عائلة تفترش مدرجات مسرح الرشيد ببغداد لـ «الشرق الأوسط»: نريد العودة إلى بلدنا الصين

الأب: كنت ضابطا كبيرا في الجيش البلغاري * جنود عراقيون في المنطقة: العائلة ترفض المساعدات

الأم ملوك تجلس بعيدا عن مطلقها («الشرق الأوسط»)
TT

وإن بدت تلك العائلة التي تفترش مدرجات مسرح الرشيد وسط بغداد بائسة وكلام افرادها غير مترابط ويقترب من الخيال إلا انها حظيت باهتمام الناس المارين في تلك المنطقة والتي تقابل فندق المنصور.

«الشرق الأوسط» كانت من المهتمين بالعائلة التي ادعى عباس علي قاسم وهو الأب لأربعة بنات وولدين حسبما يقول انه احد مناضلي الحزب الشيوعي البلغاري وكان له منصب مهم في الجيش البلغاري على الرغم من انه من الصين وهو يفترش هذا المكان منذ سنوات ويطالب السفير الصيني بالالتفات اليه، إما أن يعيده إلى بلاده الصين وإما ان يستحصل رواتبه من الجيش البلغاري الذي ينتمي اليه .

وبسؤال قاسم عن سبب وجوده في العراق وهو من الصين قال « لقد عشت في كربلاء ولي املاك وبساتين فيها ولكن لا احد يمنحني الحق في استردادها .. لقد خطفوا ثلاث من بناتي .. وأولادي ما زالوا يعيشون في بلغاريا وهم في مناصب مهمة في الدولة هناك وليس لي سوى بنت واحدة هنا تدعى عليا».

افراد من الجيش العراقي الموجودين في ذلك المكان اكدوا لـ«الشرق الأوسط» ان هذه العائلة تختفي لاشهر وتعود مرة اخرى لنفس المكان ويقولون انهم من التبت من الصين ويطالبون السفير الصيني بالالتفات لهم. وقال احد افراد الحرس«أن العديد من المواطنين يحاولون مساعدة العائلة بالمال والطعام، لكنهم يرفضون المساعدة وفي احد الايام قدم لهم شخص مبلغ 150ألف دينار حوالي 120 دولارا، لكن العائلة رفضت المبلغ وقال والدهم: نحن من مناضلي الجيش البلغاري ومن الصين ولسنا بشحاتين».

زوجة عباس، وتدعى ملوك، تقول ان زوجها طلقها في كربلاء لذلك هي تجلس بعيدة عنه في ذلك المكان امام مسرح الرشيد الذي اكدت وزارة الثقافة في اوقات سابقة انها ستعاود ترميمه وافتتاحه من جديد. وتؤكد انها عاشت فترة طويلة في مدينة كربلاء والذي يستمع للكنة تلك السيدة يعرف انها ربما عاشت بين الايرانيين فترة طويلة. وبسؤالها عن الصين او ايران قالت «انا لا اعرف غير كربلاء عشت فيها ولي فيها ذكريات».

ويؤكد سكان المنطقة ان هذه العائلة موجودة منذ سقوط النظام السابق على الرغم من اختفائها لفترات. وتحتفظ العائلة بحقائب كثيرة وهناك كرسي متحرك لرب العائلة. وحسب افراد الجيش العراقي الموجودين في المنطقة فان الابنة عليا البالغة من العمر 40 عاما التي لم تكن موجودة خلال زيارة «الشرق الأوسط» للعائلة هي التي تقوم برعايتهم حسب افراد الجيش .