افتتاح قسم تعليم اللغة العربية في جامعة العلاقات الدولية في موسكو

بدعم من ولي العهد السعودي

علي حسن جعفر سفير السعودية لدى روسيا الاتحادية يفتتح المركز (« الشرق الأوسط»)
TT

في احتفال عقدته جامعة العلاقات الدولية في موسكو، إحدى أبرز المؤسسات التعليمية الروسية، وبمشاركة عدد من كبار الشخصيات السياسية والثقافية والتعليمية، وأعضاء السلك الدبلوماسي، جرى أمس افتتاح قسم تعليم اللغة العربية في الجامعة، بدعم مباشر من الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي. وكان ولي العهد السعودي قد أعلن عن مكرمته حول تأسيس هذا المركز يوم زار مقر الجامعة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 لحضور مراسم حفل منحه الدكتوراه الفخرية من قِبل المجلس العلمي للجامعة؛ لدوره البارز في خدمة قضايا العلم والتعليم.

وقال البروفسور أناتولي توركونوف مدير الجامعة، الذي يحمل إلى جانب مركزه العلمي الصفة الدبلوماسية من خلال موقعه كسفير مفوض فوق العادة، كون الجامعة تتبع وزارة الخارجية الروسية، وكونها المؤسسة العلمية الرئيسية التي طالما كانت ولا تزال مركز إعداد القادة الدبلوماسيين لروسيا الاتحادية ومختلف بلدان الكومنولث وأوروبا الشرقية، إنه يعرب عن عالي تقديره وامتنانه لما تقوم به السعودية في خدمة القضايا الإنسانية. وفي تصريحات خص بها «الشرق الأوسط» أشار توركونوف إلى التحاق 150 من طلاب هذه الجامعة بمركز تعليم اللغة العربية، مؤكدا أنهم سيكونون رسل الثقافة واللغة العربية فيما وراء أسوار الجامعة. وطالب القائمين على المشروع من الجانبين الروسي والسعودي بضرورة بذل أقصى قدر من الجهود لتطوير مكرمة ولي العهد، والحفاظ على وتيرة العمل في المركز، الذي قال إنه يعرب عن عظيم أمله في أن يتحول إلى المركز الرئيسي الأهم لتدريس اللغة العربية في مجمل أراضي روسيا الاتحادية.

وعن مستقبل مركز تعليم اللغة العربية قال توركونوف إنه يتوقع انتقاله من المركز الحالي داخل المبنى القديم للجامعة إلى مكان أوسع في المبنى الجديد، الذي من المقرر افتتاحه قريبا.

وناشد توركونوف المسؤولين في المملكة بتوفير أكبر قدر من المنح الدراسية لطلاب الجامعة. وتوقف عند دور الأمير سلطان بن عبد العزيز في تطوير مختلف مجالات الحياة في المملكة العربية السعودية، وقال إنه «سياسي محنك ذو تجارب عريضة، ورجل دبلوماسية من الطراز الرفيع»، مما ساعده على أن يكون ذا فضل عظيم في تطوير المملكة خلال العقود الماضية. وأشار إلى أن جامعة العلاقات الدولية تقدر له ما يقوم به من أجل تطوير علاقات البلدين والارتقاء بمستوى العلم والتعليم. واستعرض توركونوف ما تملكه مكتبة الجامعة من مخطوطات عربية، منها «المصحف الشريف» من القرن الثامن عشر، وبحوث طبية يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر للطبيب العربي علي المجوسي.

وفي كلمته قال ألكسندر سلطانوف نائب وزير الخارجية الروسية وأحد خريجي المعهد، إنه يعرب عن بالغ سعادته باحتضان «معهده الأم» (كانت الجامعة تحمل حتى سنة 1994 ومنذ تأسيسها في 14 أكتوبر (تشرين الأول) 1944 اسم معهد العلاقات الدولية) لهذا المركز العظيم لتعليم اللغة العربية. وقال إنه طالما أفصح لصديقه توركونوف بأنه يحسد طلاب اليوم على إمكانيات المركز الجديد، الذي أشار إلى أنه إضافة جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، مضيفا أن مشاعر الأسف تراوده حين يذكر، والمدير الحالي للجامعة زميله في الدراسة آنذاك، تلك الفترة التي لم تكن فيها علاقات بلاده مع السعودية على هذا المستوى التي تعيشه اليوم.

وأشاد سلطانوف بقيمة مأثرة ولي العهد السعودي، وقال إن العلاقات ارتقت إلى مستوى أسمى، استنادا إلى مبادئ الثقة والمنافع المتبادلة والتعاون الحقيقي في كل المجالات، بما فيها مجال العلم والتعليم، مما يبدو سبيلا إلى المزيد من التقارب والتعاون المتبادل المنفعة.

ومن جانبه حرص علي حسن جعفر سفير السعودية لدى روسيا الاتحادية على أن يستهل كلمته بالاستشهاد بما ذكره ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز في حفل تقليده درجة الدكتوراه الفخرية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 حول «أن التعاون بين الجامعات ومراكز الفكر والدراسات مطلب مهم لتبادل المعلومات وتصحيح المفاهيم الخاطئة وإزالة سوء الفهم». وقال إن الاحتفال بتدشين مركز تعليم اللغة العربية هو ترجمة فعلية لرغبة ولي العهد، واستمرار لاهتمامه بدعم الجامعات والبرامج العلمية، مشيرا إلى أن خريجي الجامعة هم دبلوماسيو المستقبل، وأن تعلمهم اللغة العربية سيكون له أفضل الأثر في التعرف على العالم العربي بحضاراته وشعوبه وفنونه وآدابه، مما سينعكس بالقطع على فهمهم الواعي لمشكلاته وقضاياه، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية.

وقال الدكتور عبد الله الطاير رئيس الجانب السعودي لمركز تعليم اللغة العربية، إنه بوصفه أحد قيادات هذا المركز الجديد سيبذل قصارى جهده من أجل تحقيق أهدافه تعليما وتأليفا وتواصلا ثقافيا وتدريبا. وأشار إلى أن اللغة العربية لغة مؤثرة في مجرى السياسة والاقتصاد في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهي في العصر الحديث ذات تأثير مباشر في القرار الدولي. وأضاف أن دعم ولي العهد لفكرة افتتاح مثل هذا المركز أتاح فرصة التواصل مع الزملاء الروس من الأكاديميين والباحثين ومن طلاب ومحبي العربية، مؤكدا أنه سيكون لهذا التواصل أثره في مجال التعليم والبحث وتوطيد أواصر التبادل الثقافي والفكري والأدبي.