الأحمر سيد الساحة في معرض باريسي

قلوب وديكة وشقائق نعمان.. بين 120 لوحة يطغى عليها لون النار

تفاحات.. للرسام برنار بوسك («الشرق الأوسط»)
TT

ليست ساحة «فوج» في قلب باريس ميداناً للتنزه الممتع فحسب، فحول الحديقة المستطيلة التي تتوسط الميدان بدأت تنبت، منذ سنوات، دكاكين ومخازن تقدم كل ما هو مبتكر ولافت في ميدان التصميم. إن محلات الثياب التي تتميز بصرعات غرائبية تجاور باعة الأثاث المغلف بالفورمايكا الملونة، ولا تشذ عن هذا الهوس صالات الفنون التشكيلية وأبرزها «غاليري نيكي ماركار». صاحبة هذه الصالة التي اعتادت التضامن مع القضايا العربية وعرض أعمال فنانين من آفاق مغايرة، تستضيف حالياً معرضاً لثلاثين فناناً عالمياً يجمع بينهم ميلهم إلى اللون الأحمر. وللمرء أن يتخيل نفسه في صالة شاسعة، ذات طابق ثان يطل مشرفاً على الطابق الأرضي، محاطاً بحوالي 120 لوحة يطغى عليها اللون الأحمر بكل درجاته.

جاءت الفكرة من فلورنس دروري، وهي مساعدة سابقة لجاك لانغ، وزير الثقافة في عهد الرئيس ميتيران، وصاحبة موقع فني على «الإنترنت» مخصص للون الأحمر. لقد قررت أن تنقل معروضاتها من مجال الشاشة الإلكترونية إلى جدران الواقع. وكانت النتيجة معرضاً يتوهج بألف شمس وشمس في شتاء باريس القاتم الطويل.

تلفت النظر في المجموعة تفاحات رسمها برنار بوسك، وهو فرنسي يعمل في حقل الرسوم المصورة ويعمل مدرساً لفن التزيين في مدرسة «اللوفر». وللفنان نفسه نجد ملصقاً للرئيس الأميركي باراك أوباما وهو يحمل فانيلة حمراء اللون. أما الفنانة بريجيت كالافاردان فتقدم مجموعة لوحات يبدو الديك فيها زعيماً أوحد. ويرى الفنان جان باتيست لوران، رسام القلوب الحمر، أن لهذا اللون مكانة خاصة في الحياة لأنه «ملفوف بتلك النار المضيئة التي تدور بدون توقف». وطبعا، هناك لوحات تستوحي الطبيعة وتنقل ما فيها من أزهار حمراء اللون، أبرزها شقائق النعمان التي تكاد تتحول إلى علامة فنية للعديد من المصممين، وأبرزهم الياباني كينزو الذي رسمها على قناني عطوره.