كوستا غافراس يختتم مهرجان برلين بفيلم ذاتي يصور هجرته

الأفلام الرسمية طغى عليها الطابع السياسي وتتنافس على الدبين الذهبي والفضي

المخرج الفرنسي اليوناني كوستا غافراس (الثاني من اليمين) مع طاقم فيلم «إلى الغرب من عدن» (ا.ب.أ)
TT

اختتم فيلم المخرج الفرنسي اليوناني كوستا غافراس «إلى الغرب من عدن» مساء أمس السبت فعاليات مهرجان برلين السينمائي في دورته التاسعة والخمسين، وقدم عقب إعلان جوائز المهرجان التي منحتها لجنة تحكيم وترأستها الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون. عرض الفيلم سيمفونية ناعمة حولت القصة التراجيدية لمهاجر من الجنوب إلى الشمال إلى نوع من كوميديا خفيفة في شريط اعتبره غافراس الأكثر ذاتية في مسيرته الفنية.

وقال المخرج الحائز على جائزة الدب الذهبي مرتين «إنه شريطي الأكثر ذاتية من دون شك، وهو لا يتكلم عني بشكل مباشر ولكني بحثت في داخلي عن كثير من الأشياء التي أرويها فيه».

ويريد من خلال فيلمه الحديث عن الآلاف من الآباء الأوروبيين اليوم الذين هم أصلا من المهاجرين، فضلا عن هجرته الخاصة من اليونان التي يقارنها بالهجرة اليوم.

ويضيف في مقابلة خاصة بالملف الصحافي الذي وزع للفيلم كما جاء في تقرير الوكالة الفرنسية، إنه أراد هذا العمل «على نحو اوديسية». وفي هذه الاوديسية يكون على البطل أن ينتصر في النهاية وأن يخرج سالما وحرا من كل مغامرة تتوالى منذ ترك تجار التهريب له ولرفاقه في عرض البحر واضطراره للسباحة بدل الوقوع في أيدي الشرطة في مكان يفهم المشاهد أنه إيطاليا.

وينجح كوستا غافراس في خلق نسق فني مقنع، ويتضمن الفيلم في أحيان كثيرة استعارات ويكشف من خلال هذا المهاجر المسكون بالأمل خبايا المجتمعات الأوروبية.

فعبر ضربات معلم سريعة ولكن متقنة ومتعاقبة، يكشف حضور هذا «الجسم الغريب» بنيان هذه المجتمعات ومشكلاتها مثل الوحدة والاستغلال والعبودية في تشغيل المهاجرين غير الشرعيين.

وبشكل عام طغى الطابع السياسي العام والقضايا الساخنة في أماكن متعددة من العالم على العديد من الأعمال الـ18 المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان.

ومن بين أكثر الأفلام التي نالت الإعجاب لغاية الآن في المهرجان فيلم الجزائري رشيد بوشارب «لندن ريفر» الذي نجح في تفادي مطبات كثيرة في تناوله لموضوع تفجيرات لندن عام 2005 وفيلم «ذي ريدر» (القارئ) للمخرج ستيفن داردلي وهو خارج نطاق المسابقة الرسمية. ولا يزال هذا الفيلم المرشح لنيل 5 جوائز أوسكار والمقتبس عن رواية ألمانية شهيرة ترجمت إلى أربعين لغة الأفضل لدى الكثير من النقاد ومتابعي المهرجان.

ومن بين الأعمال التي لاقت إعجابا في برلين فيلم «ستورم» (العاصفة) للألماني هانز كريستيان شميدت الذي ينطوي على مضمون سياسي قوي يدين الهيئات الدولية ويتهمها بالتقصير على خلفية جرائم الحرب وخصوصا جرائم اغتصاب النساء في البوسنة. أما فيلم «ليتل سولدجير» (الجندي الصغير) للسويدية آنيت اوليسن وهو يصور حياة جندية شابة تعود مصدومة من الحرب العراقية وتحاول أن تجد حبال أمل تتعلق بها لكنها تعجز عن إيجاد عمل لتقبل في النهاية أن تعمل سائقة لدى والدها القواد الذي يتاجر بالنساء الأفريقيات.

وهناك أيضا الفيلم الأميركي الذي يتناول بشكل غير مباشر حرب العراق وانعكاساتها على المجتمع الأميركي «ذي ميسينجر» (المبلغ) للأميركي- الإسرائيلي اورين موفيرمان، وفيلم «ماموث» للسويدي لوكاس موديسون. وأخيرا بدا الفيلم الصيني «فور ايفر انثرالاند» للمخرج شين كيجي الذي كان منتظرا وقدم الثلاثاء الماضي ضمن المسابقة الرسمية عاديا وهو يتناول بالاستناد على أحداث واقعية قصة تدور في القرن التاسع عشر وتسبق وتلي الاحتلال الياباني للصين، وفيلم اندريه فايدا «تاتاراك دير كالموس».