ناهدة الرماح تلعب بطولة مسرحية ببغداد أحداثها مستلهمة من قصة حياتها

فنانة عراقية فقدت بصرها تعود إلى المسرح بعد غياب دام 30 عاما

الفنانة ناهدة الرماح في مشهد من المسرحية (أ. ف. ب)
TT

في نهاية السبعينات من القرن الماضي، وبينما كانت فرقة المسرح الفني الحديث تقدم مسرحية (القربان)، على مسرح بغداد، شعرت الفنانة المسرحية ناهدة الرماح، بفقدانها بصرها، مما دفع بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، الذي كان نائبا للرئيس وقتذاك، إلى إرسالها بطائرة خاصة من بغداد إلى لندن للعلاج، ثم عادت الرماح إلى بغداد واستقبلت رسميا وشعبيا بحفاوة، وحصلت على موافقة الحكومة لاستكمال علاجها في العاصمة البريطانية، لكنها هذه المرة لم تعد إلى وطنها، بل طلبت حق اللجوء السياسي في المملكة المتحدة.

قبل عامين، عادت الرماح لأول مرة إلى بلدها، بعد غياب أكثر من 30 عاما، وتم تكريمها من قبل مهرجان المدى الثقافي، وخلال لقاء للرئيس جلال طالباني مع بعض المشاركين في المهرجان، خصص للرماح مسكنا في السليمانية، إثر شكواها من شعورها بالوحدة في لندن، لكنها تركت العراق وعادت إلى بيتها في منطقة أكتن شرق لندن، وكانت خلال أعوامها في العاصمة البريطانية قد قدمت بعض المشاهد المسرحية، إلا أنها تعود اليوم إلى خشبة المسرح في بغداد، وبعد ثلاثين عاما من الغياب عن خشبة المسرح العراقي.

الرماح عادت إلى جمهورها في عرض مسرحي أول من أمس، احتفاء بيوم المسرح العالمي في بغداد، حيث لعبت دورا رئيسيا في مسرحية «صورة وصوت»، الذي يقترب من تفاصيل معاناتها الصعبة طيلة إقامتها في الخارج بسبب المرض.

وتدور أحداث المسرحية، وهي للمخرج سامي قفطان، الذي يشارك في تأدية أدوارها، بالإضافة للفنانة الشابة ميلاد سري، حول امرأة عراقية فقدت بصرها اضطرت للمغادرة والاستقرار في لندن، لتواجه هناك ظروفا قاسية بسبب العوز المالي والمصاعب اليومية.

وخلال فترة إقامتها، التي تمتد طوال ثلاثين عاما في الغربة، ينفصل عنها زوجها. لكنه سرعان ما يجد نفسه مضطرا للسفر إليها بعد أن تعرض لمضايقات أمنية، فتستقبله بكل طيبة خاطر بعد أن تنكر لها أعواما طويلة، ثم تعود بهما الذاكرة إلى الحياة البسيطة، التي كانا يعيشانها سوية.

وتقول الفنانة، بينما كانت تستعد لتقديم عملها المسرحي الأول منذ أكثر من ثلاثين عاما أمضتها في بلدان أوروبية، قبل أن تستقر في لندن: «لم أتوقع البقاء خارج العراق بعيدة عن جمهوري، لأنني أشعر بأن كياني في بغداد ومسارحها».