206 ملايين يورو حصيلة اليوم الأول من «مزاد القرن»

المشاهير يتوافدون على باريس لحضور مزاد مقتنيات إيف سان لوران

TT

في يومه الأول، حقق المزاد الذي تنظمه صالة «كريستيز» في باريس لبيع المقتنيات الفنية لمصمم الأزياء الراحل إيف سان لوران وشريكه رجل الأعمال بيير بيرجيه، رقما قياسيا بلغ 206 ملايين يورو. ويشكل هذا المبلغ الذي تحقق يوم أمس، خلال ثلاث ساعات من افتتاح المزاد، ثلثي الحصيلة التي توقعها الخبراء لعملية البيع التي تستمر 3 أيام والقدرة بأكثر من 300 مليون يورو.

وتحت ثريات حمراء اللون تدلت من السقف الزجاجي الرائع للقصر الكبير في العاصمة الفرنسية، احتشد مدراء متاحف عالمية وهواة وجامعو تحف وأثرياء وشخصيات اجتماعية من الشرق والغرب، كان في استقبالهم جيش من المضيفات اللواتي يرتدين ثيابا سودا وأوشحة حمرا. وأعطيت لكل واحد من الداخلين إلى الصالة التي تبلغ مساحتها 1600 متر مربع، لوحة خاصة يرفعها عندما يريد المزايدة على قطعة من المعروضات. وعلى مقاعد من خشب الأكاجو الأحمر القاتم المفروش بوسائد مزررة، جلس الحضور كتفاً لكتف مثل جمهور رياضي في ملعب لكرة القدم، وذلك لمتابعة ما سمته وسائل الإعلام «مزاد القرن». وكان عدد الكراسي 1200 بينما تابع 300 شخص المزاد وقوفاً. وكانت هناك ستة صفوف شغلها مندوبون عن شخصيات زايدت بالهاتف. ولتخفيف ملل الترقب قبل بدء المزاد راحت مكبرات الصوت تبث مقاطع مختارة لمغنية الأوبرا ماريا كالاس.أدار المزاد فرانسوا دو ريكليس، مدير الفرع الباريسي لمؤسسة «كريستيز»، بمساعدة اثنين من خبراء المبيعات. ودبت الحرارة في الجو حالما حققت لوحة زيتية للفنان جيمس إنزور مبلغ 4.4 مليون يورو بعد أن كانت أعلى التقديرات لا تتجاوز 3 ملايين يورو. وحصل على هذه اللوحة التي تحمل اسم «خيبة بييرو» والمرسومة عام 1892 شخص لم يكن حاضراً في الصالة بل زايد عبر وكيل بالهاتف. ثم تتالت الأرقام المليونية لتكهرب أعصاب الحضور من تجار اللوحات الذين اطمأنوا إلى أن تجارتهم ما زالت بخير رغم الكساد النسبي خلال الأشهر الستة الماضية. وكان واضحاً أن الأزمة الاقتصادية العالمية ظلت خارج صالة القصر الكبير في باريس ولم تعكر أمزجة هواة الفن التشكيلي الذين يجودون بلا حساب في سبيل إشباع نهمهم. كان الكل ينتظر لحظة بيع لوحة للفنان الإسباني بيكاسو. لكن المزايدة عليها توقفت عند 21 مليون يورو، وهو رقم يقل عن الحد الأدنى المقرر لها. وبهذا فإن مدير المزاد لم يرفع مطرقته ويهوي بها على المنضدة معلناً بيع هذه اللوحة التي تمثل آلة موسيقية مرسومة بالأسلوب التكعيبي. ثم عادت المعنويات إلى الارتفاع بعد بيع لوحة باللونين الأزرق والوردي لماتيس بمبلغ 32 مليون يورو (40.7 مليون دولار) وهو ما يعتبر رقماً قياسياً لهذا الفنان الفرنسي. وحققت لوحة لموندريان رقما قياسيا عندما حصدت 19.2 مليون يورو. وحقق تمثال للنحات براكوزي 26 مليون يورو. كما بيعت لوحة لدوشان تعود إلى عشرينات القرن الماضي بمبلغ 8.9 مليون يورو. والحفلة ما زالت في يومها الأول والأهم. وما تم فيه يؤكد التوقعات بأن يحقق المزاد حصيلة تتجاوز النصف مليار يورو، تذهب لمؤسسة بيير بيرجيه التي تضعها في تصرف الأبحاث العلمية الجارية لمحاربة مرض «إيدز». وأعرب بيرجيه عن رضاه بالنتائج قائلاً إنه سعيد لأن مجموعته حققت أسعاراً ممتازة ولأن بيكاسو ظل في حوزته.