سمبوزيوم أسوان الدولي يدشن دورته الجديدة بمشاركة 7 دول عربية وأجنبية

يبدعون في الهواء الطلق على صخور الجرانيت

TT

انطلقت في أسوان بصعيد مصر أخيرا الدورة الرابعة عشرة لسمبوزيوم أسوان الدولي للنحت والتي تستمر حتى 8 مارس (آذار) المقبل بمشاركة 6 دول هي المجر، بلغاريا، فرنسا، كوريا الجنوبية، ألمانيا، بالإضافة إلى مصر. ووصف الفنان آدم حنين المشرف العام على سمبوزيوم أسوان للنحت على صخور الجرانيت فكرة إقامة السمبوزيوم في مدينة أسوان التي شهدت عظمة النحت الفرعوني، بأنها تجربة أعادت الاعتبار للنحت على حجارة الجرانيت بعد أكثر من 1400 عام، حيث استطاع العمل المتراكم في السمبوزيوم، أن يخلق مناخا رائعا لهذا الفن، وانطلق في مصر أكثر من سمبوزيوم للنحت على الصخور، في القاهرة والإسكندرية والمنيا ومرسى مطروح.

واعتبر حنين التجربة في حد ذاتها إنجازا كبيرا بغض النظر عن نسبة النجاح التي حققتها هذه المشاريع، «لأنها أعادت الاهتمام بهذا الفن بشكل كبير وأصبح الكثير من النحاتين الذين عملوا في السمبوزيوم من الفنانين المصريين الشباب، يدعون للمشاركة في تظاهرات عالمية مشابهة، وأصبح لهم حضورهم في الحركة التشكيلية العالمية».

وتابع: إن «من المنجزات المهمة أيضا أن الكثير من الميادين العامة في مصر، أصبحت تطالب بإقامة تماثيل في رحابها، وخلال الأيام الماضية صدرت إشارات تؤكد هذا المعنى، فأقيم تمثال في ميدان لبنان في ضاحية المهندسين في العاصمة المصرية، وتمثال آخر أمام دار الأوبرا في مدينة دمنهور، إلى جانب 15 قطعة نحتية في حديقة مركز الفنون في القاهرة».

وأعلن حنين أن التجربة أكدت ضرورة التعامل مع الطبيعة والأرض، «ولهذا نخوض هذا العام تجربة مشاركة فنانين معماريين في الدورة 14 للسمبوزيوم، وهى نفسها التجربة التي خاضها الفنان الفرنسي باتريس بلين الذي أتم عملا إبداعيا في منطقة المتحف المفتوح في أسوان المقام على ضفة النيل إلى جانب المحجر المهجور الواقع بالقرب من المتحف، وقيامه بعمل إبداعي يتفاعل مع عناصر البيئة واستخدام البيئة نفسها لتكون جزءا من العمل». ويأتي اختيار أسوان من كل عام لإقامة السمبوزيوم لكونها تتمتع بالجبال الجرانيتية التي استخرج منها المصريون القدماء الأحجار الصلدة التي عرفها التاريخ منذ آلاف السنين، كي يبدعوا أشكالا نحتية، وأيضا لموقعها السياحي العالمي المهم.

ويتمتع المشاركون في «السمبوزيوم»، والذي بدأت أولى دوراته في 10 أبريل 1990، وتنظمه وزارة الثقافة المصرية ممثلة في صندوق التنمية الثقافية، بسابق خبرة في مجال النحت على الصخور الصلدة، فيما يتم اختيار مجموعة من الفنانين الشبان كمساعدين للمشاركين العالميين، ولإيجاد احتكاك مباشر وتنمية موهبتهم، وقدراتهم في هذا المجال.

وعادة ما يقام «السمبوزيوم» في مدينة أسوان، في موعد سنوي ثابت غالبا ما يكون في نهاية فصل الشتاء، وتتراوح مدة ورشة العمل ما بين 60 يوما مع مراعاة أن يكون مكان السمبوزيوم مكشوفا وقريبا من تجمعات السياح والمواطنين.

ويستهدف السمبوزيوم فتح باب النحت المباشر على صخور الجرانيت أمام فناني مصر والعالم، وبلورة نهضة حديثة لفن النحت في ربوع الأرض المصرية.