اللبنانية ريما الخطيب ايرفويه تجمع طرائف الأطفال في كتاب «كم كان عمري حين ولدت؟»

يعود ريعه إلى «جمعية قرى الأطفال».. ويضم 180 قصة لـ 75 كاتبا

غلاف الكتاب («الشرق الأوسط»)
TT

من الطبيعي أن يفرح غالبية الأهل ويعجبون ويدهشون بالأسئلة الأولى لأطفالهم، لاسيما حين يُظهر الصغار فضولا للاطلاع على أمور مختلفة، ويصرّون على الحصول على أجوبة مقنعة عن أسئلتهم التي قد تثير ارتباكا أو إحراجا لدى ذويهم. هذه المواقف الطريفة، والمحرجة أحيانا كثيرة، جمعتها اللبنانية ريما الخطيب ايرفويه في كتابات صغيرة، لأنها لم تشأ أن تنسى «الجواهر» التي ينطق بها صغيراها، لفرط ما كانت طريفة، أو تنمّ عن ذكاء. ولاحقا قدّمتها هدية إلى أحد أفراد عائلتها في مناسبة عيد ميلاده في أبريل (نيسان) 2008؛ فلقيت الفكرة استحسانا وتشجيعا لتوسيعها وتطويرها وتقديمها في كتاب متكامل «يُضحِك الأهل، ويذكّرهم بضرورة الإنصات إلى أبنائهم، لأن الصغار يفكّرون ويقولون الأمور التي نعلّمهم إياها، أو يسمعونها منّا». تقول ايرفويه لـ «الشرق الأوسط»، وهي أم لصبيين (أربع سنوات، وثماني سنوات) ومهندسة معمارية «قرّرت العمل بنشاط لتقديم كتاب يجمع هذه المواقف المضحكة». وأرادت أن «يعود ريعه إلى جمعية قرى الأطفال SOS، حتى يشجع الآخرين على المشاركة فيه». وفي معرض حديثها عن هذا المؤلف الذي اتخذ من الأسئلة التي وجّهها طفل في الخامسة إلى ذويه عنوانا لكتابه، وهو «كم كان عمري حين ولدت؟»، تقول ايرفويه: «أردت أن يكون الكتاب هدية من الأطفال إلى الأطفال.. هدية مسلّية ومضحكة في آن واحد».

وبما أن القصص التي كانت قد كتبتها لم تكن كثيرة إلى درجة تسمح لها بنشرها في كتيّب، قرّرت ايرفويه اللجوء إلى الأصدقاء وأهالي أصدقاء ولديها، وإلى كل من يرغب في المشاركة في هذا العمل. لكن المهمّة لم تكن سهلة، ذلك أن «الفكرة بدت غريبة بالنسبة إلى البعض؛ فلم يفهموا المطلوب، أو أن النسيان محا تلك المواقف الطريفة بين الأهل وصغارهم. ولكن في النهاية جمعت نحو 180 قصّة لـ 75 طفلا، وبدّلت أسماءهم، حفاظاً على السرّية. وهذه القصص لم تنشر كما هي، فالناشر أعاد صياغة بعضها، ضمانا للأسلوب الموحّد، وتولّيت ترجمة بعضها الآخر. كذلك أمضيت وقتا طويلا للعثور على اختصاصيين يتولّون وضع رسوم للقصص، لكن الجميع تعاونوا حين علموا أن الكتاب يرمي إلى مساعدة الأطفال؛ فتطوّع 26 شخصا لتنفيذ هذه المهمّة، بعضهم محترفون، مثل فلافيا قدسي، وجان مارك نحاس، وبعضهم الآخر طلاب. وكنت وجميع المشاركين في هذا العمل قد دخلنا في سباق مع الوقت، لأننا أردنا إصدار الكتاب قبل افتتاح معرض صالون الكتاب؛ فبدأت العمل في نيسان (أبريل) 2008، وكان جاهزا للطباعة والنشر في أيار (مايو) من السنة نفسها، بعدما وجدت ناشرا رضي بالتعاون من دون مقابل».

وبعدما تمكّن هذا الفريق من إتمام مهمّته، دعا الأطفال الـ 75 الذين زيّنت كلماتهم وأسئلتهم ومواقفهم البريئة والطريفة هذا العمل، ليوقّعوا على الكتاب الذي لا يزال ينتظر إقبالا أكبر لمساعدة عدد أكبر من أبناء جيلهم.