل، نائب رئيس كريستيز في فرنسا إلى أن الشقة كانت «مفاجأة» لخبراء الدار فقد ضمت قطعا فنية رفيعة القيمة متناثرة في جميع أرجائها. من ناحيته أشار فيليب غارنر، المدير الدولي في كريستيز لندن، الى التناسق الواضح بين القطع الفنية والمفروشات التي ضمتها الشقة، ضاربا المثل بمصباحين أرضيين وإناءين للزينة، مقدر لهما مبلغ يتراوح ما بين مليون إلى مليون ونصف المليون يورو.

المجموعة الفنية التي كونها سان لوران و بيرجيه واحتفظا بها في شقتيهما في باريس تعتبر - بمقاييس خبراء الفن - من أهم المجموعات الفنية المعروضة للبيع. تكونت المجموعة عبر 50 عاما من البحث المستمر عن القطع النادرة والثمينة مما جعل المجموعة بمثابة معرض متنقل للذائقة المشتركة لسان لوران وبيرجية. المجموعة الضخمة التي تضم قطعا تمثل مدارس فنية مختلفة من القرن الأول الميلادي وحتى القرن العشرين تضم أيضا قطعا نادرة من الفن الحديث الآرت ديكو، الذي انطلق في أواخر العشرينات من القرن الماضي، كما تضم أيضا قطع أثاث وانتيكات ولوحات لكبار الفنانين في القرن التاسع عشر.

المجموعة تعكس قيمة فنية عالية كما تعكس قدرة لوران وبيرجيه على المواءمة الخلاقة بين القطع الفنية والقدرة على خلق حوار بين الأشياء والجو المحيط بها. ويبدو ذلك الحوار جليا عند مطالعة الصور الضخمة للشقة التي تظهر القطع الفنية في بيتها الأصلي في الغرف التي عاش فيها لوران. القطع تجاورت وتزاحمت في تناغم فني فريد خلق منها حالة فنية معينة يصعب تفكيكها و يصعب نقلها. ويقول دونالد جونستون المدير بصالة كريستيز لندن، مشيرا إلى البوستر الضخم الذي صور شقة ايف سان لوران على الطبيعة «إن القطع في مكانها الطبيعي لم تكن موضوعة حسب قيمتها الفنية العظيمة ولكنها على العكس تناثرت فيما يشبه الاختبار للناظر ليكتشف القطع المهمة والأخرى الأقل منها». وحسب دليل المعرض فإن محتويات شقة لوران تناثرت على امتداد المدخل وحجرة الجلوس وحجرة الموسيقى والمكتبة وحتى الحديقة. فالمدخل الذي زينت سقفه قبة مذهبة قد دهنت جدرانه باللون الأحمر واحتل تمثال نصفي مكانا بارزا فيه وكأنه يستقبل الزائر للشقة. وتزدحم جدران حجرة الجلوس بلوحات كبار الفنانين أمثال ماتيس وانجريه وليغير وسيزان وبيكاسو وآخرين. وفي الجوانب وضعت قطع وآنية تعكس حركة الآرت ديكو، أما الطاولات فازدحمت بالتماثيل والقطع الفنية الصغيرة المذهبة والفضيات. وتميزت حجرة الموسيقى في الشقة بالمرايا الضخمة البرونزية الحواف، والمعروف أن لوران كان يعشق المرايا، فقد نقل عنه انه قال «لا أستطيع العيش في حجرة لا تضم مرايا» وان كان قد اعترف لاحقا ان تأثير الخمس عشرة مرآة الموجودة في الحجرة قد يكون «مزعجا» في بعض الأحيان.

وعلى الرغم من أن المعرض المقام في لندن لا يضم إلا قطعا محدودة من المجموعة، إلا انه كان مؤشرا لباقي القطع التي تضمها الشقة. ومن أهم المعروضات في لندن لوحة لبابلو بيكاسو تحمل عنوان «الآلات الموسيقية» يتراوح سعرها ما بين 25 مليونا إلى 30 مليون يورو، ومقعد جلدي للمصممة ايلين غراي بعنوان «التنين» يقدر له ما بين 2 إلى 3 ملايين يورو.

المزاد سيقام في الغراند باليه في باريس في أيام 23 و24 و25 فبراير (شباط) المقبل.