منع فيلم «النجدة» اللبناني يثير الجدل

استخدمه البعض كأداة في الانتخابات النيابية المقبلة

TT

لا يزال فيلم «النجدة» اللبناني يثير غبارا كثيفا إثر منع عرضه لأسباب «إباحية». وبقي مسؤولو الرقابة على موقفهم في لقاء لهم مع منتج الفيلم يوم السبت الماضي، فيما قال مخرج الفيلم مارك ابي راشد في حديث له مع «الشرق الأوسط»، إن أقصى ما يمكن أن يتنازل عنه هو رفع سن المسموح لهم حضور الفيلم من 18 إلى 21 سنة، «أما اقتطاع سبع دقائق من الفيلم تتضمن مشاهد إباحية، إضافة إلى حذف مشاهد فيها سباب وشتائم، فهذا لن أقبل به، خصوصا أن الأفلام اللبنانية مليئة بمثل هذه الألفاظ من أعمال مارون بغدادي مثل (حروب صغيرة) و(خارج الحياة)، وحتى الأفلام الجديدة مثل (فلافل) و(بيروت الغربية)، فلماذا يحرم علينا ما سمح به لغيرنا؟».

ولم تصدر الرقابة أي بيان توضيحي حول أسباب المنع الذي جاء متأخرا جدا، وبعد أن كانت قد أجازت الفيلم ووافقت عليه وتم تصويره وإطلاق حملة إعلانية للترويج له، مما أثار التساؤلات حول تراجع الرقابة عن رأيها قبل بدء عرضه في الصالات بثلاثة أيام فقط، وبعد أن كان قد تم عرضه أمام الصحافة يوم 12 فبراير (شباط) الماضي، وكتبت حوله بعض المقالات.

وهذا المنع المتأخر والمفاجئ أثار أقاويل كثيرة حول الفيلم، فمن ناحية انطلقت حملة صحافية تؤيده وتطالب بمنع حظره والاعتراف بأن المجتمع اللبناني يتغير، وأن ما جاء في الفيلم من تعرٍّ ومشاهد إباحية وتعرض لقضايا المومسات ليس سوى مرآة لما يحدث في المجتمع اللبناني، وأن الفيلم يتمتع بمستوى فني جيد لا يجب أن يحرم المتفرج اللبناني منه. بينما حملة صحافية مضادة، لا تقلّ حدة عن الأولى، رأت أن الفيلم ساقط فنيا وأنه يلجأ إلى «إباحية ووقاحة لا مبرر لهما».

ولعل أكثر ما أساء إلى الفيلم هو استغلاله كأداة في الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة، فالفتاة التي تلعب دور المومس في الفيلم هي جوانا أندراوس، ابنة النائب في البرلمان اللبناني أنطوان أندراوس الذي سيترشح في الانتخابات المقبلة على لائحة وليد جنبلاط. وجوانا ممثلة لعبت أدوارا صغيرة في فرنسا قبل هذا الفيلم، وقد تم تفسير منع الفيلم من قبل الأوساط المناوئة للأب بأنه جاء بضغط منه، ولأسباب سياسية كي لا يحرجه تعري ابنته في حملته الانتخابية ويسيء إليه.

ورغم وجود زوجة النائب أندراوس في العرض الأول للفيلم ودفاعها عن ابنتها، فإن ذلك لم يقنع الكثيرين. ويقول المخرج ردا على ذلك: «لم أقل أبدا لأي وسيلة إعلامية بأن الفيلم منع لأسباب سياسية، لكن هذا ما اختلقته الصحافة. قناعتي بأن النائب أندراوس موقفه إيجابي من الفيلم ويدعمه، وليس له أي مآخذ عليه. وأفضل أن يقول ذلك هو بنفسه، لا أن أنقل عنه. ولذلك فمن غير المنطقي أن يتدخل لمنع فيلم لا مآخذ له عليه، بل على العكس».