بعد استقرار الأوضاع.. الأزياء وأحذية الكاوبوي الأميركية تغزو أسواق العراق

ماركة «تكساس» و«هارلي» الأكثر رواجا

بائع أحذية يتفحص فردة حذاء برقبة طويلة في محله ببغداد أول من امس (أ.ف.ب)
TT

تبيع محلات متخصصة في بغداد احذية اميركية مقلدة، خصوصا «الكاوبوي»، بسبب الاقبال الواسع من قبل الشبان العراقيين على هذه الانواع، بحيث تشكل «ارثا» يخلفه الاجتياح الاميركي لهذا البلد. ويرغب الشبان العراقيون اليوم في الحصول على زوج من احذية الكاوبوي بعيدا عن التفكير بقضية اسقاط الرئيس السابق صدام حسين واعدامه او الحديث عن الديمقراطية ومشاكلها. ويقول حسن البالغ من العمر 18 عاما: «انتعل حذاء من نوع «كاوبوي» لانه اميركي الصنع، فانا احب اخر صيحات الموضة».

ويبيع حسن احذية رياضية لاشهر الماركات العالمية المقلدة على رصيف حي الكرادة، في وسط العاصمة. لكن اكثر ما يتباهى به حسن هو امتلاكه داخل محله، وهو عبارة عن كشك صغير، حذاء مقلدا من ماركة «هارلي ديفيدسون» على الرغم من ان كلفته تبلغ ستين دولارا فقط. ويضيف حسن مبتسما «انها الموضة، فالأموال تنفق بشكل جيد.. معظم اصدقائي يرغبون في ارتداء حذاء «الكاوبوي» ويتبعون صيحات الموضة». ويقول تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية ان من الصعب العثور على احذية اميركية اصلية في بغداد، فمعظم الاحذية المستوردة مصدرها تركيا او ايطاليا وارخصها ثمنا هو الصيني.

من جهته، يقول حسن شينل، الذي يدير محلا للازياء في مجمع الليث في الكرادة «نود ان نستورد الاحذية من الولايات المتحدة مباشرة، لكن اسعارها مرتفعة جدا قياسا على مستوى المعيشة هنا وما تتطلبه الاسواق». ويعرض خلف كرسيه افضل احذية «الكاوبوي» في بغداد من ماركة «تكساس» وغيرها المصنوعة من جلود التماسيح السود والبيض، وماركة راكبي الدرجات النارية المعروفة محليا بـ«هارلي» (هارلي ديفيدسون) وجميعها مصنوعة في تركيا وتتراوح اسعارها بين140 الى150 دولارا. وتشكل احذية «الكاوبوي» اكثر من نصف مبيعاته، كما ان متجره يحتوي على ملابس تحمل ماركات اميركية مزورة.

ويقول شينل البالغ من العمر 40 عاما «احب ان انتعل حذاء «الكاوبوي»، فهو مميز واذا انتعلته مرة سوف تشعر برغبة في انتعاله حتى في عز الصيف».

وداخل المجمع التجاري، باع غسان علي، الذي يملك متجر «اميكو» جميع الاحذية وهو بانتظار شحنة جديدة. ويقول «اعتقد ان الازياء الاميركية اصبحت مهمة بالنسبة للشباب للحاق بالموضة وانتعال الاحذية». وخلال اخر سنوات حكم صدام حسين، كانت قلة من الشبان تملك المال اللازم لشراء ازياء تتناسب والموضة، لكن الان الظروف تغيرت مع تحسن الاوضاع الامنية. ويهتم علي البالع من العمر 30 عاما بشعره الاسود، ويرتدي قميصا اخضر وفوقه جاكيت رياضية تحمل رمز «يو اس» مطرزة. ويؤكد انه دفع مبلغ 175 دولارا لقاء حصوله على حذاء بني طويل خلال زيارة قام بها الى تركيا مؤخرا.

ويوضح في هذا الصدد «اعتقد ان الازياء ستحقق شهرة ذائعة الصيت خلال العامين المقبلين، ستكون محط انظار الشبان، فالاهتمام بها بدأ مع عملية اعادة الاعمار مؤخرا، ولم يبدأ مباشرة بعد الاجتياح عام 2003 انما اعتبارا من العام الماضي فقط». وفي متجر اطلقت عليه تسمية «جينز دوت كوم» يقول مالكه مؤيد صلاح، ان رجال الاعمال العراقيين ايضا ينتعلون احذية ذات مقدمة حادة من الجلود الفاخرة، تباع بالتزامن مع احذية «الكاوبوي» للرجال الذين يرتدون بذلات رسمية ويضيف صلاح، الذي يبيع الاحذية الرياضية، انه يرتدي مع بذلته الرسمية حذاء صينيا يبلغ ثمنه عشرين دولارا رغم انه يبيع احذية تركية الصنع تبلغ كلفتها 125 دولارا، كما ان بعضها يباع باكثر من ذلك.