أعلنت «سوذبيز» للمزادات أنها ستقوم بأول مزاد علني لمبيعات أعمال عالم الفن الإسلامي في الشرق الأوسط، وذلك يوم 19 من الشهر الجاري، وستشمل عدداً استثنائياً من أعمال فنية نادرة يقدر عمر بعض منها بـ 1000 عام، وتنتمي إلى حضارات مختلفة، تشمل شمال أفريقيا، والشرق الأوسط، وإيران والهند.
ومن أبرز الأعمال سجادة لؤلؤة بارودا، وهي عبارة عن تحفة فنية مرصعة باللؤلؤ والمجوهرات، تم صنعها في القرن التاسع عشر في الهند، كما يشمل المزاد لوحة نادرة من المخمل الحريري من القرن السابع عشر، تقدر قيمتها بنحو بـ 300 ألف دولار أميركي.
ويقول إدوارد جيبس، رئيس «سوذبيز» الشرق الأوسط «لقد عملت «سوذيبيز» عن كثب مع هواة جمع الأعمال النادرة والتحف في المنطقة لسنوات عديدة، ويسعدنا اليوم أو نوفر العديد من الأعمال الرائعة في أول فعالية لنا في الدوحة».
من الاكتشافات المميزة التي يقدمها المزاد، المجموعة رقم 301، وهي عبارة عن لوحة فنية تعود إلى القرن السابع من المخمل الحريري من إيران، ويتم عرضها لأول مرة بعد ظهورها في تشكيلة أوروبية خاصة، حيث توجد هناك بقية من هذه التشكيلة منذ بداية القرن العشرين. وتجسد هذه اللوحة مهارة الفنان المدمجة مع جمالٍ نادر، ولا تزال في حالتها الممتازة، وتصبح بذلك هذه القطعة القماشية واحدة من أكثر أعمال النسيج دقة، تم عملها في ورشات بلاط صافافيد. استخدم هذا العمل مخملا حريريا معززا بخيوط معدن وحليّ، وتظهر امرأة مع صقر مجهزة لاصطياد أجنحة الحمام المربوطة حول الخصر، وكلب صيد سلوكيا صغيرا مربوطا بحبل تمسكه بإصبع واحد. لقد كانت هواية الصيد بالصقور شائعة في الماضي ضمن طبقة الأثرياء في بلاد فارس. وقد تكون هناك أعمال مماثلة لهذه اللوحة في تشكيلات المتاحف الرئيسية، وبشكل خاص في متحف الفن الإسلامي في قطر.
من الأعمال البارزة أيضاً: سلطانية مرصعة بالذهب والفضة من عهد المماليك. وتحمل هذه القطعة المميزة زخرفة بالخط العربي، وتظهر أسماء ومناصب المملوك سلطان المالك الناصر محمد ابن قلاوون الذي حكم مصر وسورية في أواخر القرن الثالث عشر والرابع عشر (1294 ـ 1340 ميلادي). وتقدر هذه السلطانية بسعر نصف مليون دولار أميركي. وتظهر هذه السلطانية مهارة دقة الفن الإسلامي للتطعيم بالذهب والفضة للأواني، وتعد مثالاً استثنائياً لذلك. وتعد هذه السلطانية مماثلة لقطع من عهد المماليك توجد في تشكيلات المتاحف، منها وعاء معروض في «غالاريا إي موسيو استينسي مودينا» في إيطاليا، وقطعة مماثلة جداً في تشكيلة «غالاريا ريجوناليه ديلا سيسيليا» في باليرمو.
ومن أبرز الأعمال أيضاً في المبيعات، ستارة نادرة من شمال أفريقيا، يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، وتقدر بسعر 300 ألف دولار أميركي.
وهذه الستارة مطرزة بخيوط من الذهب، وكتابة من سبع سُوَر مختلفة من القرآن الكريم. وتسرد هذه السُّوَر قصة النبي إبراهيم عليه السلام، وإدريس عليه السلام. ويعتقد بأنها صُنعت في المغرب، ومن الممكن أن تكون صُنعت كهدية لأحد المقامات المقدسة. ويعود تاريخ هذه القطعة مع ورقة القرآن الكريم إلى ما بين القرن التاسع والعاشر، وتظهر غناء وتميز فن الخط الإسلامي الذي امتد على مدار 1000 سنة.