ضيوف «الجنادرية»: المهرجان فرصة للتواصل الثقافي والتلاقح الفكري وتعزيز التراث الشعبي

رئيس تحرير مجلة «الشراع»: ندعو لأن تتحول الجنادرية إلى مؤسسة ثقافية عربية

TT

اعتبر عدد من المثقفين السعوديين والعرب، الذين يشاركون في مهرجان الجنادرية هذا العام، أن الدورة الحالية لمهرجان الجنادرية تمثل إضافة نوعية للحوار والتلاقح الفكري مع العالم، واصفين المناسبة بأنها عيد ثقافي وفكري، تجتمع فيه عقول فكرية وأدبية وسياسية واقتصادية.

وقال الكاتب الصحافي اللبناني حسن صبرا رئيس تحرير مجلة الشراع لـ«الشرق الأوسط»: «قياسا بالمظاهرات الثقافية التي كانت تعم الوطن العربي منذ سنوات عديدة، فإن مهرجان الجنادرية تتصاعد أهميته وزخمه بشكل يمنحه حق الاستمرار بجدارة، في الوقت الذي تتراجع فيه المهرجانات الثقافية العربية الأخرى التي كانت تشغل الناس على مدى سنوات طويلة مضت. وأضاف: إن احتضان السعودية لهذه المظاهرة الثقافية فيه إشارة جدية لطبيعة التطورات الإيجابية في المجال الثقافي الذي تتميز به السعودية عاما بعد عام، وأعطى هذا المهرجان الثقافي بعدا شاملا يتناسب مع الأبعاد الأخرى السياسية والعربية والدولية والاجتماعية والإنسانية». وأضاف صبرا: «لقد كنّا دائما من الداعين لأن يتحول مهرجان الجنادرية إلى مؤسسة ثقافية عربية تتيح فرصة التفاعل الثقافي العربي الذي يمثل أحد هموم واهتمامات رعاة هذا المهرجان الثقافي الكبير».

من جهة أخرى، اعتبر ماجد بن صلال المطلق رئيس النادي الأدبي بالحدود الشمالية بالسعودية، أن «الجنادرية أثبتت نجاحها على مدى سنواتها الماضية، وتجاوزت المحلية والإقليمية إلى الدولية، بالإضافة إلى أنها تلعب دورا مميزا في نقل التراث من جيل إلى جيل آخر. ويقف المثقفون والمفكرون الذين يتقاطرون إلى السعودية لحضور فعاليات هذه المناسبة على مكنونات التراث والثقافة السعودية فيما يقف السعوديون وغيرهم من ضيوف الجنادرية على حضارات وثقافات وتراث الآخر، مما يخلق نوعا من قبول الآخر». وقال المطلق لـ«الشرق الأوسط»: «كنا في السابق نعيش في عزلة عن العالم غير الإسلامي. وبفضل هذه المناسبة أصبح هناك إسهام بارز في تقريب وتعريف الآخر، من خلال وجهات نظرهم وتراثهم وحضارتهم، بجانب المحاضرات التي تطرح في فعاليات المهرجان».

وفي هذا الجانب أشار المطلق إلى أن «المحاضرات تسهم بشكل مباشر وغير مباشر في حل مشكلات وقضايا العالم بعد زرع نوع من الثقة والتعرف على جذور وأبعاد المشكلات فكريا وثقافيا في ظل إتاحة الفرصة الكافية لتبادل الكتاب المعرفي بمختلف توجهاته واتجاهاته من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يعد من أهم الفعاليات التي تصحب هذا المهرجان الثقافي الكبير». من جانبه قال الدكتور محمد الشليخي رئيس مجلس التدريب التقني والمهني وعميد كلية التقنية بمنطقة الحدود الشمالية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجنادرية، وهي تحتفل بعيدها الـ24، هي تجسيد حقيقي لعراقة الماضي في قالب تراثي مبسط بشكل رائع.

وإن الوجه المشرق والمميز يبرز من خلال تلاقح وتلاقي العديد من العقول الثرية بمكنونات المعرفة ومن مختلف أصقاع الدنيا، مما يجعل من هذه اللقاءات سواء كانت فكرية أو ثقافية أو تراثية مناسبة مهمة في سبيل التعريف بالآخر وتعريف الآخر بتراث وطبيعة البلاد، من خلال نقل من وإلى هذه العقول المشاركة والزائرة الأبعاد الحقيقية للإنسانية البشرية الحضارية والسياسية والاقتصادية»