أحمد فؤاد نجم.. نجم حقيقي في معرض الكتاب بالدار البيضاء

الأمم المتحدة عينت الشاعر الشعبي المصري سفيرا للفقراء

الشاعر أحمد فؤاد نجم يتحدث إلى ابنته زينب خلال الأمسية الشعرية التي رافقه فيها على العود الفنان المغربي محمد الاشراقي بالدار البيضاء («الشرق الأوسط»)
TT

تحول الشاعر المصري، أحمد فؤاد نجم، إلى نجم حقيقي بكل ما في الكلمة من معنى، ليطابق الاسم المسمى، تحيط به هالة من الأضواء، ويزدحم حوله المعجبون والمعجبات، أملا في التقاط صورة تذكارية معه، أو الحصول على توقيع منه، خلال إحيائه لأمسية شعرية بإحدى قاعات المعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي اختتم أخيرا بمدينة الدار البيضاء. ووجد منظمو المعرض صعوبة كبيرة في تنظيم تدفق الزوار على الأمسية التي استقطبت جمهورا كبيرا، نساء ورجالا، وشبابا.

بمجرد أن دخل نجم قاعة «فضاء الطل»، حيث جرت الأمسية، مرفوقا بثريا جبران، وزيرة الثقافة المغربية، وزوجها الفنان عبد الواحد عوزري، حتى هبت عاصفة من الهتاف والتصفيق، ترحيبا بمقدمه، فيما ارتفعت أصوات غالبية الحاضرين بأنشودته الشائعة «شيد قصورك على المزارع»، بشكل جماعي، كأنما هناك مايسترو خفي كان يقودها من خلف الكواليس. لم تخل الأمسية الشعرية لنجم من بعض مداعباته وحكاياته و«قفشاته» على الطريقة المصرية، بروح خفيفة مرحة، إذ استعاد من ذاكرته التي لا تزال يقظة على الرغم من تقدمه في السن، الكثير من الذكريات المرتبطة بمساره الشعري والحياتي ورحلاته عبر الوطن العربي. وفي هذا السياق، قال إنه زار المغرب في عقد الثمانينات من القرن الماضي، بطريقة سرية، بواسطة جواز سفر ليبي، قبل أن ينكشف أمره من طرف بعض الشباب المغاربة، في الفندق الذي كان يقيم به، وفي المسرح الذي ذهب إليه متفرجا. بدا «أبو النجوم»، كما تسميه الصحافة المصرية، في كامل لياقته الفكرية والذهنية، وهو يقرأ مقتطفات من قصائده، وفوجئ أن شباب المغرب يحفظون بعضها عن ظهر قلب.

ولم يكتف نجم بالقراءة فقط، بل ردد أحيانا بصوته ذي النبرات المميزة، مقاطع من أغنيتين له، أدتهما ابنته الفنانة زينب، على وقع نغمات عود الملحن المغربي الشاب محمد الاشراقي، هما «يا أحبابي يا لغزاوية»، و«دول مين ؟دول عساكر مصريين». وفي إحدى اللحظات، التي كان خلالها واقفا لإنشاد شعره، انحنى بكل أبوة على ابنته، هامسا في مسمعها بكلمة ما، قبل أن يعود إلى مواجهة الجمهور، مازحا بكل عفوية وتلقائية، كأنه يحدث نفسه: «البنت مش عايزة تغني»، لينفجر الجمهور بالضحك، فيما لاذت هي بابتسامة تخفي بها خجلها.