حاول عدد من المطاعم المتخصصة في الوجبات الشعبية في بعض المدن السعودية ارتداء عباءة التجديد، وذلك عبر الانتقال من مواقعها إلى الأحياء الراقية فيما يشبه الظاهرة، بسبب الطلب المتزايد على الأطعمة الشعبية المختلفة من قبل سكان تلك الأحياء. ففي مدينة جدة، يشهد قطاع المطاعم تنافسا محموما للبحث عن موطئ قدم وسط الأحياء الراقية، لتكون قريبة من العملاء من مختلف الجنسيات، ولتقريب المسافة بين شمال جدة وجنوبها.
علي محمد صالح العبدلي، الذي يعمل مديرا لسلسلة مطاعم أبو زيد للمأكولات الشعبية، أكد لـ«الشرق الأوسط» تزايد الطلب على المأكولات الشعبية من قبل سكان الأحياء الشمالية من مدينة جدة على وجه العموم، خاصة سكان الأحياء الراقية منها، وأرجع ذلك إلى أن السكان قد ملوا من الوجبات السريعة المضرة بالصحة، خاصة بعد انتشار الثقافة الصحية وانتباه السكان إلى ضرورة العودة إلى الأطعمة الشعبية والطبيعية.
وأضاف العبدلي: «المأكولات الشعبية أرخص سعرا مقابل وجبات المطاعم الأخرى، ولاحظنا إقبالا كبيرا على مطاعمنا في جنوب جدة من قبل سكان الشمال، الذين ظلوا يطالبوننا بافتتاح أفرع في أماكن قريبة منهم، ولبينا هذا الطلب، وفتحنا المطاعم في شمال جدة، ووجدنا إقبالا كبيرا».
من جانبه اعتبر عارف الشهري، مالك مطاعم «صهاريج عدن» أن سبب التحول من الأحياء القديمة والشعبية ووسط البلد توسعا في نطاق الأعمال، جاء تلبية لرغبات العملاء، مؤكدا أن انتشار المطاعم الشعبية في الأحياء الراقية ما هو إلا لتقريب المسافة للعملاء الذين يرغبون في وجبات المطاعم الشعبية التي توفر لهم أكلات تقليدية في طريقة الطهي واحتفاظ معظم الأطباق بأسمائها القديمة.
خالد حسن، أحد سكان حي الشاطئ، شمال جدة، قال إن إقبال الناس على المطاعم الشعبية ازداد بشكل ملحوظ، وأرجع ذلك إلى أن المطاعم الشعبية كانت في جنوب جدة، وكانت تبعد بمسافة كبيرة، لكن مع زيادة الطلب وإقبال الزبائن، بدأت تلك المطاعم في التوسع حتى وصلت إلي شمال جدة بديكورات حديثة وبنكهة شعبية قديمة تزيد الشوق إلي الماضي. من جانبه اعتبر عمر علي، أحد سكان الأحياء الشمالية أن المطاعم الشعبية في شمال جدة ذات طابع جميل وجذاب، و«أنها تذكرنا بأجدادنا وطريقة أكلهم، وهذا يعتبر حفاظا على العادات والتقاليد في المأكولات الشعبية، التي تمتاز وتتمتع بالطعم الفريد والرائحة التي تجعلك تنجذب للأكل في تلك المطاعم التي توفر جميع المأكولات، وبطريقة طهي تقليدية محببة على الأواني الفخارية، مما يذكرك بالماضي الجميل».