كان من المتوقع أن تذهب باقة من جوائز «سيزار» إلى فيلم «ميرين» الذي يروي سيرة جاك ميرين، أشهر خارج فرنسي على العدالة في ثمانينات القرن الماضي، لكن مفاجأة المسابقة في دورتها الرابعة عشرة، التي جرت مساء أول من أمس، جاءت من فيلم يروي سيرة سيرافين لوي دو سنلي، وهي امرأة عصامية وُلدت في أواخر القرن التاسع عشر وعملت خادمة في البيوت ثم توفيت عام 1942 في إحدى المصحات العقلية، بعد أن نجحت في أن تصبح رسامة معروفة في ميدان الفن الفطري، استلهمت أشكال لوحاتها وألوانها الحارة من النقوش الزجاجية للكاتدرائيات.
وحصل فيلم «سيرافين» للمخرج مارتان بروفوست، الذي يعتبر خارجا على دائرة السينمائيين المكرسين، على سبع جوائز «سيزار»، لأفضل فيلم وأفضل ممثلة (يولاند مورو) وأفضل سيناريو وأفضل أزياء وأفضل تصوير وأفضل موسيقى وأفضل ديكور. وهي المرة الثانية التي تفوز فيها يولاند مورو (56 عاما) بجائزة التمثيل النسائي، وكانت قد نالتها قبل أربع سنوات عن دورها في فيلم «عندما يعلو البحر». وبهذا فإنها تدخل النادي الضيق للممثلات اللواتي نلن «سيزار» مرتين، والذي كان يضم في عضويته كلا من الراحلة رومي شنايدر، وطويلة العمر كاترين دينوف. لم تتوقع مورو أن ينادى عليها لتسلم الجائزة، ولما صعدت على المسرح شكرت الجميع وقالت وهي تنظر إلى التمثال الذهبي الذي صممه النحات الفرنسي «سيزار»: «صار لدي ما أقتات عليه في ما تبقى من الشتاء».
وحصل الممثل فنسان كاسيل (المحسود من الجميع لأنه زوج الممثلة الإيطالية الحسناء مونيكا بيلوتشي) على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «ميرين» الذي أدى فيه دور المجرم الذي دوخ رجال الأمن قبل أن يلقى مصرعه في كمين وهو في سيارته، في أحد أحياء شمال باريس. وجمع الفيلم الذي أخرجه جان فرانسوا ريشيه على ثلاث جوائز «سيزار» لأفضل إخراج وأفضل صوت.
ونالت إلزا زيلبرشتاين جائزة أفضل ممثلة لدور ثانوي عن فيلم «أحبك منذ وقت طويل»، للمخرج فيليب كلوديل الذي نال عن هذا الفيلم جائزة العمل الأول، بينما ذهبت جائزة أفضل ممثل في دور ثانوي إلى جان بول روسيون، عن دوره في «حكاية لعيد الميلاد». ونال فيلم «اليوم الأول من بقية حياتك» ثلاث جوائز، إذ حصل بطلاه على جائزتَي أفضل ممثل واعد وأفضل ممثلة واعدة، بالإضافة إلى جائزة أفضل مونتاج.
وبعد أن خرج من مولد مهرجان «كان» الدولي الأخير دون حُمّص، حصل فيلم «والتز مع بشير» للمخرج الإسرائيلي آري فولمان على «سيزار» أفضل فيلم أجنبي. ويروي الفيلم، عبر الرسوم المتحركة، ما عاد به من ذكريات وكوابيس مريرة، جندي إسرائيلي شهد مجزرة «صبرا وشاتيلا» في بيروت. وقال المخرج وهو يتسلم الجائزة: «إنه فيلم جيد لنشر السلام والمحبة».
