مؤشرات أوروبية مشجعة في علاج أمراض القلب والسرطان

مع اتجاه الأنظار إلى الولايات المتحدة لتحقيق الاختراقات في مجال الخلايا الجذعية

TT

بينما تتجه أنظار المتفائلين بعلاجات ناجعة للأمراض المستعصية، إلى مراكز الأبحاث الطبية الأميركية، في أعقاب تغيير الرئيس الأميركي باراك أوباما بصورة جذرية سياسة سلفه إزاء أبحاث الخلايا الجذعية التي يؤمل أن تحدث ثورة في عالم الطب، تشير معطيات مراكز الأبحاث الطبية في أوروبا إلى تقدم حثيث يسجل في عدد من المجالات الطبية. فقد كشف فريق دولي من العلماء يعمل في مركز هيلمهولتس لأمراض القلب في مدينة ميونيخ، بجنوب شرق ألمانيا، إلى وجود عوامل جينية (وراثية) تزيد من خطر الإصابة بموت القلب المفاجئ، ومن شأن هذا الواقع الجديد مساعدة الأطباء والعلماء على استنباط علاج مبكر للمهددين بالموت المفاجئ. ومن جهة أخرى، في كل من مدينتي هامبورغ الألمانية وأدنبره البريطانية، أظهرت دراسة صادرة عن المنظمة الأوروبية للسرطان ارتفاعاً متزايداً في نسبة المرضى الذين يشفون من أنواع مختلفة من المرض في أوروبا.

وفيما يخصّ موضوع القلب، اكتشف فريق من علماء معهد أبحاث علم الوراثة البشري في مركز هيلمهولتس، برئاسة البروفسور الألماني أرنه فايفر، وفق تقرير لوكالة «د.ب.أ»، وجود عشرة أنواع من الجينات تعرّض صاحبها بشكل أكبر للإصابة باضطراب دقّات القلب الذي يتسبب في الموت المفاجئ للقلب. ويرى أفراد الفريق أن هذه الجينات تؤثر مباشرة على النشاط الكهربائي لعضلة القلب، من خلال تحليل المخطط الكهربائي للقلب لأكثر من 15 ألف مريض من ألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة. وفي حين أشار عالمان من أفراد الفريق إلى أن دراسات وأبحاثاً من هذا المستوى يستحيل أن تجرى خارج إطار مشروع تعاون دولي. وتبعاً لبيانات مركز هيلمهولتس، لم تركّز الدراسة بالدرجة الأولى على جينات بعينها، بل على المجموع الوراثي للإنسان ككل. وبناء عليه، اكتشف العلماء أن خطر الإصابة باضطرابات في نظم القلب أو موته المفاجئ يزداد في حالة تفاعل تركيبة معينة من المجموعة الوراثية للإنسان مع بضعة عوامل خطر أخرى كالعقاقير التي يتناولها الإنسان. أما في شأن أبحاث السرطان، فقد سجّلت الدراسة أن أفضل درجات التحسن في نسب الشفاء جاءت في سرطانات الرئة والمعدة والأمعاء. ودلّت الدراسة على ارتفاع نسبة الذين تعافوا بصورة كاملة من مرضى سرطان الرئة في عقد التسعينات من القرن الماضي من 6% إلى 8% ومن مرضى سرطان المعدة من 15% إلى 18% ومن مرضى سرطان الأمعاء من 42% إلى 49%. وأكد المشرفون على الدراسة التي ستنشر اليوم في المجلة الطبية المتخصصة «يوروبيان جورنال أوف كانسر» أنه ينتظر أن يعيش المرضى الذين تعافوا من المرض حياة طبيعية.