طفلة سعودية تؤلف كتابا بالإنجليزية.. وتهدي ريعه للجمعيات الخيرية

اللولو آل الشيخ: أردت أن أصبح كاتبة لأحكي لأطفال بلدي حكايات ما قبل النوم

صورة لغلاف الكتاب («الشرق الاوسط»)
TT

ربما تكون الحاجة أم الاختراع في أحيان كثيرة، لكنها في حالة الطفلة اللولو بنت عبد الملك بن أحمد آل الشيخ ليست إلا عاملا واحدا من بين عوامل متعددة دفعتها لتكون أصغر سعودية تؤلف كتابا للأطفال يباع في كبرى المكتبات في المملكة.

فالحاجة الملحة المتمثلة في قلة وندرة الكاتبات السعوديات المتخصصات في مجال كتابة القصة للأطفال، والنمطية في قصص الأطفال، وبيئة أسرية منفتحة ومثقفة جدا تحب القراءة وتشجع عليها كثيرا، وموهبة استثنائية لافتة كلها عوامل دفعت اللولو آل الشيخ ابنة السنوات الثماني، والطالبة في الصف الثالث الابتدائي إلى تأليف كتابها الأول تحت عنوان «الشمس والقمر» باللغة الإنجليزية، لتهدي ريعه بالكامل بعد ذلك إلى جمعيات خيرية تعنى برعاية الأطفال.

تقول اللولو «لطالما أحببت الكتابة والقراءة والتعبير عما أعرفه أو أتعلمه من خلال التأليف، وقبل أن أقوم بنشر كتابي الأول كان لي عدد من التجارب أطلع عليها أفراد عائلتي الصغيرة المتمثلة بوالدي وشقيقاتي الخمس، وفي كتابي الأولى أحكي للأطفال عن قصة وحيد يشعر بالوحدة والوحشة لأنه يأتي بعد أن ينام الجميع، إلا أن الشمس تتعاطف معه وتقدم له المعونة وتسمح له أن يشاركها مشاهدة الأطفال وهم يلعبون عندما يأتي دورها بالبزوغ».

وتضيف «كتبت الكتاب باللغة الإنجليزية لأنني أجيدها وأحبها ومن خلال هذه اللغة أتمنى أن يتمكن الأطفال من قراءته عبر العالم، وأن يقرأه الكبار وليس الصغار فقط». وتؤكد اللولو بأنها تطمح إلى أن تكون كاتبة قصص أطفال، لسبب مهم وهو أنه ليس هناك الكثير من كاتبات قصص الأطفال في السعودية، وهي جادة جدا في مسعاها وتستعين لتحقيقه بقراءة العديد من الكتب والقصص وبشكل خاص تلك الموجهة للأطفال.

وتقول اللولو التي قررت التبرع بريع كتابها بالكامل لصالح جمعية إنسان لرعاية الأطفال الأيتام، وجمعية الأطفال المعوقين لأنها تحب الأطفال كثيرا وبشكل خاص المعاقين والأيتام، «أردت من خلال إهدائهم ريع كتابي الأول أن أوصل لهم رسالة محتواها هو حبها العميق لهم كإخوة وأصدقاء تتمنى رسم البسمة على وجوههم».

ولا تنسى اللولو أن تشير إلى أهمية الدعم الذي قدمته عائلتها لها، مشيرة إلى أن تجربة رؤية كتابها على أرفف المكتبات إحدى أسعد التجارب واللحظات في حياتها، إضافة إلى سعادتها بمبادرة زميلات الدراسة والأقارب إلى شراء الكتاب وقراءته واستمتاعهم به وهو ما أسعدها وشجعها كثيرا.

اللولو الآن بصدد البدء في إعداد كتابها الثاني وهو باللغة العربية هذه المرة، وبطله هو عصفور صغير ينعم بالحرية ويخوض الكثير من التجارب، كما تقول. وتضيف أنها ستحرص على أن تكتب بكل اللغات التي تعرفها فاللغات هي أكثر المواد التي تثير اهتمامها وتدرسها بشغف وهي تجيد إلى جانب العربية والإنجليزية، الفرنسية، وتحرص اللولو في محتوى قصصها على توجيه الأطفال بشكل غير مباشر إلى قيم وأفكار أخلاقية مثل مساعدة الآخرين والتعامل معهم بإنسانية.

سارة آل الشيخ، 20 عاما، شقيقة اللولو الكبرى، من جانبها تقول «شقيقتي متعددة المواهب، فإلى جانب ميلها وموهبتها الأدبية لديها موهبة في الرسم يشجعها والدي دائما وكتابها الأول نفذته بالكامل وكتبته بخط يدها وقامت برسوماته على الورق قبل تنفيذه، وبعد أن شاهدناه قرر والدي أن يدعمها ويشجعها عبر طباعته وتوثيقه من مكتبة الملك فهد ومن ثم توزيعه وبيعه من خلال المكتبات الخاصة».

وتضيف «تفكيرها مفتح كثيرا ولديها مخيلة واسعة وهو ما ينظر إليه والدي وهو كاتب صحافي ووالدتي الأكاديمية بعين الاهتمام، فنحن عائلة تحب القراءة، ولدي أربع شقيقات غير اللولو يهوين القراءة كثيرا لكن اللولو هي التي أظهرت ميولا قوية للكتابة والتعبير بشكل خاص، ولقد أخذنا قرارنا بتشجيعها ككاتبة صغيرة موهوبة، لتتراكم خبراتها وتصبح كاتبة مرموقة مستقبلا، ليس فقط ضمن محيط العائلة الأصغر ولكن ضمن محيط العائلة الأكبر الذي تفاجأ كثيرا وقرر تشجيعها عن طريق شراء الكتاب».

وتشير سارة التي اختارت تخصص الترجمة في دراستها الجامعية إلى أهمية دور المدرسة في تشجيع مواهب الأطفال، بقولها «لاحظت أن مدرسة لولو شجعتها كثيرا وعندما أرتها اللولو مسودة قصتها الأولى عرضت أن تقوم المدرسة بنشرها، ووضعت ملصقات للكتاب على جدران المدرسة لتشجيعها، وهو أمر مهم جدا في احتضان مواهب الأطفال وتطويرها والاستفادة منها».