وفاة الممثلة البريطانية ناتاشا ريتشاردسون بعد حادث تزلج

إصابتها تفتح النقاش حول خطورة هذا النوع من الضربات التي قد تبدو بسيطة وراح ضحيتها بعض المشاهير

TT

توفيت الممثلة البريطانية ناتاشا ريتشاردسون مساء أول من أمس كما أعلنت عائلتها التي طلبت من الصحافة احترام خصوصيتها وتركها وشأنها للتعبير عن حزنها في مثل هذه الساعات المؤلمة.

وقال ألان نيروب، باسم زوجها الممثل الأيرلندي ليام نيسون، 56 عاما، في بيان إن «ليام نيسون وولديه وجميع أفراد العائلة هم تحت تأثير صدمة الوفاة المأساوية لناتاشا المحببة».

وأضاف أنهم «متأثرون جدا بدعم ومحبة وصلوات جميع الناس، ويطالبون باحترام مودتهم في هذه الأوقات الصعبة».

وكانت الممثلة البريطانية أدخلت الثلاثاء إلى مستشفى في مونتريال، لإصابة بالغة في الرأس، إثر تعرضها لحادث تزلج، لكنها لم تعير الحادث أي اهتمام في بداية الأمر، وغادرت مكان الحادث وهي تمازح مدربها وكانت تضحك. لكنها بدأت تعاني من أوجاع في الرأس بعد رجوعها إلى الفندق القريب من منتجع التزلج في كندا. ونقلت ريتشاردسون، 45 عاما، على عجل إلى مستشفى قرب ماونت تريمبلانت قبل أن تنقل إلى مونتريال. وبعد ذلك، نقلت جوا إلى مستشفى في نيويورك، حيث شوهد عدد كبير من أفراد عائلتها، حسب وسائل الإعلام.

ولكن مستشفى لينوكس هيل، الواقع في شمال شرق مانهاتن، رفض تأكيد وجود ناتاشا ريتشاردسون، التي كانت تعاني من رضوض قوية في الرأس وكانت في حالة غيبوبة.

وتواجد معظم أفراد العائلة في نيويورك، زوجها ليام نيسون، الذي استقل طائرة خاصة من تورونتو، حيث كان يصور فيلم «كلوي»، والدتها الممثلة فانيسا ريدغريف الحائزة على جائزة أوسكار، وشقيقتها جولي، وولديها مايكل ودانييل، وخالتها لين ريدغريف، كانوا جميعا في المستشفى بعد الحادث مباشرة ووقت إعلان الوفاة.

وذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، التي أوردت النبأ، أن أفراد أسرتها تجمعوا حول فراشها بالمستشفى أمس لإلقاء النظرة الأخيرة عليها. وكانت تقارير عديدة تواترت، منذ أول من أمس الثلاثاء، عن أن ريتشاردسون في حالة موت دماغي، وأن أسرتها تواجه قرارا صعبا بنزع الأجهزة التي تساعدها في البقاء على قيد الحياة.

تجدر الإشارة إلى أن ناتاشا حصلت على جائزة «توني» المسرحية عن دورها في مسرحية «سالي باولز»، التي عرضت على مسارح برودواي عام 1998. كما شاركت في بطولة أفلام «نيل» و«ذا بيرانت تراب»، بالإضافة إلى 30 فيلما وعملا تلفزيونيا.

ناتاشا ريتشاردسون ليست الوحيدة التي تعرضت لحادث من هذا النوع. هذا النوع من الحوادث يؤدي إلى الوفاة أو الشلل. الممثل الشهير كريستوفر ريفز صاحب أفلام «سوبر مان» توفي هو الآخر بعد أن بقي مقعدا لسنوات بعد حادث سقوطه من على ظهر حصانه. وقالت متحدثة باسم منطقة التزلج، إن ريتشاردسون سقطت أثناء تلقيها درسا خاصا في التزلج فوق منحدر مخصص للمبتدئين، ولم تكن ترتدي آنذاك خوذة الرأس. وذكرت المتحدثة أن ريتشاردسون توجهت عقب سقوطها من دون مساعدة إلى حجرتها بالفندق الذي تقيم فيه وهي تضحك وتمزح، إلا أنه تم نقلها بعد ساعة من وقوع الحادث إلى المستشفى حينما بدأت تشكو من الصداع.

وتناولت معظم وسائل الإعلام البريطاني الحوادث الشبيهة، مطالبة الناس بالتعامل معها بجدية، لأنها خطرة جدا. وقال الدكتور مارتن سكور، أحد أطباء بريطانيا المتخصصين في هذا النوع من الضربات، إن حوادث السقوط على الرأس هي من أخطر أنواع الحوادث، حتى عندما لا تؤدي مباشرة إلى غيبوبة أو دوخة، وتجب إحالتها مباشرة إلى المستشفى من دون تأخير. وقال إن ضربة الرأس تؤدي إلى ارتجاج في المخ مسببة نزفا داخليا بين الجمجمة والمخ من دون أن يظهر أثره في البداية، وقد يحدث ذلك بعد 48 ساعة من الحادث، مصحوبا بأوجاع في الرأس مع حالة غثيان.

* ناتاشا ريتشاردسون تنتمي إلى واحدة من أشهر عائلات بريطانيا في مهنة التمثيل، ويرجع تاريخها في العمل على خشبة المسرح والسينما إلى خمسة أجيال. شهرتها تجمع المجد، ليس من طرف واحد، وإنما عن طريق الأبوة والأمومة، أي عائلة والدتها ريدغريف، وعائلة والدها ريتشاردسون. كما أن العائلتين اشتهرتا أيضا بالفضائح والطلاق والنشاط السياسي. والدها الممثل توني ريتشاردسون، والدتها فانيسا ريدغريف، الحائزة على جائزة الأوسكار، عن فيلم «جوليا» والمعروفة بمساندتها للقضية الفلسطينية، وكانت قد صورت وهي ترقص مع الفدائيين الفلسطينيين، ونالت قسطا من العداء من قبل اللوبي اليهودي في بريطانيا وأميركا على هذه المواقف، خاصة بسبب المساندة للشعب الفلسطيني عند تسلمها الأوسكار. وكانت والدتها تنتمي لإحدى المجموعات الماركسية الراديكالية. جد ناتاشا هو السير مايكل ريدغريف، الذي تزوج (جدة ناتاشا) من الممثلة ريتشيل كيمبسون عام 1935، ويعد أحد أشهر ممثلي المسرح في بريطانيا، المعروف عنه أنه كان مثليا. خالها كورين ريدغريف يعمل أيضا في التمثيل السينمائي والمسرحي، وكذلك خالتها لين.