السعوديون يستعرضون في قرية الجنادرية أضخم مهرجان للفلكلور الشعبي

يستقبل على مدى أسبوعين أجيالا تتعطش لتراث الآباء.. والأبواب تفتح 3 أيام للعائلات

يتجمع داخل الجنادرية صناع المهن الحرفية التقليدية («الشرق الاوسط»)
TT

على مدى أسبوعين، يحتفل السعوديون، ومعهم آلاف المقيمين والزائرين، بواحد من أكبر مهرجانات الفلكور الشعبي، الذي يرمز إلى التراث السعودي المتعدد والمتنوع، حيث تستقبل قرية الجنادرية، التي تقع على مسافة 30 كيلومترا شمال شرق الرياض، آلاف الزوار الذين يشاهدون عروضاً مرئية وحية للتراث والفلكلور والصناعات الحرفية التقليدية السعودية.

وللمرة الأولى، أعلنت الجنادرية أنها خصصت ثلاثة أيام لدخول العائلات، وهي المرة الأولى التي يتم فيها السماح للرجال والنساء بالدخول للقرية التراثية في وقت واحد.

ويتميز المجتمع السعودي بأنه مجتمع شاب، وتبلغ نسبة السعوديين تحت 30 عاماً أكثر من نصف السكان، وهي تمثل الجيل الأكثر تعطشاً لمشاهدة نمط الحياة التقليدية التي كانت سائدة في الماضي.

ووسط أجواء يغلب عليها روائح العطور الدهنية والعطور المصنعة من المنتجات المحلية، كورد الطائف، يتجمع داخل الجنادرية صناع المهن الحرفية التقليدية كالفخار، وتجليد الكتب، وصناعة السروج، والمسابح، والأختام، والسلال، والرماح والسيوف، وتربية الصقور والإبل وغيرها، وكأنما هو التمرين على التميز في الجنادرية.

ووسط بيوت تمثل التراث المحلي، يستمتع الزوار على مدى نحو أسبوعين بعروض الفنون الشعبية والثقافية والتراثية والفنية والترفيهية المتنوعة من مختلف مناطق المملكة. بيد أن التجربة الأشد إثارة أمام الجيل الجديد تأتي في الالتقاء بمجموعة من الآباء الحرفيين والصناعيين التقليديين الذين يعكفون على صناعة أدوات حرفية قديمة، حيث يعيش حرفيون كبار السن من الرجال والنساء أسبوعين من التجارب الحية وهم يقدمون أعمالهم أمام جيل من الشباب ظلّ متعطشاً لتراث الأجداد، خاصة فيما يرمز للموروث الثقافي والشعبي الذي كان سائدا في عقود مضت، فيما يتعرف الجيل الجديد على عادات وتقاليد الآباء والأجداد والحرف والمهن التي كانت سائدة آنذاك، ووسائل تنقلاتهم وأساليب الري والزراعة قبل ظهور الوسائل الحديثة والتقنيات المتطورة.

وتتضمن القرية الشعبية بالجنادرية الفعاليات المعتادة، مثل دكاكين الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والسواني والألعاب الشعبية، والفنون الشعبية المختلفة، وأجنحة مناطق المملكة، المدينة المنورة، و جازان، والمنطقة الشرقية، وحائل، وعسير، والجوف، والقصيم، والأجنحة الحكومية والمؤسسات الخاصة، إلى جانب السوق الشعبي. أما النشاط النسائي التراثي في مهرجان الجنادرية لهذا العام، فيتضمن العديد من الفعاليات، تبدأ مع برنامج يضم العديد من العروض التراثية واللوحات الفنية وعروض تراثية في أجنحة المناطق، بما ينعكس على حياة الناس ونمط الحياة السائدة قديماً. وتقام الأنشطة التراثية في قرية الجنادرية من خلال الحرف اليدوية النسائية القديمة في المعرض الحي للمهن اليدوية النسائية التي تمثل مناطق المملكة، من عرض ألوان من الفلكلور الشعبي، وعادات الزواج المتبعة قديماً، كما يتضمن النشاط عروض الأطفال، وهي الألعاب الشعبية للأطفال قديماً، يقدمها مجموعة من الأطفال.