«أبا» الأسترالية تعزف لفلاديمير بوتين و9 من أصدقائه.. بينهم سيدة

الرئيس السابق كان أحد عشاق الفرقة السويدية.. رغم الستارة الحديدية وتهمة «البذخ البرجوازي»

بوتين.. صياد السمك والفنان وأحد عشاق «أبا» (أ. ب)
TT

صورة فلاديمير بوتن، رئيس وزراء روسيا الحالي الذي قاد واحدا من أعتى أجهزة المخابرات العالمية خلال الحرب الباردة (كي جي بي)، أصبحت مألوفة لدى معظم الناس بعد أن تمكن من أقلمتها بنجاح خلال تربعه على السلطة كرئيس لروسيا الاتحادية. صوره وهو يمارس الجودو والمارشال آرت، مرتديا الألبسة الخفيفة الخاصة بهذه الرياضة، وكذلك وهو يمارس صيد السمك، هوايته المفضلة. وقد نشرت «الشرق الأوسط» صوره قبل أكثر من عام وهو يقف في وسط النهر مع سنارته والنصف الأعلى من جسده عارٍ.

لكنْ هناك جانب آخر لاهتمامات بوتين غير معروفة للآخرين، ألا وهو شغفه ببعض فرق البوب الغربية، مثل الفرقة السويدية الشهيرة «أبا» (أ. بي. بي. أ) التي تعتبر مبيعات أسطواناتها الأعلى في تاريخ موسيقى البوب.

حب النخبة السوفياتية (سابقا) والروسية للموسيقى بشكل عام قد لا تكون بالشيء الغريب، خصوصا الموسيقى الكلاسيكية، لكن الشيء الملفت للنظر هو أن تكون هذه النخبة الروسية مغرمة بموسيقى البوب، وبالتحديد فريق «أبا» السويدي الذي ذاع صيته في الثمانينات من القرن الماضي. هذا النوع من الموسيقى كان ينظر إليه إبان الحرب الباردة على أنه يعكس «البذخ البرجوازي» الغربي.

الاكتشاف المثير هو أن بوتين شغوف جدا بهذا الفريق، الذي تفرق أعضاؤه فترة طويلة وتشتت قبل انتهاء الحرب الباردة بقليل، مما يبين أن بوتين كان واحدا من المشجعين الأوفياء رغم الستارة الحديدية التي كان بوتين أحد حراسها خلال الحرب الباردة. ويعتقد بعض المعلقين أن شخصية بوتين احتوت أيضا بين طياتها جانبا ناعما يطفو إلى السطح بين الفينة والأخرى.

شغفه بموسيقى «أبا» جعله يدعو فرقة أسترالية تؤدي أغاني الفرقة الأصلية، تسمى «بيورن يلد من جديد» (اسم الفرقة الجديدة هو تلاعب على كلمة بورن، أي يلد، الإنجليزية، والاسم السويدي بيورن أحد أفراد الفريق الرباعي الأصلي المكون من شابين وفتاتين).

وتعمل الفرقة، التى تأسست في ملبورن عام 1988، بعد خمس سنوات من انفراط عقد الفرقة الأصلية السويدية. وقالت تقارير إخبارية إن الفرقة جلبت من أستراليا إلى روسيا بدعوة خاصة من الكرملين لأداء أغاني الفرقة السويدية في مكان سرّي، حضره تسعة أشخاص فقط، من بينهم فلاديمير بوتين وسيدة لم يعرف إن كانت مجرد صديقة لبوتين أو زوجته ليودميلا. لكن قالت تقارير سابقة رغم نفيه لها إنه يحاول الطلاق من زوجته، وتجمعه الآن علاقة رومانسية مع فتاة محترفة في رياضة الجمباز اسمها إلينا كباييفا.

ووفقا للتقارير فإن الفرقة الموسيقية عزفت 15 أغنية لفرقة «أبا» في 22 يناير (كانون الثاني) الماضي، بالقرب من (بحيرة فالداي) التي تقع بين موسكو وبطرسبورغ، ولم يعلن عن هذه الحفلة سابقا، وبالأمس فقط ظهرت تقارير تقول إن ثمانية أشخاص فقط كانوا يستمعون للفرقة، بينهم بوتين وامرأة غير معروفة الهوية. وكان الضيوف يجلسون على ثلاث كنبات خلف ستارة من القماش الأبيض تسمح للمتفرج برؤية الفرقة وليس العكس.

وقال رود ستيفنس، العضو الأسترالي المؤسس في الفرقة، إن فرقته عزفت مقطوعات موسيقية في حفل خاص تكريما لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وأصدقائه.

