جازان : ختان جماعي .. وإحياء لعادة قديمة

وسط جو احتفالي أقامته فرق شعبية في ليلة حافلة حتى الصباح

جانب من الفرق الشعبية المشاركة («الشرق الاوسط»)
TT

احتفل أهالي جازان جنوب غرب السعودية مؤخرا بحفل ختان جماعي لخمسة ذكور بحضور نحو 400 شخص من أهالي المنطقة وذلك إحياء لعادة قديمة اندثرت منذ عقود.

ووسط جو احتفالي أقامته فرق شعبية ورقص في ليلة حافلة استمرت من الصباح حتى الصباح، احتفلت 5 أسر من جازان بختان 5 من أبنائها أكبرهم في الـ 8 من العمر، حيث قرر أولياء الأمور أن تكون احتفالية ختانهم في ليلة واحدة وسط احتفال شعبي كبير وسط الحي.

وقال والد محمد علي بن علي وهو الابن الأكبر في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن فكرة الختان الجماعي أتت حينما كنت أعرض الفكرة لوالد احد الأصدقاء ووافق على العرض وعملت لوحة على مدخل الحي بموعد الحفل وتم الاشتراك في الحفل بعد ما عرضت اللوحة علي مدخل الحي واتانا بعد ذلك آخرون يرغبون في الانضمام للحفل وإشراك مواليدهم.

وعن تأخيره لختان ابنه حتى هذا السن، لم يجد الانشغال لكنه أكد أن الاحتفال الذي أقيم كان يعادل حجم التأخير الذي حدث وبحضور كل الأصدقاء والأهل والضيوف.

إلى ذلك يقول حسين هتان وهو احد سكان الحي والمشاركين في الحفل في حديث لـ«الشرق الأوسط» «إن الحفل استمر من الساعة الثامنة صباحا حيث ظلوا لمدة ساعة واحدة وهم يمشون على الأقدام لمسافة كيلو متر تقريبا في زي موحد وأهازيج شعبية وهم يرقصون الرقصة الخاصة بالختان وتسمى رقصة «الدلع» وهي رقصة جماعية غنائية اشتهرت قديماً أثناء الخروج للحرب إلى جانب المناسبات المهمة كالترحيب بالضيف الكبير والرجوع بالدرم وهو الشاب المتهيئ للختان إلى المنزل». ويضيف هتان «بعدها اخذ الحضور راحة إلى بعد صلاة العصر ثم قاموا بإحياء الحفل مرة أخرى بالعرضة وهي عادة ما تكون في مناسبات الختان وتبدأ بعد صلاة العصر إلى قبيل المغرب، حيث قرعت الطبول وشكل المتفرجون شكلاً خاصاً شبه دائري توضع الطبول في قاعدته، فيما شكل الراقصون صفاً واحداً أو صفين ممسكين السيوف أو العصي أو بدونها، ثم بدأ الرقص والعرضة بالرقص الرزين الهادئ مع نقل الأقدام والسير إلى الأمام في مسيرة نظامية مثل حركة الاستعراض وتقدمهم أحد أمهر الراقصين للإيعاز بحركات معينة تؤدى أثناء الرقص إلى المغرب وبعد العشاء تناول الجميع طعام العشاء ثم عادوا لإحياء الحفل مرة أخرى برقصات شعبية مثل رقصة السيف وهي رقصة تلعب للرجال يؤديها شخصان بعد شخصين ورقصة المعشاء».

يشار إلى أن من الأهازيج التي تقال في يوم الختان أو ما يسمى بالدلع منها «ابني تعلى يا سيدا مهليه». وإذا كان المختون يسمى محمد فتكون الأهازيج «يا محمد في يوم الوعيد لا ترمش عينك، وأنت جيد، قو قلبك، خليه كالحديد والمعلمي، قله هات زيد، اقرب لي لا تجلس بعيد، الشفرة منها لا تحيد».

ومن عادات النساء المشهورة أيضاً يحضرن في بيت الأم ويبدأ إيقاع الطبول وتكون الأم وهي صاحبة الدعوة قد أحضرت «مصراً» وهي قطعة قماش خاصة تغطي بها المرأة شعرها وتربط أطرافها على مفرقها، فإذا ما وصلت إلى الدار فرقة الغناء تعالى غناؤهن وعنف رقصهن وهن يتجارين ذلك المصر وينشدن ولا يقتصر دور النساء على الرقص والغناء مع أم المختون فقط وإنما يقمن بتقديم مساعدات مادية من صديقاتها تعيدها إليهن في مناسبات مماثلة حسب استطاعتها.

وقال أحد المنظمين للحفل، إن هذه المناسبات كنا نسمعها عن طريق أجدادنا وأبائنا وكانوا يحكون لنا كيف تكون هذه المناسبات وطريقة تجهيز هذه المناسبات وكيف كانوا يتجمعون في عاده يحييها الأقارب والأصدقاء في مناسبة الختان، لكن لم تتح لنا الفرصة لرؤية مناسبات الختان فقد كنا صغارا وقد اتيحت لنا الفرصة لمشاهدة حفل ومراسم الختان بطريقة قديمة وقد استعانوا بي في أداء الرقصات الشعبية كي أسعد نفسي واسعد الحاضرين وقال: إنني حريص على حضور مثل هذه المناسبات كي أمتع نفسي وأمتع الحاضرين بالرقصات الشعبية.