يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء اليوم حفل افتتاح المهرجان الوطني الرابع والعشرين للتراث والثقافة (الجنادرية) الذي ينظمه الحرس الوطني سنويا، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والفكرية والإعلامية العربية والخليجية والسعودية.
وتم دعوة أكثر من 300 شخصية من المفكرين العرب والأجانب للمشاركة في الفعاليات الثقافية التي يحفل بها المهرجان، في الوقت الذي تحتفل فيه السعودية بحدث ثقافي بارز هو معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يستقطب هو الآخر مجموعة كبيرة من المثقفين العرب.
وتعود هذا العام فعاليات الجنادرية لأخذ زمام المبادرة في إثراء الحوار الحضاري كمقدمة للتفاهم بين الحضارات والثقافات، حيث يحمل المحور الفكري هذا العام عنوانا هاما هو «الإسلام وحوار الثقافات»، كما تم تخصيص عدد من الندوات الفكرية لمناقشة القضية الفلسطينية.
وتبدأ فعاليات المهرجان في عامه الـ24 عصر اليوم بانطلاق سباق الهجن السنوي الكبير، وهو السباق رقم (35) في تاريخ هذه المسابقة التي يشارك فيها عدد من دول مجلس التعاون الخليجي، ويبلغ عدد المشاركين هذا العام نحو 600 متسابق، ولأول مرة يشهد السباق مشاركة من الفرق الفلكلورية والشعبية التي تمثل مختلف المناطق السعودية وتؤدي وصلاتها خلال السباق.
وينظم مساء اليوم حفل خطابي وأداء الأوبريت الوطني، وتكريم الشخصية السعودية الثقافية لهذا العام، حيث سيمنح خادم الحرمين الشريفين الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر، الوزير ورجل الدولة والأديب البارز، وسام الملك عبد العزيز تكريما لمسيرته الإبداعية والعملية. ويتضمن الافتتاح قصيدة فصحى للشاعر عبد الله بن عبد العزيز بن إدريس، وقصيدة نبطية للشاعر اللواء خلف بن هذال العتيبي. ويتم خلال المهرجان الاحتفاء بدولة روسيا الاتحادية كضيف شرف على المهرجان، حيث تم استضافة عدد من المفكرين والباحثين الروس، كما تتيح الجنادرية مساحة للمشاركة الروسية في فعالياتها الثقافية.
ويتم في الحفل تقديم أوبريت الجنادرية بعنوان «وطن الشموس»، من كلمات الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، وألحان الموسيقار عبد الرب إدريس، وأداء الفنانين السعوديين محمد عبده وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد. وتنفذ الأوبريت للمرة الأولى محطة تلفزيون الشرق الأوسط «M B C».
وفي تصريح صحافي، أكد الفريق أول ركن متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان، أن رعاية خادم الحرمين الشريفين لمهرجان الجنادرية تمثل «دعما لمسيرة الثقافة والإبداع في المملكة وفي العالم العربي».
وقال الأمير متعب بن عبد الله، إن مشاركة روسيا الاتحادية كضيف شرف في «جنادرية 24» تمثل إحدى إضافات المهرجان الوطني التي يتم خلالها التعرف على ثقافات وتراث الدول الشقيقة والصديقة، وامتدادا للتقليد الثقافي الذي بدأه المهرجان الوطني من العام الماضي.
من جهة أخرى أوضح الدكتور عبد الرحمن بن سبيت السبيت وكيل الحرس الوطني ورئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان أن المهرجان «يواصل رسالته في تعميق العلاقة بين ماضي هذه الأمة وحاضرها، وتفاعله مع القضايا الملحّة التي تهمّ الأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء».
وقال السبيت إن المهرجان «يطرح على منبره هذا العام واحدة من أهم القضايا التي تشغل العالم بقياداته وحكوماته ومفكريه ومثقفيه وهي قضية الحوار العالمي»، مضيفا أن طرح هذا المحور يؤكد اهتمام المملكة بالحوار، مشيرا إلى مبادرات خادم الحرمين الملك في إجراء مؤتمرات الحوار على المستوى العالمي، حيث رعى في مكة المكرمة انعقاد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، كما رعى انتقال الحوار العالمي إلى محطته الثانية في مدريد بإسبانيا، ثم انعقاد حوار الأديان في نيويورك بحضور قادة العالم وعلمائه ومفكريه.