وقال جون تيريل العضو الآخر لصحيفة «ذى أستراليان»، كما ذكرت تقارير بريطانية: «عزفنا أغاني خاصة للعديد من الشخصيات المعروفة، في حفل زفاف الممثل الأسترالي راسل كرو، وقدمنا عرضا لمؤسس مايكروسوفت بيل غيتس، حيث عزفنا أغنية موني (المال).. موني.. موني». لكن بالأمس نفى الكرملين أن يكون أفراد الفرقة قد زاروا روسيا للمشاركة في الحفل تكريما لبوتين.

وكان بوتين يردد بصوت عال كلمات أغاني «أبا» مع الفرقة مثل «هاني (عسل).. هاني»، ورقص مع بعض الضيوف الذين يعتقد أنهم من كبار رجال الكرملين، على أنغام أغنية «سوبر تروبر»، تحت حراسة مشددة يحمل أفرادها رشاشات الكلاشنكوف.

وأضاف رود ستيفنس، حسب صحيفة الـ«ديلي تلغراف» البريطانية اليومية، أن فرقته تقاضت 20 ألف دولار مقابل ساعة من الغناء، مضيفا: «تلقيت مكالمة قبل فترة عيد الميلاد بقليل، وقال الصوت على الطرف الآخر: كرملين، روسيا، موسكو، نريد فرقتكم. أعتقد أنه كان يترجم كلمات شخص يجلس إلى جانبه. وقد فكرت في البداية أنها مكالمة مازحة من أحد أعضاء الفرقة، وطلبت من المتحدث أن يبعث لي برسالة إلكترونية لإثبات الطلب، وهذا ما حصل».

وسافرت الفرقة إلى موسكو، ومن هناك تم نقلها بحافلة إلى مكان سري على البحيرة بعد تسع ساعات من السفر. وقالت جنيفار رود، التي تقوم بدور آني فريد من الفرقة الأصلية: «وصلنا إلى بناية على مدخلها أبواب حديدية وعليها مراقبة أمنية، ودخلنا المكان بعد أن تم فحصت أمتعتنا بأشعة إكس، وبعد ذلك نقلنا إلى مكان للراحة حيث قضينا ليلة فيه، وفي اليوم التالي قبل البدء في الحفل تناولنا الغداء في مكان رواده من رجال الأمن والجنود، وكانت الحراسة مشددة وترى كاميرات المراقبة في كل مكان. خرجت لتنشق الهواء، وجاءني شخص يحمل رشاشا، وأعتقد أنه طلب مني بالروسية أن أرجع إلى داخل المكان».

وأضافت رود أنها رأت رئيس الوزراء مع سيدة بجانبه يجلس على كنبة (أريكة)، وكان هناك ثلاث كنبات فقط تفصلها عن المنصة ستارة بيضاء. بوتين كان يرتدي بدلة سهرة سوداء، مثله مثل باقي طاقم أصدقائه، والسيدة كانت ترتدي فستانا طويلا بلون بيج، وشعرها أشقر قصير.

بعض الضيوف وقفوا ورقصوا، أما رئيس الوزراء بوتين فكان يتمايل في مكانه ويردد الكلمات بأعلى صوته. وبعد أن انتهت الفرقة من الغناء صرخ بوتين بأعلى صوته: برافو برافو.

وأضافت رود أن «الحفل كان من أغرب الحفلات التي غنيت فيها».

ويبدو أن الأستراليين معجبون أكثر من غيرهم بفرقة «أبا»، فقد أنتج في التسعينات فيلم اسمه «ميوريل ويدينغ» (زفاف ميوريل) يأخذ من موسيقى «أبا» موضوعه، وتقدم خلاله مجموعة كبيرة من أغاني الفرقة.

كما أن الممثلة ماريل ستريب الحائزة على جائزة الأوسكار، شوهدت وهي تتمايل بين المقاعد في المسرح بعد أن شاهدت المسرحية الموسيقية «أبا» في نيويورك، وقالت آنذاك إنها كتبت رسالة إلى المخرج تشيد بالمسرحية وجهوده، وبسبب هذه الرسالة تم اختيار الممثلة ستريب لأداء الدور الرئيسي في الفيلم الذي يحمل نفس الاسم «أبا» وأنتج حديثا، ويشاركها في الدور بيرس بروسنان وكولن فيرث.

وجون مكين المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية في الانتخابات الأخيرة، قيل عنه أيضا إنه من المعجبين بالفرقة وأعضائها، بيني وبيورن وأغنيثا وآني فريد. وعندما سئل عن ما يحمله من أغاني على جهازه (آي بود) قال إنها أغاني «أبا».