طبيب أم التوائم الثمانية في أميركا يساعد امرأة أخرى على الحمل في أربعة توائم

الشرطة الأميركية تجري تحقيقا بشأن تهديدات بالقتل تلقتها نادية سليمان المنحدرة من أصول عربية

TT

هناك حالة من الاستياء ضد نادية سليمان، المرأة التي تعيش في كاليفورنيا وأنجبت ثمانية توائم أخيرا، على الرغم من أنها أم لستة أطفال، ليصبح عندها 14 طفلا. السبب أنها عاطلة عن العمل، وبالتالي لا تستطيع تحمل نفقاتهم، مما يعني أنها وأطفالها أصبحوا عالة على الدولة.

هذه الحالات من الحمل والإنجاب تثير الكثير من الجدل الطبي الأخلاقي حول أحقية المرأة، أي امرأة، في تلقي العلاج الخاص عن طريق زرع الأجنة في رحمها، وهي الطريقة التي يلجأ إليها الأطباء لمساعدة النساء غير القادرات على الإنجاب. كما أن الأطباء يقومون عادة وقبل الموافقة على الزرع بتقييم وضع المرأة النفسي والاجتماعي والاقتصادي قبل منحها هذا النوع من العلاج لتصبح أماً. ومما زاد الأمر تعقيدا، في حالة سليمان، هو الظروف الاقتصادية الحالية التي تمر بها معظم دول العالم بسبب الأزمة المالية، وبالتالي شح الموارد. وبدأت شرطة لوس أنجليس الأميركية أول من أمس الخميس، تحقيقا بشأن تهديدات بالقتل تلقتها الأم نادية سليمان. وذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن التهديدات نشرت على موقع إليكتروني أنشأه القائم بأعمال الدعاية لأم التوائم العزباء بهدف جمع التبرعات لمساعدة سليمان على رعاية أطفالها البالغ عددهم 14 طفلا. وعلى الرغم من ذلك يبدو أن عمليات زراعة الأجنة صارت تنتشر بشكل سريع في الولايات المتحدة، ولا تقتصر على النساء اللاتي يعانين من العقم فقط. وذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن امرأة أميركية سعت لتكرار تجربة الإنجاب واستعانت بنفس الطبيب المعالج والمتابع لحالة نادية سليمان التي جذبت اهتمام وسائل الإعلام الأميركية في الفترة الماضية. واستجابة لرغبة الأم في الحالة الثانية قام الطبيب الأميركي مايكل كامرافا، بزرع سبع بويضات على الأقل من إحدى المتبرعات الشابات في رحم سيدة، 49 عاما، وهي الآن حامل في شهرها الخامس بأربعة توائم، بحسب ما نشرته الصحيفة. ولم يدل الطبيب، الذي أثير حوله الكثير من الجدل في الفترة الأخيرة إلى الآن، بأية تصريحات حول هذا الشأن.

ووفقا لمعلومات الصحيفة، فإن المرأة الأميركية الحامل لديها بالفعل ثلاثة أبناء من زواج سابق، إلا أنها تمنت إنجاب المزيد من الأطفال من زوجها الجديد الذي يصغرها في السن. ونصح الأطباء المرأة الحامل بملازمة السرير حتى يحين موعد الولادة بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر.

في البداية كان الاهتمام بحالة نادية يتركز على التوائم الثمانية، كونهم ولدوا أحياء وبصحة جيدة، وهذا لم يحدث سابقا في تاريخ الولايات المتحدة. وبعد ذلك بدأ الاهتمام ينصب على حالتها الاجتماعية والقرار الطبي الذي سببها. وقالت الصحيفة إن الموقع نشر مئات الرسائل الغاضبة، إلى جانب أخرى تعرض المساعدة.

وأثار طلب سليمان المساعدة على الإنترنت شكوكا حول قدرة أم التوائم العاطلة على توفير الدعم المادي اللازم لنفسها، حيث تبين أنها تلقت كوبونات معونات غذائية لأطفالها الستة الأكبر سنا وإعانات حكومية لثلاثة معاقين من أطفالها.

وتتزايد حدة الاستياء والغضب إزاء الأم الأميركية من أصل عربي يوما بعد يوم، وسط تقارير تفيد أن دافعي الضرائب قد يواصلون تقديم المساعدات لها من أجل ولعها بإنجاب الأطفال.

وكانت السلطات الطبية الأميركية قد بدأت بالفعل تحقيقاتها حول مخاطر حمل سليمان بأطفالها الثمانية، وما إذا كان الطبيب كامرافا قد قصر في واجباته الطبية.

