«الحب بالحجاب» رواية تحاول تغيير صورة المسلمة في بريطانيا

شالينا بدأت تجربتها مع الكتابة عبر مفكرة الكترونية

شالينا زهرا جان محمد مؤلفة الرواية (تصوير حاتم عويضة)
TT

تزامناً مع يوم الحب في 14 فبراير (شباط) هذا العام، استقبلت المكتبات البريطانية كتاباً يروي قصة حب، فيه كل عوامل التشويق المتعلقة بالحب من انطباع النظرة الأولى المتبادلة بين المرأة والرجل إلى صعوبة البحث عن الشخص المناسب، إلا أن الجديد في هذه الرواية البريطانية أنها تحكي قصة مسلمة تبحث عن الحب، بناء على التقاليد، ومن خلال شبكة اجتماعية موسعة تشمل مساعدة العائلة والخطابة وأركان المجتمع المسلم المحلي، من إمام المسجد إلى صديقات والدتها. ويعتبر الكتاب جزءًا من جهود مسلمين بريطانيين للابتعاد عن النظرة الأمنية البحتة للمسلمين في المملكة المتحدة، وإعطاء صورة إنسانية مختلفة عن معتقداتهم. وبالإضافة إلى سرد قصتها الشخصية في البحث عن «الحب بالحجاب»، وهو عنوان روايتها، قالت كاتبة الرواية، شالينا زهرا جان محمد، «إن السبب وراء كتابة الرواية هو إعطاء صورة مختلفة عن المرأة المسلمة، وبعيداً عن الصورة التقليدية في الغرب، عن امرأة مضطهدة وحزينة». وأضافت شالينا في حديث إلى «الشرق الأوسط»: «عندما كتبت الرواية، تصورت نفسي أتحدث إلى صديقة حميمة، وكتبت المقدمة والختام بطريقة مباشرة تحاور القارئ، لأنني أريد أن أحاور القارئ مباشرة». وكتبت شالينا في مقدمة روايتها: «روايتي مهداة إلى كل المسلمات، كي تصبح الفكاهة والأمل والإنسانية مرة أخرى جزءًا من سيرتنا». وتنجح شالينا في روايتها في الربط بين ثقافتها المتنوعة والمبنية على كونها ابنة مهاجرين من هنود تنزانيا، ترعرعت في شمال لندن. فعلى سبيل المثال، تقول في روايتها «عندما كنت في عُمر الـ 13، عرفت أنه كان مكتوباً لي أن أتزوج الممثل الأميركي جون ترافولتا. يوما ما، كان سيصل إلى عتبة منزل في شمال لندن، يقع في غرامي، ثم يطلب مني أن أتزوجه. وبعدها سيعتنق الإسلام، ويصبح مسلماً ملتزماً. كان لدى صديقاتي في المدرسة أحلام مماثلة، ما عدا اعتناق الإسلام». وملأت شالينا كتابها بقصص طريفة مثل هذه، لتظهر أوجه التشابه مع غيرها من الشابات البريطانيات، وأوجه الاختلاف أيضاً. أوضحت شالينا أن «الحب قضية إنسانية عالمية. إذا كانت المرأة مسلمة، فلا تختلف تجربتها ومشاعرها كثيراً عن غيرها من البشر. آمل أن يجد القراء ذلك في كتابي».

وشرحت شالينا قرارها كتابة «الحب بالحجاب: رحلة مسلمة إلى الحب»، قائلة «منذ زمن، طلب قراء وأصدقاء منِّي أن أكتب كتاباً، بعد أن لاقت مدونتي الإلكترونية اهتماماً واسعاً، ولكنني كنت أرغب في طريقة مختلفة لسرد سيرتي». ولدَى شالينا تجربة في الكتابة منذ أن أطلقت مدونتها الإلكترونية قبل 3 أعوام لتتحدث عن قضايا تهم المسلمين والبريطانيين على حد سواء، بالإضافة إلى مشاركتها في برنامج تديره وزارة الخارجية البريطانية لإرسال وفود من المسلمين البريطانيين إلى دول أخرى للحديث عن تجربتهم الشخصية. وقد نال الكتاب اهتماماً واسعاً في الإعلام البريطاني، حيث غطت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، وصحيفة «الغارديان»، ومجلة «هاربرز بازار» إطلاق الكتاب في الأسبوع الماضي. وقالت وكيلة شالينا للنشر، ديان بانكس، إنها قررت العمل مع شالينا لنشر كتابها، لأنها «كاتبة رائعة، كما أن الموضوع الذي اختارته يجذب أي قارئ، فموضوع الحب يمس الجميع». وأضافت إلى «الشرق الأوسط» قائلة «ما أعجبني في الكتاب أنه سيرة مسلمة، من دون أن يكون عن ضحية أو مسلمة مضطهدة، وهذا ما اعتدنا عليه في الغرب. إنها تجلب قصة جديدة لطاولة النقاش الأوسع حول المسلمات». وقررت دار نشر «أوروم» نشر كتاب «الحب بالحجاب» بعد أن «جذبنا صوتها»، بحسب كارن اينغز التي تمثل «أوروم». وأضافت «الكتاب رومانسي للغاية، ويحمل عنواناً جذاباً، فيه عوامل نجاح مهمة». وقد تم توزيعه في مكتبات حول بريطانيا، بالإضافة إلى أنه من المتوقع أن يباع في الخارج قريباً.