بوسنية تتحدى البطالة بالرسم على الزجاج

روهوجيتش لـ «الشرق الأوسط» : أردت أن أسدي خدمة للسياحة في بلادي من خلال رسم معالمها الحضارية

الثمن الذي تباع به هذه اللوحات يبقى زهيدا للغاية نظرا للوضع المعيشي في منطقة البلقان («الشرق الأوسط»)
TT

أفرزت الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم الكثير من المضاعفات والتداعيات، من أبرزها حالات الاستغناء عن العمال والموظفين في العديد من المؤسسات الاقتصادية والتعليمية والاعلامية والخدمية وغيرها. وكان على الكثير من الضحايا البحث عن البدائل، بينما استسلم آخرون لليأس، أو لجأوا لحلول ترقيعية، وربما عدمية على مختلف مستوياتها. وقد حاولت الكثير من النساء في البلقان التأقلم مع الوضع الجديد من خلال البحث عن البدائل المتنوعة. من بينهن هدايت روهوجيتش، 44 سنة، والتي وجدت نفسها عاطلة عن العمل بعد 23 سنة قضتها في العمل بمطبعة أوكو، التي اشترتها صحيفة «دنيفني أفاز» قبل 4 سنوات. وأخيرا وجدت نفسها عاطلة عن العمل بعد أن تم تقليص عديد العاملين في المطبعة، لكنها لم تستسلم لليأس، وبادرت باستغلال موهبتها في الرسم على الزجاج لتحصل بذلك على رزقها حيث تعيش مع أختها الكبرى وصديقتها في بيت واحد، إذ أنها ممن فاتهن قطار الزواج.

وقالت لـ«الشرق الأوسط»: الرسم أو النقش على الزجاج عمل يدوي يحتاج لدقة متناهية، وأنا من ابتكر هذا العمل في المنطقة، فأنا تقريبا الوحيدة في هذا المجال. وعن كيفية التعريف بانتاجها الابداعي ذكرت هدايت أنها تسعى للتعريف بابداعاتها بوسائل كثيرة «أقمت إلى حد الآن ثلاثة معارض، كما تعرض لوحاتي في المحلات التجارية الكبرى مثل، ميركاتور. ويقبل على ابداعاتي أساتذة ومحامون ومن مختلف المهن، وبالدرجة الاولى الانتلجنسيا في البلاد». وأكدت هدايت تلقيها دعوة من مصادر دبلوماسية لعرض منتوجاتها في باريس وعواصم دول غربية أخرى «الدعوة تلقيتها من سفيرنا في باريس، والذي أعرب عن اعتقاده بأن الفرنسيين سيقبلون بنهم على هذا الفن، فالمثقفون منهم يقدرون الابداع». وتابعت «بالنسبة لي أود أن أعرض لوحاتي في دول عربية، في مصر والسعودية والكويت ودولة الامارات العربية المتحدة وقطر وفي الدول المغاربية.. وكل من يوجه لي دعوة سألبيها على الفور».

ورغم أن اللوحة الواحدة تستغرق وقتا طويلا إلا أن الثمن الذي تباع به يبقى زهيدا للغاية نظرا للوضع المعيشي في منطقة البلقان، «اللوحة تأخذ مني أحيانا أسبوعا كاملا من العمل، فالألوان تحتاج لتجفيف، إلى جانب التركيز الكبير أثناء النقش على الزجاج»، أما الأسعار فتترواح بين 15 و50 يورو للوحة الواحدة، وهو ثمن زهيد جدا نظرا للجهد الكبير الذي يبذل في كل لوحة. وتركز هدايت على رسم المناظر الطبيعية الخلابة، وعلى المعالم الحضارية الموروثة، وعن ذلك تقول «أردت أن أسدي خدمة للسياحة في بلادي من خلال تجسيد معالمها الحضارية والطبيعية في لوحاتي». وتعمل هدايت إلى نقل انتاجها إلى السفارات الأجنبية، وإلى الفنادق «نحن نجري اتصالات مع الجهات المختصة، لتصبح لوحاتي أحد العناصر المعتمدة في الترويج للسياحة، ونقلها للفنادق ليخرج السياح للطبيعة ولزيارة المعالم المرسومة ويطلعوا على إرثنا الحضاري والتعدد الثقافي والعرقي في بلادنا بشكل مباشر». وعن سبب اختيارها للونين الفضي والذهبي في رسم لوحاتها قالت «هما اللونان المناسبان لمثل هذا العمل وأنا أحب اللونين الفضي والذهبي، ولا يعني أنني لا أحب الألوان الأخرى فعند رسم المناظر الطبيعية أستخدم جميع الالوان الموجودة في الطبيعة» وتوقعت نجاحا كبيرا لمعارضها في الخارج، إذا ما تلقت المساعدة الموعودة التي بشرتها بها عدة جهات.