من مفاجآت ليلة «سيزار» حضور النجم الكوميدي داني بون، الذي كان قد أعلن مقاطعته للحفل لعدم ترشيح فيلمه «مرحبا في بلاد الشتي» سوى لجائزة واحدة. وحطم هذا الفيلم الرقم القياسي في عدد المشاهدين عبر تاريخ السينما الفرنسية كله، كما حقق لبطله ومخرجه ومنتجه داني بون أرباحا بأكثر من 26 مليون يورو. وظهر بون على المسرح مرتديا جاكيت «سموكينغ» وسروالا رياضيا برتقالي اللون، وقال إنه كان يتابع وقائع الحفل من أمام شاشة التلفزيون وهو في بيته، عندما شعر أن من الغباء مقاطعته، وأضاف: «أنا سعيد لأنني هنا». وطبعا.. صفق الجمهور له طويلا.
ووقف الحضور وصفقوا طويلا أيضا للمخرجة الكبيرة آنييس فاردا، التي فاز فيلمها «شواطئ آنييس» بجائزة أفضل شريط وثائقي. وكانت فاردا قد فرشت الشارع الذي يقع فيه بيتها ومكتبها في باريس بالرمل، وصورت فيه مشاهد تبدو وكأنها على شاطئ البحر.
كل هذا في كفة، وحضور النجوم الأميركيين في كفة، فقد اكتسبت ليلة «سيزار» الفرنسية البريق المرافق لحفلات «الأوسكار» عندما صعد على المسرح النجم داستن هوفمان لتسلم «سيزار» الشرف عن مجمل مسيرته السينمائية. وحيا هوفمان عريف الحفل أنطوان دو كون على وصلة «الكلاكيت» التي افتتح بها السهرة، في تحية إلى جين كيلي في الفيلم الأميركي الشهير «الغناء تحت المطر» (1952). كما حضر السهرة الممثل الأميركي شون بن.
* الفائزون بجوائز سيزار الفرنسية للسينما
* انتزع فيلم «سيرافين» سبعا من جوائز سيزار الفرنسية في دورتها الرابعة والثلاثين، في حفل أقيم مساء الجمعة في مسرح الشاتليه في باريس.
في ما يلي لائحة بالفائزين بجوائز سيزار:
-- أفضل فيلم: «سيرافين» للمخرج مارتان بروفوست.
-- أفضل سيناريو أصلي: مارك عبد النور ومارتان بروفوست عن «سيرافين».
-- أفضل سيناريو مقتبس: لوران كانتي وفرانسوا بيغودو وروبان كامبيللو عن «بين الجدران» (إنتر لي مور).
-- أفضل إخراج: جان فرانسوا ريشيه عن «ميسرين».
-- أفضل ممثلة: يولاند مورو عن «سيرافين».
-- أفضل ممثل: فانسان كيسيل عن «ميسرين».
-- أفضل ممثلة في دور ثانوي: إلزا زيلبرشتاين عن «أحبك منذ زمن طويل» (إيليا لونتان كو جو تيم).
-- أفضل ممثل في دور ثانوي: جان بول روسيون عن «حكاية ميلاد» (ان كونت دي نويل).
-- أفضل ممثلة واعدة: ديبورا فرانسوا عن «اليوم الأول من الباقي من عمري» (لو بروميه جور دو ريست دو ما في).
-- أفضل ممثل واعد: مارك أندري غروندان عن «اليوم الأول من الباقي من عمري» (لو بروميه جور دو ريست دو ما في).
-- أفضل عمل أول: فيليب كلوديل عن «أحبك من زمن طويل».
-- أفضل شريط صوتي: جان مينوندو وجيرار هاردي وألكسندر ويدمر ولوييك بريان وفرانسوا غرو وايرفي بويريت عن «ميسرين».
-- أفضل موسيقى تصويرية: ميكائيل غالاسو عن «سيرافين».
-- أفضل صورة: لوران برونيه عن «سيرافين».
-- أفضل ديكور: تياري فرانسوا عن «سيرافين».
-- أفضل أزياء: مادلين فونتين عن «سيرافين».
-- أفضل مونتاج: صوفي رين عن «اليوم الأول من الباقي من عمري» (لو بروميه جور دو ريست دو ما في).
-- أفضل شريط قصير: «الفتات» (لي مييت) لبيار بينو.
-- أفضل فيلم أجنبي: الإسرائيلي آري فولمان عن «رقصة والتز مع بشير».
-- أفضل فيلم وثائقي: آنييس فاردا عن «شواطئ آنييس» (لي بلاج دانييس).