«سوذبيز» للمزادات تطير إلى الدوحة على سجادة من اللؤلؤ

الدار تتوقع أن تقهر سجادة بارودا السوق بـ20 مليون دولار وأن تدشن انطلاقتها في المنطقة

TT

«سجادة بارودا اللؤلئية» نسبة إلى مهراجا بارودا الذي أمر بنسجها من اللؤلؤ والأحجار الكريمة لإهدائها للحرم النبوي الشريف، تتصدر مزاد سوذبيز في الدوحة هذا الأسبوع. يقول هنري هوارد سنيد نائب رئيس مجلس إدارة دار مزادات «سوذبيز» لأوروبا وآسيا والمدير العالمي للأسواق الجديدة في حديث خاص للشرق الأوسط «إن السجادة تعرض للبيع في مزاد عام للمرة الأولى، وإن كانت قد عرضت قبل ذلك في عروض متحفية».

ونظرا لندرة السجادة يتوقع سنيد مزايدة حادة عليها، ويضيف «تلقيت العديد من الاتصالات من مزايدين يطلبون شراء السجادة قبل عرضها في المزاد، لكن تلك العروض تبقى رهن قرار الدار بالموافقة عليها».

يفتتح المزاد عليها بمبلغ 5 ملايين دولار أميركي، وإن كان الخبراء يتوقعون أن يرتفع المبلغ ليصل إلى 20 مليونا أو أكثر.

السجادة تعرض في نهاية مزاد الفن الإسلامي، وهو واحد من أربعة مزادات تطلقها دار سوذبيز في الدوحة، وهي مزاد الفن الاستشراقي، ومزاد الفن الإسلامي، ومزاد الفن المعاصر، وأخيرا مزاد الساعات.

وفي الوقت الذي اختارت فيه دار كريستيز للمزادات والمنافس القوي لسوذبيز افتتاح مقر لها في دبي اتجهت أنظار سوذبيز إلى الدوحة. وردا على سؤال حول السبب وراء اختيار المكان، يقول سنيد إن سوذبيز اختارت الدوحة كمقر لها بسبب الانتعاش الفني الذي تعيشة المنطقة والدوحة بالذات، خاصة بعد افتتاح متحف الفن الإسلامي هناك في نوفمبر (تشرين الأول) الماضي. ويضيف أن اختيار الدوحة تم عبر مراقبة مكثفة للمنطقة والنشاطات فيها والاهتمام الذي توليه للفنون «نولي المنطقة اهتماما خاصا بسبب أهميتها في الاقتصاد العالمي. بالنسبة لنا الدوحة ومنطقة الشرق الأوسط ستكون نقطة انطلاق لنا نبيع منها الأعمال الفنية للعالم، ولهذا السبب حرصنا على أن تكون المجموعة المعروضة تناسب الذوق وعادات الاقتناء في المنطقة، ولكن في نفس الوقت نعرف أن مزادات الدوحة قد تجذب مشترين من أوروبا وأميركا أو الهند، ولهذا ضمت المجموعات أعمالا لفنانين عالميين مثل آندي وارهول وداميان هيرست». ولكن توقيت المزادات الأربعة يظل حرجا خاصة في ظل الأزمة المالية والتي أثرت على أسواق الفنون وصالات المزادات بشكل واضح. وهو ما يطرح السؤال: ما مدى تخوف القائمين على مزادات الدوحة من الأزمة المالية وتأثيرها على سوق الفنون. يقول سنيد «الأزمة المالية تؤثر على العالم كله، وعلينا أن نؤدي عملنا في كل الأوقات». ولكن يبدو أن الدار تضع آمالا عريضة على سجادة بارودا بأن تحيي المزاد وأن تباع بمبلغ استثنائي، إذ يضيف سنيد بنبرة مفعمة بالأمل «أستطيع القول من واقع خبرتي إن بعض القطع تتحدى أوضاع السوق، فمثل هذه القطعة قد لا تعرض مرة ثانية في المزادات العالمية، وأتوقع أن تصمد تلك القطعة أمام أوضاع السوق».

