العودة لأحياء مومباي تصيب بطلي «المليونير المتشرد» بالإحباط

يعانيان من واقع الأحياء الفقيرة بعد رفاهية هوليوود

+أزهر الدين إسماعيل يعود إلى مدرسته في مومباي (رويترز)
TT

بعد انتهاء ضجة الأوسكار وانحسار الأضواء عاد الأطفال الذين شاركوا في تمثيل فيلم «المليونير المتشرد» لمواجهة الواقع والعيش مرة أخرى في الأحياء الفقيرة التي صورها الفيلم ببراعة.

ولكن ذلك لم يكن سهلا على اثنين منهم، فالطفل أزهر الدين محمد إسماعيل يعاني من حمى، أصابته في نهاية الأسبوع، وقال الأطباء الذين شخصوا حالته إنه يعاني من الإرهاق والحمى، وتم وصف بعض المضادات الحيوية له، ولكن حالته استمرت في التدهور، ولمساعدة الطفل قام مجموعة من الجيران بالتعاون بينهم لبناء مكان يستطيع الطفل النوم تحته بعيداً عن أشعة الشمس. بينما علقت روبينا الطفلة الأخرى بأنها لم تعد تريد الحياة في الحي الذي نشأت فيه. ويرى أهالي الطفلين أن قضاء فترة خمسة أيام في هوليوود في جو مرفه قد جعل من الصعب عليهما العودة للأجواء الفقيرة التي نشآ فيها. وقالت شامين إسماعيل والدة أزهار الدين إن ابنها لم يتعافَ من الوعكة الصحية التي ألمّت به بعد العودة من أميركا ولم يستطع بعد التعود على الاهتمام الإعلامي به «لقد كان كل ذلك أكثر من تحمله».

وفي الوقت نفسه علق والد الطفلة روبينا رافيق قريشي أن الطفلة تجد صعوبة في التعود على الحياة في الحي قائلا «إنها لا تريد رؤية أصدقائها وتريد قضاء أطول وقت خارج الحي». وأعرب قريشي عن أمله في أن يحصلوا على الشقة التي منحتها الحكومة للطفلة.

وكانت الحكومة الهندية قررت الأسبوع الماضي منح أزهر الدين وروبينا شقتين في إطار خطة هيئة تنمية المساحة والإسكان في ماهارشترا بعد تشريفهما للبلاد. ويعيش الممثلان الطفلان اللذان مثلا المرحلة المبكرة للشخصيتين الأساسيتين في الفيلم في حي غريب النجار الفقير في باندرا في مومباي. وقال أزهار الدين لمراسل صحيفة «التلغراف» البريطانية «أشعر بالتعاسة، أشعر بأني متعب وأريد النوم طوال الوقت ولكني لا أستطيع النوم هنا، الجو هنا حار جداً ويوجد الكثير من البعوض. أتمنى العودة لأميركا».

وبعد سفرهما بالطائرة ونومهما في فراش وثير والإقامة في فندق خمسة نجوم، يجد الطفلان صعوبة حقيقية في تقبل الأوضاع في الوطن. ولدى عودتها لمومباي قالت شامين إسماعيل والدة أزهر الدين إن وجودها مع ابنها في أميركا، كان مثل الخيال، وهذه هي المرة الأولى التي تغادر فيها مومباي إلى أي مكان خارج المدينة، مضيفة «نزلنا في فندق من الدرجة الأولى، وقُدم لنا أفخر أنواع الطعام»، الذي لم يكن على مذاقها. أما الطفلة روبينا فقالت لمراسل التلغراف وهي مرتدية الفستان الذي حضرت به حفل توزيع جوائز الأوسكار وبدا متسخاً «لا أريد الحياة في هذا الحي بعد الآن، لا أريد النوم على الأرض، أريد سريراً في مكان ليس به روائح كريهة». ومضت الطفلة «رأيت الحياة في أميركا، هنا القمامة في كل مكان والناس يصيحون بصوت عال ويتشاتمون. فقط أريد الابتعاد عن هنا». وعلق عدد من الأخصائيين النفسيين أن الطفلين في حاجة إلى الرعاية. وعلقت سانجاي باتيا، وهي مشرفة اجتماعية تعيش في الحي مع روبينا «لا أصدق أن هؤلاء الأطفال لا يتلقيان رعاية خاصة. فمن المؤكد أن رحلتهما إلى هوليوود ستؤثر بشكل كبير على حالتهما النفسية».