الصغار ينافسون ذويهم على طاولة أول «مقهى» خاص بهم في جدة

استبدل العصير والحليب بالقهوة والشاي والرسم بالبلايستيشن

TT

دخل الأطفال كمنافس حقيقي لأولياء أمورهم في تصدر الحاضرين في الأماكن العامة، بعد أن افتتح أول مقهى خاص بهم في جدة، يهتم بهم، ويقدم إليهم كل ما يحتاجون من مشروبات.

المقهى الذي كانت القهوة هي الحاضر الغائب فيه، أصبحت كراسيه لا تخلو طيلة اليوم من الأطفال، حيث قرر ملاكه إبقاء اسم مقهى مع استبدال ما يحتاجه الأطفال من حليب وعصائر وخلافه بما هو معروف من المشروبات المعتادة كالقهوة والشاي.

ولا يقتصر الأمر على المشروبات التي تم استبدالها، فقد استبدلت في مقهى الأطفال اللوحات والرسومات والألوان بالألعاب التي عادة ما توجد في المقاهي، مثل البلايستيشن. ويزيد الموقع الذي أقيم فيه «مقهى الأطفال» المعروف باسم «كيدز كافي»من أهمية المكان، حيث يقع على شارع التحلية في أحد أهم أسواقها التجارية الكبرى التي تضم أشهر مقاهي الكبار والأسواق التجارية.

تقول صفية إبراهيم نائبة مدير المقهى في حديثها لـ «الشرق الأوسط»: «إن فكرة المقهى جاءت بمحض الصدفة من قبل محمد فيصل مدرس الفنون، الذي كان يقدم برامج فنية متخصصة للأطفال خلال مواسم الإجازات في الأسواق والمراكز التجارية، حيث يتم من خلالها تعليم الصغار الفنون والرسم».

وتابعت «كان يواجه صعوبة كبيرة في توفير الأدوات وبعض الفرش المستخدمة، فقام بجمع كل ذلك في محل صغير للأدوات الفنية التي تستخدم في المناسبات التي كانت تقدم في الإجازات وبعض المدارس، وتطورت فكرة المحل إلى مركز لتجمع الأطفال وتعليمهم فنون الرسم والإنترنت، وتناول بعض الوجبات السريعة، ثم مكان لتجمع الأهالي ومشاركة أبنائهم فنون التلوين، والمهارات الفنية الأخرى».

ويقوم المقهى ـ بحسب صفية إبراهيم ـ من فترة إلى أخرى بتنظيم فعاليات خاصة بالطفل، سواء برامج علمية ودورات في الإنترنت، أو برنامج التاجر الصغير الذي يقوم فيه الطفل بالبيع أو الاستثمار في ركن خاص به، فيه بعض الأدوات الفنية، أو أي شي يراه مناسبا للبيع، ويتم تعريفه بأصول البيع، وكيفية حساب الربح بعد إخراج الإيجار ورأس المال الذي يدفعه، وغالبا ما يكون رمزيا».

ولم ينس مؤسسو المقهى الاهتمام بالجانب التسويقي، وابتكار فكرة «الكيدز كورنر»، وهو موقع لوضع المتسوقين أطفالهم فيه للعب واللهو، مقابل مبلغ مادي عن كل ساعة، ويعمل به نخبة متخصصة من المربيات.

وتشير نائبة مدير المقهى إلى أن «هناك عمرا محددا للأطفال الزائرين، من أربعة أعوام إلى خمسة عشر عاما، ويسمح بدخول الأهالي لمشاركة الأبناء الرسم والمنافسة معهم».

ولكنها تشدد على عدم دخول المربيات، لتحقيق تواصل أكبر بين الأطفال وأهاليهم»، مؤكدة على أن «هذه الفكرة حققت رواجا كبيرا، حيث لم يعد بمستغرب أن تتلطخ ملابس الآباء بنوع من الألوان خلال الرسم. إن أولياء الأمور يرون أن في ذلك فرصة لتعويد أبنائهم على الاستفادة من وقتهم واستغلاله، وإفهامهم أن المقاهي ليست فقط نوعا من التنزه»، حيث يقول صالح اليحيى، وهو سعودي حضر بصحبة أسرته «إن المقهى فيه نوع من التغيير على نفسية الأطفال، وإمتاعهم، غير أنه مفيد، حيث يستطيعون الرسم والأكل، وخاصة باستغلال فترة تسوقنا وشراء حاجياتنا من السوق، دون أن يكونوا مصدر إزعاج لنا خلال رحلة التسوق التي تستمر ساعات أحيانا».