معاقو العراق يطالبون بحقوقهم وبدور في العملية السياسية

في مؤتمر يقام بالسليمانية ويستمر 4 أيام

TT

اجتمع مسؤولون وممثلون من كل أطياف الشعب العراقي عربا وكردا وتركمانا وكلدوآشوريين، سنة وشيعة وصابئة وآيزديين وغيرهم، ولكن ليسوا حزبيين أو حكوميين بل معاقين جسديا وعقليا، اجتمعوا في مؤتمر موسع انطلق في مدينة السليمانية صباح أمس للمطالبة بحقوقهم المشروعة والمهضومة، وإعادة تأهيلهم اجتماعيا عبر السماح لهم بالانخراط في العملية السياسية والنظام الإداري في الدولة العراقية شأنهم في ذلك شأن الأصحاء من العراقيين. فعلى هامش احتفالات عيد نوروز في إقليم كردستان أقامت جمعية المعوقين العراقيين مؤتمرا موسعا هو الأول من نوعه في العراق، ضم نحو مائة من مسؤولي وممثلي الجمعيات والمنظمات والاتحادات المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة في البلاد، كمندوبين عن مئات الآلاف من أقرانهم من المكفوفين والمتخلفين عقليا والصم والبكم والأقزام والمعاقين وراثيا أو بسبب الأحداث والحروب التي مر بها العراق. وسيكرس المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام جلساته لدراسة القضايا والمشكلات التي يعاني منها كل هذه الشرائح من المعاقين في البلاد، وسبل تقديم المساعدة لهم من خلال مطالبة الجهات المعنية في الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بذلك، إضافة إلى دراسة السبل الكفيلة بإعادة تأهيل البعض منهم وخصوصا حملة الشهادات الدراسية العالية وأصحاب التخصصات النادرة الذين ما برحوا قادرين على العمل والعطاء. ولئن كان المؤتمر على أهميته يخص شؤون شرائح منسية في المجتمع العراقي، فإنه افتقر إلى حضور أي من المسؤولين العراقيين والكردستانيين ولو بدرجة مدير عام، ناهيك عن الاهتمام الإعلامي المتواضع بالمؤتمر وأهدافه الإنسانية باستثناء مشاركة خجول لممثلي بعض المنظمات العربية والأجنبية المهتمة بأمور المعاقين في العالم، ما يعكس بوضوح وجلاء مدى تناسي وتجاهل السلطات المختصة في إقليم كردستان والعراق لمشكلات ومعاناة هؤلاء المعاقين، الذين عكس مشهد تجمعهم في المؤتمر آيات وصورا تهز الوجدان الإنساني في الصميم وتحكي مظلومية وبؤس شرائح واسعة من ذوي الاحتياجات الخاصة في بلاد الذهب الأسود.

وقال المهندس موفق الخفاجي رئيس تجمع المعوقين في العراق، ونائب رئيس المنظمة العربية للمعوقين عضو الحملة الدولية لتحريم الألغام والقنابل العنقودية في العالم: «إن الغاية من عقد هذا المؤتمر هي العمل لإيصال استغاثة المعوقين في العراق من أقصى كردستان إلى أقصى الجنوب إلى مسامع السلطات المعنية وأصحاب القرار في البلاد، والمطالبة بحقوقنا المشروعة والمهضومة وذلك طبقا لأحكام المادة 32 من دستور العراق الفيدرالي والمادة 52 من دستور إقليم كردستان».

وأضاف الخفاجي في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن ما يتمخض عن المؤتمر من قرارات تمثل إرادة ومطالب جميع المعوقين سواء معوقي الحروب أو الحوادث أو تلك الناجمة عن حالات وراثية وبلا تمييز أو استثناء وذلك انطلاقا واستنادا إلى أحكام المادة 2 من لائحة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على وجوب التعامل مع الإنسان على قدم المساواة بغض النظر عن شكل إعاقته».

وبخصوص القرارات التي ستصدر عن هذا المؤتمر قال الخفاجي: «نحن كمعوقين سنكرر مطالبنا السابقة للجهات المختصة في الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بالسماح للمعاقين بتمثيل أنفسهم في كل المحافل الدولية والمحلية والمؤسسات الإدارية والسلطات التخطيطية والتشريعية والتنفيذية في البلاد، إضافة إلى المطالبة بتشكيل هيئة وطنية حكومية تعنى بشؤون المعوقين في العراق مع توفير كل الوسائل المادية واللوجستية لهذه الهيئة لتمكينها من أداء دورها، علاوة على المطالبة بتوفير فرص عمل مناسبة لمجاميع المعوقين من كلا الجنسين في مؤسسات ودوائر الدولة».

وفي ما يتعلق بمطالب المعوقين في المشاركة بالحياة السياسية قال الخفاجي: «لن نغفل هذا الجانب المهم وسنطالب طبقا لأحكام المادة 29 من الاتفاقية الدولية الخاصة بحقوق وكرامة المعاقين في العالم والتي تنص على ضرورة تفعيل المشاركة السياسية للمعاقين في الترشيح والتصويت، بالسماح لنا نحن المعاقين بالمشاركة في الحياة السياسية على قدم المساواة مع غيرنا من الأصحاء».