والمعروف أن السجادة صنعت بأمر كاندي راو مهراجا بارودا في عام 1860 تقريباً، وتحتوي على نحو مليوني حبة لؤلؤ من النوع الذي يعرف باسم «لؤلؤ البصرة». أما الزخارف فمصنوعة من الأحجار الكريمة الملونة والخيوط الذهبية وأحجار الماس. السجادة ظلت في أملاك المهراجا وفي منتصف القرن العشرين آلت إلى أملاك سيتا ديفي زوجة مهراجا بارودا، وقد نقلت ديفي عدداً من ممتلكات ومجوهرات العائلة إلى مسكنها في باريس ولندن وبعد ذلك إلى موناكو، وظلت السجادة ضمن أملاكها حتى عام 1986.

وعلى هامش السجادة والتي تعتبر نجمة المزادات الأربعة، هناك مجموعة كبيرة من الأعمال المعاصرة التي لاقت صدى كبيرا في مزادات سابقة لفنانين معاصرين مثل الفنان فرهد موشيري، والفنان محمد إحساي، وحسين زندرودي. ويقدم المزاد من أعمال الفنان الأميركي آندي وارهول لوحة «جاكي» والتي أبدعها الفنان في عام 1964. كما يقدم أيضا لوحة للفنان غيرهارد ريختر ضمن سلسلته الشهيرة المسماة «رسومات تجريدية». ومن قطر يقدم المزاد أعمالا لفنانين قطريين مثل يوسف أحمد وعلي حسن وفرج دهمان.

ويشير سنيد إلى قطعة أخرى استثنائية ضمن معروضات مزاد الفن الإسلامي، وهي منسوجة من المخمل تعود إلى القرن السابع عشر. القطعة صنعت في إيران خلال حكم الدولة الصفوية وقد ظلت طي الكتمان إلى أن عثر عليها في أوروبا مؤخرا ضمن مقتنيات مجموعة شخصية. وتجسد هذه اللوحة مهارة الفنان المدمجة مع جمالٍ نادر، ولا تزال في حالتها الممتازة، وتصبح بذلك هذه القطعة القماشية واحدة من أكثر أعمال النسيج دقة، تم عملها في ورشات بلاط صافافيد. استخدم هذا العمل مخملا حريريا معززا بخيوط معدن وحليّ، وتظهر امرأة مع صقر مجهزة لاصطياد أجنحة الحمام المربوطة حول الخصر، وكلب صيد سلوكيا صغيرا مربوطا بحبل تمسكه بإصبع واحد. لقد كانت هواية الصيد بالصقور شائعة في الماضي ضمن طبقة الأثرياء في بلاد فارس. وقد تكون هناك أعمال مماثلة لهذه اللوحة في تشكيلات المتاحف الرئيسية، وبشكل خاص في متحف الفن الإسلامي في قطر. القطعة يقدر لها سعر يترواح ما بين 250 ألف إلى 350 ألف دولار أميركي.

كما يضم مزاد الفن الإسلامي أيضا ستارة نادرة صنعت في شمال إفريقيا تعود إلى القرن الثامن عشر أو التاسع عشر وهي مطرزة بخيوط الذهب وتحمل كتابة من سبع سُوَر مختلفة من القرآن الكريم. وتسرد هذه السور قصة النبي إبراهيم عليه السلام، وإدريس عليه السلام. ويعتقد بأنها صُنعت في المغرب، ومن الممكن أن تكون صُنعت كهدية لأحد المقامات المقدسة. ويعود تاريخ هذه القطعة مع ورقة القرآن الكريم إلى ما بين القرن التاسع والعاشر، وتظهر غناء وتميز فن الخط الإسلامي الذي امتد على مدار 1000 سنة. الستارة يقدر سعرها بـ 300 ألف دولار أميركي.

ويضم المزاد أيضا إناء من الزجاج يعود إلى فترة العصور الوسطى للحضارة الإسلامية ولا توجد في العالم سوى عدد محدود من مثل هذا الأواني.

تتوقع سوذبيز أن تدر المزادات الأربعة مبلغا قد يصل إلى 30 مليون دولار، يتوقع أن تمثل فيه سجادة بارودا السعر الأعلى، وأن تكون تدشينا قويا لدار سوذبيز في المنطقة.