لبنان يكرم الأمين العام للمنظمة الفرانكوفونية عبدو ضيوف

بمناسبة اليوم العالمي للفرانكوفونية الذي يحتفل به في 72 بلدا

السنيورة مع عبدو ضيوف وبعض الوزراء والضيوف العرب والفرنسيين («الشرق الأوسط»)+
TT

أقام رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة حفل عشاء في السراي الكبير على شرف الأمين العام للمنظمة الفرانكوفونية العالمية عبدو ضيوف، في حضور ممثل رئيس الجمهورية للشؤون الفرانكوفونية الدكتور خليل كرم، ووزير الدولة الفرنسي لشؤون التعاون والفرانكوفونية ألان جوايانديه، إلى جانب عدد كبير من الوزراء والنواب والسفراء العرب والأجانب، وشخصيات ثقافية وفكرية وإعلامية. وتوجه السنيورة في كلمته إلى ضيوف قائلا: «اخترت أن تمضي معنا أياما ثلاثة، بمناسبة اليوم العالمي للفرانكوفونية، الذي يُحتفل به في 72 بلدا، والذي صار عندنا في لبنان ـ ومنذ سنوات عدّة ـ أسابيع حافلةً بالنشاطات الثقافية والفنية المتنوعة، تتعاون في تنظيمها المؤسسات اللبنانية الرسمية والخاصة مع سفارات الدول الفرانكوفونية الصديقة. وفي اختيارك هذا شهادة.. على العلاقة الوثيقة بين المنظمة الفرانكوفونية ولبنان».

وقال السنيورة «إننا ناضلنا من أجل الدفاع عن أسس النظام الديمقراطي وآلياته عسكرياً وثقافياً وحضاريا، كتجربة فريدة في العيش المشترك، لصون الجمهورية وخصائصها في مواجهة محاولات التقزيم والتشويه، وفي مواجهة التدمير الإسرائيلي للبنان».

ولفت إلى أن «تعلّم اللغة الفرنسية اليوم، ومعه النطق بها، كلياً أو جزئياً، لم يعد حكراً على فئة أو منطقة، ولا هو من مخلفات المرحلة الغابرة، بل بات استجابة للحاجة الماسة والمستمرة إلى الانفتاح على حضارة راسخة تحتضنها اللغة الفرنسية، وللوعي بأن للبنان دوراً في امتلاك أدوات التكيف والتلاؤم مع الحداثة والسير في طريق التوفيق بينها وبين تراثنا الخاص وشخصيتنا الحضارية المتميزة، وكذلك بات اعترافاً بالدور المهم الذي يقوم به لبنان واللبنانيون في هذا المضمار مع شقيقاته من الدول العربية في المشرق العربي». ورأى أن الفرانكوفونية «ليست مجرد تشارك في محبة اللغة الفرنسية واستعمالها، بل هي مشاركة في قيم كونية حضارية، أخلاقية وإنسانية واجتماعية وسياسية، تتجدد كل يوم بفضل ثقافة يشكلها فرانكوفونيون من أنحاء العالم كله، يسهم لبنان واللبنانيون مع غيرهم في إغنائها ومؤازرتها للتلاؤم المستمر مع متطلبات العصر ومتغيراته». وأكد أن «قضية الفرانكوفونية» التي نؤمن بها ليست خياراً لغوياً فحسب، أو اغتراباً عن خصائص بلدنا وميزات منطقتنا، بل دعوة إلى ارتضاء التنوع، بل الاغتناء به، وانتهاج الحوار طريقاً للتفاهم بين أهل الثقافات، ونبذ التعصب والتطرف والعنصرية والكراهية التي تتذرع باختلاف الدين أو باختلاف الحضارة». وأشار إلى أن «الديمقراطية والنظام المدني المرتكز إلى الدستور، أساس حياة لبنان السياسية والثقافية، وهما - أي الديمقراطية والحياة المدنية - ما فتح أمام هذا البلد باب التميز في المنطقة وباب القبول به، والرغبة في تعزيز وجوده وتأكيد كونه أيضاً نمط حياة. ولهذه الأسباب ناضل من هم قبلنا، وتمسكنا نحن بالدفاع عن أسس النظام الديمقراطي وآلياته عسكرياً وثقافياً وحضاريا، كتجربة فريدة في العيش المشترك، لصون الجمهورية وخصائصها في مواجهة محاولات التقزيم والتشويه وفي مواجهة التدمير الإسرائيلي للبنان». وأكد أن لبنان استطاع «رغم كل الصعاب التي واجهها، والأخطار التي أحدقت به، أن يبقى وفياً لدوره. ولم يستسلم اللبنانيون مرة أمام الاعتداءات، وآخرها عدوان يوليو (تموز) 2006، ولا أمام الاضطرابات والمنازعات التي بدت وكأنها تهدد وجودهم الوطني». ثم ألقى ضيوف كلمة، شدد فيها على أهمية الألعاب الرياضية الفرانكوفونية التي يستضيفها لبنان الخريف المقبل، وأشاد بأداء السنيورة بقوله: «أنوه بأهميتكم كرئيس لمجلس الوزراء اللبناني. وقد أثبتم القدرة في الأوقات العصيبة، وبرهنتم ـ بتأثر وحزم في آن واحد ـ أنكم لن تقبلوا بعد اليوم أن يبقى لبنان ساحة معركة، معركة الآخرين. فلنجاهد لكي نجسد هذه الآمال».