مفاجأت ومزيد من الملايين. هكذا يمكن وصف اليوم الثاني من «مزاد القرن» الذي تنظمه مؤسسة «كريستيز» في باريس لبيع مجموعة المقتنيات الفنية لمصمم الأزياء سان لوران وشريكه بيير بيرجيه. وبيعت أمس الأول مجموعة من الفضيات واللوحات القديمة وبعض قطع الأثاث التي تعود لسبعينات القرن الماضي من نوع «الآرديكو». واشتدت المزايدة على مقعد بمسندين من تصميم آيلين غراي حتى رسا السعر على 21.90 مليون يورو.
كان عدد الحضور أقل من الحشد الذي ملأ مقاعد الصالة الشاسعة للقصر الكبير في اليوم الأول للمزاد. وجمعت مبيعات اللوحات القديمة أكثر من 22 مليون يورو. فقد بيع «بورتريه ألفريد والزابيت دو درو» للرسام تيودور جيريكو بمبلغ قياسي للوحات هذا الفنان بلغ 9.02 مليون يورو، أي بضعفي المبلغ الذي قدره لها تاجر اللوحات ألان تاريكا. وكان إيف سان لوران وبيير بيرجيه قد اقتنيا هذه اللوحة من تاريكا قبل ربع قرن بمبلغ يقل عدة مرات عما بيعت به. وحققت لوحة شخصية للكونتيسة دولارو للرسام آنغر رقماً قياسياً، أيضاً، بمبلغ زاد على مليوني يورو بقليل.
ولوحظ أن المشاهير من أصحاب المجاميع الفنية الذين قصدوا المزاد من نيويورك ولندن وجنيف ظلوا حذرين في تحركاتهم ولم يجازفوا بمزايدات كبيرة. وبالمقابل فقد نشط مندوبو المبيعات المكلفون باقتناء اللوحات والمنحوتات لأفراد من أثرياء أوروبا أو لصالات تجارية في الولايات المتحدة الأميركية. وكان هؤلاء يملكون صلاحية الإنفاق بملايين تصل إلى العشرة، كما كانت إدارة المزاد قد تحققت من قدرة كل وكيل على الدفع من خلال شهادات مصرفية، ضمانا لحسن سير عملية البيع. وحاول الصحافيون طوال نهار أمس التوصل إلى هويات المشترين الجدد الذين انتقلت إليهم ملكية الثروة الفنية الفرنسية الأكبر التي كانت في حوزة أفراد. وترددت أسماء عديدة لكن كان من الواضح أن أصحابها يودون الحفاظ على سرية عملياتهم.