فرقة شرقية ـ غربية تلهب الجمهور في كردستان

رسالتها أن الموسيقى يمكن أن تغدو لغة تجمع بين الشعوب

الأفغاني يوسف محمود وهو يؤدي عزفا منفردا على الطبلة (تصوير: كامران نجم)
TT

شهد قصر الفنون بمدينة السليمانية عاصمة الثقافة والفنون الكردية بإقليم كردستان العراق مساء الأول من أمس عرضا موسيقيا جمع خمسة موسيقيين من الشرق والغرب في فرقة عزف واحدة تمكنت على مدى ساعة ونصف أن تلهب مشاعر نحو ألفي متفرج غصت بهم القاعة.

اشترك في الفرقة عازف الجاز الأميركي طارق سنار المولود في بروكلن بولاية نيويورك، بمشاركة الطبلة الأفغانية التي أنطقها بأصابعه العازف يوسف محمود المولود في كابول، والكردي حسين زهاوي على الدف الذي استثار باهتمام الحضور، والفيولا اليونانية التي هز بنغمات أوتارها العازف اليوناني ماثايوس تاساهوريدس، والساز الإيراني أو البزوق الذي كاد الإيراني الشهير سوهرب بور ناظزري يستنطق أوتارها ويدمع أعين الحضور ببعض المعزوفات الانفرادية الحزينة.

هذا العرض الموسيقى الخاص الذي رعته فضائية كردسات التي تمتلكها عقيلة الرئيس العراقي هيرو إبراهيم أحمد استمر لمدة يومين وهو الأول من نوعه في السليمانية التي تشهد عروضا موسيقية مختلفة بشكل مستمر، والملفت فيه أن الآلات التي عزف عليها الخمسة كانت وترية وإيقاعية ولم تستعن الفرقة بأي آلة موسيقية كهربائية حديثة.

المستمع لتلك المعزوفات كان بوسعه أن يستمتع بعزف كل آلة موسيقية على حدة نظرا للتناغم الموسيقي الكبير بينها والتنسيق بين الموسيقيين الذين تتابعوا في العزف على آلاتهم في أداء بهي قل نظيره. وعلاوة على هذا الإبداع الفني الأصيل والرفيع فإن هذه الفرقة الموسيقية الشرقية – الغربية بعثت برسالة ضمنية مفادها أن الموسيقى يمكن أن تغدو لغة تجمع الشعوب المختلفة من أقصى المعمورة إلى أقصاها مهما تباعدت المسافات وتضاربت المصالح.