انطلاق فعاليات «القدس عاصمة الثقافة العربية» غدا من بيت لحم

مرسيل خليفة وماجدة الرومي رفضا الحضور حتى لا يتهموا بالتطبيع رغم رغبتهما في المشاركة

سيحضر الاحتفال بعض وزراء الثقافة العرب.. ومن المفترض أنهم سيصلون بمروحيات خاصة إلى بيت لحم (أ.ف.ب)
TT

دانت الرئاسة الفلسطينية، قرارات بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس بهدم عشرات المنازل الفلسطينية ووصفتها بـ«التطهير العرقي»، جاء ذلك خلال التحضير للاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية. وقالت الرئاسة في بيان لها، تعقيبا على قرارات إسرائيلية جديدة، بهدم عشرات البيوت لمواطني مدينة القدس، «إن هذا تصعيد غير مسبوق تمارسه حكومة الاحتلال وما يسمى بلدية القدس ضد الوجود العربي الفلسطيني في المدينة المقدسة من خلال هدم عشرات المنازل وإقرار هدم عشرات أخرى».

ويأتي هذا التصعيد في القدس، قبل يومين من إطلاق السلطة الفلسطينية فعاليات احتفالية «القدس عاصمة الثقافة العربية 2009». ومن المفترض أن يعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء غد السبت، من بيت لحم، انطلاق فعاليات احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009. وسيبدأ الاحتفال الرسمي، من بيت لحم، و4 مواقع أخرى سيربطها بث فضائي واحد، وهي القدس، وقطاع غزة، والناصرة، ومخيم مار إلياس في لبنان.

وقال البيان «هذا ليس أقل من حملة تطهير عرقي منظمة، واجتثاث لهذا الوجود». وأضاف البيان «الحملة المسعورة التي تقوم بها بلدية الاحتلال بقصد تهويد المدينة وطرد أبناء شعبنا واقتلاعهم من مدينتهم، وتصفية الوجود العربي الإسلامي والمسيحي فيها تتطلب من أبناء شعبنا وقواه الوطنية ومؤسساته التصدي لهذه الهجمة على المدينة المقدسة، وتعزيز صمود أهلنا على أرضهم وفي مدينتهم».

وكانت إسرائيل صعدت من هجمتها ضد أهالي القدس الشرقية، وأخطرت خلال اليومين الماضيين أصحاب 90 منزلا آخر بالهدم. ووصف عدنان الحسيني، محافظ القدس ذلك «بالجولة الجديدة من التصعيد الكبير ضد أهل المدينة، إذ لم يكتف الإسرائيليون بالجولات السابقة». ومن غير المعروف إذا ما كانت السلطة ستنجح في إقامة أي احتفال في غزة، إذ أطلقت حماس التي تسيطر على القطاع في وقت مبكر من هذا الشهر احتفالها الخاص، وقال وزير الثقافة في الحكومة الفلسطينية المُقالة في غزة أسامة العيسوي إنه لن تكون في غزة أي لجنة أخرى غير التي تم تشكيلها بإيعاز من وزارته، مشددا «نحن الجهة الشرعية والحكومة الشرعية، وأي فعالية لا بد أن تكون بترخيص من الحكومة، وبالتالي هناك لجنة واحدة ستعمل بقطاع غزة» وستنطلق البداية من بيت لحم في قصر المؤتمرات، إثر منع إسرائيل للسلطة من إقامة أي مظاهر احتفالية في القدس، إلا أن السلطة قالت إنها ستلجأ إلى احتفالات شعبية في المدينة المقدسة بدلا من الرسمية.

وسيوقد الرئيس الفلسطيني شعلة الاحتفال، ومن ثم يغني فنانون ويلقي أدباء كلمات من لبنان والناصرة وغزة. وستركز السلطة على مدار عام على الناحية الثقافية والفنية، وتحضر للإقامة لعدة عروض فنية وثقافية وعرض أفلام وثائقية عن المدينة. وكان رئيس المجلس الإداري لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، رفيق الحسيني، تسلم قبل أيام، شعلة الثقافة العربية من الدكتورة حنان قصاب حسن أمين عام احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 في قصر الثقافة بإمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة.

وسيحضر الاحتفال بعض وزراء الثقافة العرب، ومن المفترض أن يصلوا بمروحيات خاصة إلى بيت لحم، بينما رفض آخرون، وفنانون عرب، من بينهم الفنانان الللبنانيان، مرسيل خليفة وماجدة الرومي، الحضور إلى الأراضي الفلسطينية، حتى لا يتهموا بالتطبيع مع إسرائيل بالرغم من أنهم أبدوا رغبة في المجيء. وشكلت قضية «التطبيع» عقدة للسلطة إذ امتنع مثقفون كثر عن المجيء بتأشيرة إسرائيلية، وأثار ذلك حفيظة السلطة التي حثت المثقفين والفنانين على إنجاح احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية على اعتبار أن ذلك «يشكل تحديا كبيرا يتطلب المشاركة فيه».

وقالت وزيرة الثقافة الفلسطينية تهاني أبو دقة «إنه يجب الحضور إلى القدس وتغيير المفهوم الخاطئ للتطبيع، فزيارة القدس ليست تطبيعا لأن من يزور السجين لا يطبع بالضرورة مع سجانه» وأثارت القضية جدلا كبيرا في أوساط المثقفين، حتى الفلسطينيين، وقال الشاعر المتوكل طه، وهو رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين، في مقال له إن «القدس حلمٌ عصيٌّ لا يمكنُ أن يتحقق حتى نصحو، ولن يتم لنا ذلك، بعد واحد وأربعين عاما من احتلالها، بهذا الاستدراك المتأخر الشكلاني، الذي يسمى (القدس عاصمة للثقافة العربية)، والاكتفاء باحتفالات غنائية موسمية أو ببعض الفعاليات، بعيدا عن المدينة». وحذر طه العرب من المجيء لزيارة القدس، وقال إن المجيء إلى القدس بحجة الاحتفال بالقدس، بوساطة تأشيرة من إحدى سفارات دولة الاحتلال (إسرائيل)، وبدعوى أن زيارة القدس هي دعمٌ للأشقاء الفلسطينيين! إن الترويج لهذه الذريعة المشبوهة هو تكريس الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس العربية، التي لا يستطيع الفلسطينيون أنفسهم الدخول إليها».