عالم مليء بالأفلام.. الكلمة العليا فيه للصغار

في مهرجان نيويورك لسينما الأطفال.. 100 فيلم من 30 دولة

مشهد من فيلم «ميا وميغو» («نيويورك تايمز»)
TT

في بعض الأحيان، ليس بالضرورة أن يكون أمتع فيلم يشاهده الأطفال فيلما مخصصا للأطفال.

ويكمن هذا التناقض الظاهري في صميم مهرجان سينما الأطفال الدولي في نيويورك، الذي بدأ فعالياته يوم الجمعة، على مدار ثلاثة أسابيع من عروض الأفلام وزيارات صناع السينما والتصويت، وتنتهي بصورة مصغرة من حفل الأوسكار: حفل لتوزيع الجوائز وحفل استقبال في 15 مارس (آذار). وبينما تقدم أفلام المهرجان البالغ عددها مائة فيلم والقادمة من 30 دولة كثيرا من الحركة والخيال، إلا أنها أيضا تدخل في صراعات العالم الواقعي التي تؤثر على حياة الأطفال. يقول إيريك بيكمان الذي أسس المهرجان عام 1997 هو وزوجته إيميلي شابيرو، في مقابلة معه: «مع وجود عدد كبير للغاية من هذه الأفلام، قد يقول صانع أفلام: إنه ليس فيلما للأطفال».

وتضم برامج المهرجان هذا العام فيلم الرسوم المتحركة الأميركي «سيتا تغني للبلوز»، الذي مزجت فيه نينا بالي بين الملحمة الهندية رامايانا والسيرة الذاتية لانهيار الحياة الزوجية لصانعة الفيلم. ونظرا لأنه ليس فيلما للأطفال، يوصى بمشاهدته لمن هم في عمر التاسعة وما فوقها. ويكشف الفيلم التسجيلي الإخباري الصيني، «مدرسة السيرك» التدريب المرهق الذي يمارسه لاعبو الأكروبات الصغار (وهو لعمر 12 عاما وما فوق).

وغالبا أيضا ما تتناول الأفلام المخصصة للأطفال موضوعات جادة. وأقيم في حفل الافتتاح ليلة الجمعة العرض الأميركي الأول لفيلم الرسوم المتحركة الفرنسي والإيطالي «ميا وميغو» (لسن 7 سنوات وما فوق) من إخراج جاك ريمي غيريرد. وهو يروي قصة سعي فتاة لإنقاذ والدها، العامل المحبوس في موقع إنشاء يهدد أيضا شجرة الحياة. ويركز فيلم «معركة من أجل تيرا» (7 أعوام وما فوق)، وهو فيلم رسوم متحركة أميركي (نفدت تذاكر عرضه)، عن الكائنات المسالمة التي تسكن كوكب تيرا ويهددها الناجون من البشر الهاربون من كوكب الأرض المدمر.

يقول المخرج أريستومينيس تسيرباس في حوار عبر الهاتف: «إنه يظهر الإمبريالية بتقديم صورة غزو أجنبي، واتخاذ رد فعل ضده. وهنا نحن الغزاة الأجانب». ولكنه أضاف أن هناك نقاط غموض أخلاقي في كلا الجانبين. وتملأ القضايا الأخلاقية أيضا أول سلسلة في أفلام الأطفال والحرب في المهرجان؛ فمثلا يطلب من الصبي في الفيلم الهندي «تاهان» (لعمر 8 أعوام وما فوق) أن يقوم بعمل إرهابي. وفي عرض أول آخر، يعرض المهرجان فيلما ليس مسموحا بمشاهدته لمن هم دون 14 عام، إنه فيلم الرسوم المتحركة الكندي «غرب بلوتو»، حيث يتحدث المراهقون ويتصرفون مثل المراهقين.

يقول بيكام: «إنه يزيد المعرفة بدون ترويع». وعلى الرغم من أن المهرجان يقيم خمسة عروض لفيلم «شورتس فور توتس» (من سن 3 إلى 6)، وأفلام مثل «سر موون أكر» (من سن5 إلى 12)، وهو فيلم مجري – بريطاني – فرنسي، يدور حول قلادة سحرية، إلا أنه يستهدف فئة عمرية أكبر من مهرجان أطفال بام السينمائي، الذي يعقد في نهاية هذا الأسبوع في أكاديمية بروكلين للموسيقى.

وتتنافس أفلام مهرجان نيويورك القصيرة على الجوائز، حيث يصوت الأطفال لأفضل فيلم في كل من البرامج الستة، وللفائز الأكبر. وتمنح لجنة تحكيم من الكبار أيضا جائزة، وهي تضم ممثلين ومخرجين ومنتجين، من بينهم سوزان سارندون وغوس فان سانت وكريستين فاكون وجون تورتورو وإيفان شابيرو (رئيس قناة آي إف سي التلفزيونية وقناة صندانس). وفي الأعوام الأخيرة، وسع المهرجان من نطاقه، حيث تقام عروض شهرية في نيويورك ومدن أخرى، بالإضافة إلى عرض أفلام على الموقع الإلكتروني gkids.com. وفي عام 2008، بدأ الدخول في عملية التوزيع السينمائي على دور العرض، لينزل فيلم الرسوم المتحركة «أزور وأسمر» (المشارك أيضا في المهرجان لعمر 6 وما فوق) للمؤلف والمخرج الفرنسي ميشال أوسيلوت في حوالي 50 سوقا في جميع أنحاء البلاد حتى الآن. وصرح أسيلوت في رسالة إلكترونية بقوله: «لم أصنع فيلما للأطفال من قبل. ولهذا يحبون أفلامي». وكان من المقرر أساسا أن يخرج فيلم «أزور وأسمر»، الذي يدور حول صداقة مقدرة بين الصبيين أزور الأشقر ذي العينين الزرقاوين، وأسمر ذي البشرة الداكنة واللكنة العربية، في سوق اسطوانات الـ«دي في دي» الأميركية مباشرة.

ويقول بيكمان: «في أفلام هوليوود، يتعرض الكثير من الأموال للخطر، حيث تقل الفرص المتاحة». وبالاعتماد على تناقل الأحاديث والنقد والدعاية عبر الإنترنت بدلا من الإعلانات المكلفة، يعتزم بيكمان أن يحضر للجمهور صغير السن عملا أكثر جرأة. ويتوقع قائلا: «ينقل بعض من الأفلام المعروضة في المهرجان هذا العام الحياة فيما وراء نيويورك»

* خدمة «نيويورك تايمز»