وبعد الولادة التي تمت في 26 يناير (كانون الثاني) الماضي والإثارة التي أحاطت الحالة، بدأت تظهر على السطح كثير من التفاصيل المثيرة للجدل. أطفالها الستة، قبل إنجاب التوائم، لا يزالون صغارا، أعمارهم تتراوح بين سنتين إلى سبع سنوات. وقالت نادية سليمان، 33 عاما، في برنامج «اليوم» الذي بثته محطة «ان.بي.سي» إنها كانت تعي خطورة وضع ستة بويضات مخصبة في رحمها، لأن الإرشادات الطبية لا تحبذ ذلك. «أريد نقل جميع البويضات (بعد عملية التخصيب خارج الرحم) إلى رحمي» مضيفة «هؤلاء أطفالي، هذا ما كان متاحا. ولذلك قررت استخدامهم جميعا. كانت مخاطرة، لكن لم تسبب لي المشاكل». وعادة يقوم الأطباء بزرع أكثر من جنين بعد التخصيب في رحم المرأة من أجل التأكد من أن ينمو واحد منها في الرحم. إلا أن الإرشادات الطبية الأميركية تحدد جنينين فقط كحد أعلى لامرأة عمرها أقل من 35 عاما. كما الأجنة قد تنشطر أيضا وتنتج أكثر من طفل.

وقالت سليمان إنها تلقت علاج التخصيب «اي.في.اف» لجميع أطفالها الستة قبل ذلك، وكانت دائما تصر على زراعة ستة بويضات مخصبة في رحمها للتأكد. وما حصل هذه المرة أنها زرعت ستة أجنة، ونمت جميعها وانشطر بعضها لتصبح ثمانية توائم في النهاية. «كل ما أريده هو الأطفال، أريد أن أكون أماً، هذا كل ما أريده من الحياة. إنني أعشق الأطفال». ونادية سليمان، كما ذكرت تقارير إخبارية، ما زالت تعيش مع والديها في كاليفورنيا، وقالت عائلتها إنها ربما تعاني من بعض المشكلات النفسية. وقالت والدتها انجيلا سليمان لوكالة «اسوشييتيد برس»، إنها «ليست شريرة (كما وصفتها بعض وسائل الإعلام) لكنها مهووسة بالأطفال، وتعتني بهم كثيرا، إلا أنها تمادت في طلبها للأطفال هذه المرة». وكشفت والدتها أن هوس ابنتها نادية بالأطفال سبب لها كثيرا من الضغط النفسي والمتاعب، مما أجبرها على طلب العلاج النفسي، وقال لها الطبيب أن تطرد ابنتها من البيت. «إنها واعية ومسؤولة عن نفسها، أشعر بالمسؤولية تجاهها، ولا أريد طردها من البيت».

وتعيش العائلة حاليا في بيت متواضع في مدينة «يتيار» قريبا من لوس أنجليس. وتحاول العائلة العيش بعيدا عن الأضواء وأعين وسائل الإعلام. في هذه الحالات النادرة تقوم العائلة بعرض التوائم بفخر أمام الناس وتعرضهم على شاشات التلفزيون وتروج لبعض المنتجات من خلالهم. إلا أن الضغط الذي تتعرض له العائلة والهجوم والتحقيقات المتلاحقة جعلها تنزوي بعيدا. وخلال ملاحقة الصحافة للعائلة، هاجم ادوارد سليمان، والد نادية لدى ظهوره خارج البيت، المصورين قائلا: «أتمنى لكم جميعا أن تواجهوا نفس الحالة، لتعيشوا في هذا الجحيم».

وقالت صحيفة «الأوبزيرفر» إن الوالد ادوارد يحاول الرجوع إلى العراق، حيث عمل مقاولا هناك في السابق من أجل جمع المال وإعانة العائلة.

وأضافت الصحيفة أن الوالدة انجيلا كانت تعمل في الاستثمار العقاري، وأنها قدمت عريضة لمحكمة سان بيرناردينو تعلن فيها إفلاسها، بعد أن تراكمت عليها الديون التي وصلت إلى ما يقارب مليون دولار. كما أن نادية غيرت اسمها من نادية داوود إلى نادية سليمان عام 2001، وأنها طلقت زوجها ماركوس غيتارييز قبل عام. كما أنه لا توجد أي إثباتات تبين أنه والد الأطفال الستة، حسب الصحيفة. وهناك أوراق رسمية تقول إن شخصا يدعى ديفيد سولومون هو والد أربعة من أطفالها الستة. وتحمل نادية شهادة بكالوريوس في العلوم.