فلسطيني من بيت لحم يقول إنه اخترع جهازاً يحد من التلوث البيئي ويمتص الغازات

لم يكمل دراسته الإعدادية وقال إنه يتلقى اتصالات من عدة دول منها أميركا حول مشروعه

عوني الجولاني يشرح طريقة عمل جهازه («الشرق الأوسط»)
TT

يقضي عوني الجولاني (46 عاماً)، في منزله في بيت لحم، في الضفة الغربية، أكثر من 5 ساعات يومياً في قراءة كتب علمية في الطب والصيدلة والبيئة والطاقة الكهربائية والمغناطيسية، رغم أنه لم يكمل المرحلة الإعدادية من تعليمه، ويعمل بشكل أساسي في هندسة الصوت وإقامة حفلات كبيرة.

إلا أن ولعه بإيجاد بيئة نظيفة جعله قبل 10 أعوام من الآن، يجهد نفسه بشكل يومي من أجل اختراع جهاز يحد من التلوث البيئي، وربما فإن تجمع مئات العلماء مراراً للوصول إلى حل ينهي ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال التغلب على ظاهرة التلوث البيئي، دون أن يستطيعوا ذلك، كما قال، دفعه للعمل أكثر على مشروعه الذي أنجزه مؤخراً، وبحسبه، فإنه اختراع يحد بشكل كبير من ظاهرة التلوث البيئي.

وقال الجولاني، الذي بدا سعيداً ومفاخراً باختراعه لـ «الشرق الأوسط»، إنه اخترع جهازاً يتخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون، والغبار والدخان، والحرارة، ويحولها جميعاً إلى «بودرة» يمكن التخلص منها كيفما كان، ويمكن لهذه البودرة أيضاً أن تتحول إلى حبر للطابعات. وأضاف الجولاني، وهو يشير إلى نموذج للجهاز الذي صنعه بيده، أنه «يوصل بمداخن المصانع الكبيرة، ومن خلال تشغيله، فإنه يمتص حوالي 90% من الدخان الأسود و70% من ثاني أكسيد الكربون و99% من الغبار و70% من الحرارة الناتجة عن الاحتراق».

وعرض الجولاني فيديو لتجربة سابقة في معمله أسفل منزله، تظهر مدخنة موصولة بالجهاز المذكور، وتنفث دخاناً أسود كثيفاً، ناتجاً عن إحراق مجموعة من «الكاوتشوك والبلاستيك والإسفنج»، وعند تشغيل الجهاز، فقد تم امتصاص كل هذا الدخان، الذي تحول، بحسب الجولاني، إلى بودرة غير مضرة للبيئة.

ويبدو الجهاز متواضعاً من الخارج، وقال الجولاني إنه مقسم داخلياً إلى أربعة أجهزة، تتعامل مع غاز ثاني أكسيد الكربون والحرارة والغبار والدخان، كل على حدة. وأضاف أنه «ثورة وسيدخل التاريخ، وسترى».

ولم يحصل الجولاني على براءة اختراع بعد من أي دولة في العالم، لكنه يسعى من أجل ذلك، وإن كان قلقاً من أن يسرق اختراعه.

وأوضح الجولاني، أن رجال أعمال من عدة دول، بينهم رجل أعمال أميركي، يدعى كيفين، عرضوا عليه تعاوناً في المشروع، لكنه لا يزال يدرس هذه العروض التي قال إنها تسعى بمجملها للتحايل على حقوقه من خلال دعوته إلى تسليمه كل الخرائط التفصيلية، مقابل نسبة من الأرباح التي يفترض أن يجنيها تسويق الجهاز.

وبالرغم من أن كيفين أبلغ الجولاني، الذي تعرف إليه عن طريق صديق يعمل مهندساً في إسبانيا، أنه سيحصل له على براءة اختراع من الولايات المتحدة، إلا أن الجولاني ما زال مترددا، وقال «إن النقاش ما زال دائراً حول الآليات من أجل ذلك».

وأضاف «يتحدث معي (كيفين) كل يوم، وطلب مني مرة أن أضع فأراً على مدخنة الجهاز، عند تشغيله، وقال لي إذا بقي حياً نصف ساعة فإن مشروعك ناجح». وأضاف «بالفعل فعلت له ما أراد ووضعت الفأر على الجهاز وهو يعمل لأكثر من أربع ساعات دون أن يجري له شيء». ووفق الجولاني، فإن كيفين طلب منه أن يرسل له النموذج الذي صنعه بالإضافة إلى الخرائط مقابل مبلغ مالي ومن ثم تتم باقي الإجراءات. وهو ما يثير لدى الجولاني شكوكاً. ويخطط الجولاني، لإجراء تجربة على جهازه الجديد أمام خبراء وأكاديميين فلسطينيين، سيحضر بعضهم، مجساً خاصاً، لقياس نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو عند تشغيل الجهاز. وتلقى الجولاني وعداً من صبري صيدم مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بمتابعة مشروعه الجديد. لكن أي خطوة جادة لم تتخذ بعد.

وبسبب تجارب سابقة في دول عربية، لاختراعات أخرى توصل لها الجولاني مثل توربين يولد الكهرباء عن طريق البحر، وحصل على براءة اختراع له من اليونان ومن مصر، فإن الجولاني لا يثق تماماً بأن دولة عربية، بما فيها السلطة، مستعدة لأن ترعى مشاريع كبيرة.

ويعتبر التوربين الذي عرض خرائطه الجولاني، من بين أهم اختراعاته التي يجري حديث بينه وبين أكاديميين أتراك لتنفيذ المشروع في تركيا. ويتحدث المشروع عن إنتاج الكهرباء عن طريق البحر، وقال الجولاني إن الاختراع لا يعتمد على أي مصدر من مصادر توليد الطاقة الكهربائية المتعارف عليها، ويعتمد على نبضات البحر فقط، ويكفل إنتاجاً مجانياً للطاقة الكهربائية. وأكثر ما يدفع الجولاني لإمضاء وقت أكبر في تطوير اختراعات ما زال يدفع عليها من جيبه الخاص، أنه يريد بيئة نظيفة لأولاده وأولاد العالم. ومن وجهة نظره فإنه يقول للعالم بهذه الاختراعات، «إن في فلسطين شباباً آخرين لا يلقون الحجارة وحسب».