10 دقائق تهز مسرح «الرويال كورت» في لندن

الكاتبة المسرحية كاريل تشرشل ترفض تقاضي الأموال وتطلب من الجمهور التبرع بها لغزة

TT

لم تنتظر الكاتبة المسرحية البريطانية كاريل تشرشل طويلا للتعبير عن غضبها تجاه ما تعرضت له غزة من دمار ومعاناة على أيدي القوات الإسرائيلية أواخر شهر ديسمبر (كانون الأول) وبداية يناير (كانون الثاني) الماضيين. وقامت على الفور بكتابة مسرحية عرضها مسرح «رويال كورت». المسرحية «سبعة أطفال يهود: مسرحية لغزة» التي كان آخر عرض لها يوم السبت الماضي بعد أسبوعين متواصلين، كتبتها تشرشل، 70 عاما، مباشرة لعرضها على المسرح الواقع في سلون كوير الفاخر في جنوب غربي لندن، بعد أن شهدت العاصمة البريطانية أسابيع من الاحتجاجات، وعلى معظم المستويات، ضد ما قامت به إسرائيل وما تعرض له المدنيون في غزة من دمار. وقالت الكاتبة المسرحية الداعمة لأعمال «منظمة التضامن البريطانية مع فلسطين» إن ريع المسرحية سيكون لصالح منظمة «العون الطبي الفلسطيني»، المنظمة الخيرية البريطانية، كما أنها لا تريد أن يكون هناك أي حقوق نشر للمسرحية، وأنه يمكن لأي شخص استخدام مادتها، ولكن بشرط ألا يكون الهدف في ذلك هو الربح، وأن يقدم أي ربح من العمل إلى منظمة العون الطبي. وعلى الرغم من أن المسرحية من عشر دقائق فقط وتعرض بعد انتهاء إحدى المسرحيات التي يستضيفها المسرح المعروف بجرأته وتنوع أعماله الدرامية، فإنها أثارت موجة من احتجاجات المنظمات اليهودية المساندة لإسرائيل.

وكتبت رسالة وقع عليها أكثر من 60 شخصية يهودية تنتمي إلى نواحي الحياة المختلفة في بريطانيا (سياسيين وأكاديميين وأعضاء في مجلس اللوردات) ونشرت في صحيفة الـ«ديلي تلغراف»، المعروفة بميولها اليمينية والمساندة لإسرائيل تتهم المسرح بعدم الحياد في مسألة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وذكرت الرسالة مساعد مدير المسرح رامين غريه بما قاله سابقا بأنه «سيتردد كثيرا» قبل أن يوافق على عرض مسرحية تهاجم المسلمين. ولهذا تتساءل الرسالة لماذا تعرض مسرحية تهاجم إسرائيل. كما تتهم الرسالة الكاتبة كاريل تشرشل بعدم الدقة التاريخية. ورفض متحدث باسم المسرح اتهامه بالعداء للسامية، قائلا إن المسرحية من دون أدنى شك تنتقد سياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، لكن نقدها غير موجه بأي شكل من الأشكال ضد اليهود «يمكن للشخص انتقاد إسرائيل من دون أن يشكل ذلك عداء للسامية»، مضيفا في تصريح للصحيفة «أن هذا المسرح يعكس بأعماله الدرامية وجهات النظر والأفكار المختلفة».

الكاتبة كاريل تشرشل ليست هاوية في العمل المسرحي، على الرغم من انتقاد بعض الكتاب للعمل الذي وصفه بعضهم على أنه «عمل درامي يسيطر عليه الانحياز السياسي». لقد حصلت الكاتبة على العديد من الجوائز المسرحية خلال مشوارها الطويل في هذا العمل وعرضت أعمالها على العديد من مسارح لندن الشهيرة، بما في ذلك الـ«رويال كورت» الذي عملت فيه ككاتبة مسرحية مقيمة في بداية السبعينات. وقال مخرج المسرحية دومنيك كوك، الذي يعمل أيضا مديرا فنيا للمسرح: «لقد كنت دائما مهتما بالنزاع الدائر في الشرق الأوسط، وكنت سعيدا جدا بالمادة التي تلقيتها من كاريل تشرشل ووجدت العمل يتمتع بالقوة الدرامية والإنسانية. هذه المسرحية القصيرة جدا والملحة كتبت كتعبير عن الأحداث الأخيرة، إلا أن تأثيرها سيكون أبعد بكثير من الوضع الحالي لفهم جذور المشكلة التي نراها تعكس نفسها في أحداث غزة».