لبنان يدخل موسوعة «غينيس» بكتاب أعده المصور أيمن تراوي

يزن 1060 كيلوغراما واستدعى سواعد 32 رجلا لنقله إلى مكان العرض

أيمن تراوي حاملا شهادة «غينيس»، وجالسا على إحدى صفحات كتابه («الشرق الأوسط»)
TT

كتاب يزن 1060 كيلوغراما، ويبلغ طوله ثلاثة أمتار و85 سنتيمترا، ويبلغ عرضه مترين و77 سنتيمترا، أدخل لبنان موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. عمل جبار استغرق خمسة أشهر حتى أنجزه المصوّر اللبناني أيمن تراوي، الذي اختار وجهي بيروت ما قبل مرحلة إعادة الإعمار، وما بعدها. اقتنصها بعدسته، فجمعها صورا في كتاب بعنوان «ذاكرة بيروت»، كان قد نشره في عام 2002 بتشجيع من رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. آنذاك أعدّ الكتاب ليقدّمه هدية رمزية لرؤساء الدول الذين وفدوا إلى لبنان لحضور القمة الفرنكوفونية. أما اليوم، فأراده أن يكون عملا ينال اهتماما أوسع، عملا يجول به أهم المدن في العالم. وما الأفضل من حيازة جائزة «غينيس»؟. لذلك، راح أيمن تراوي يبحث في هذه الموسوعة عن أي شبيه لمشروعه، فوجد كتابا حاز الجائزة نفسها في عام 1976، وقد نُفِّذ في كولورادو في الولايات المتحدة الأميركية، ووزنه لا يتعدّى ثلاثمائة كيلوغرام.

ويقول تراوي في حديث إلى «الشرق الأوسط»: «حين سمعت أن بيروت ستكون ابتداء من 25 أبريل (نيسان) المقبل عاصمة عالمية للكتاب، خطرت لي الفكرة. أردت تنفيذ عمل مستوحى من المناسبة نفسها، فاخترت الكتاب الذي شئته ضخما كحجم إعادة الإعمار، فأطلعت وزير الثقافة تمام سلام؛ الذي رحّب بالموضوع. وبعدما بعثت رسالة إلى لجنة «غينيس» التي تتلقى أسبوعيا أكثر من 1700 طلب، نلت الموافقة. وقد زوّدوني بجملة من الشروط حول المقاسات، وتحديدا حول عدد الصفحات والمساحة. وحين أرسلت إليهم المقاسات التي اعتمدتها؛ وافقوا. ولاحقا، أي بعدما أنجزت العمل، أوفدوا قاضيا من لندن للتحقق من المقاسات. وبعدما أتمّ مهمّته، مَنَحَنِي الجائزة». وأضاف «لقد أبدت اللجنة إعجابها بضخامة الكتاب، وأشعر بفرح كبير لأننا استطعنا ـ من خلال هذا العمل ـ منافسة الولايات المتحدة».

ماذا عن الصعاب التي واجهت إتمام العمل؟. يقول تراوي «واجهتنا مشكلات كثيرة جدا. فضخامة الكتاب لم تسمح بأن نخيطه كأي كتاب آخر، لذلك ارتأيت والفريق المساعد إبدال ثلاثة عشر برغيا بالخيوط. ولسُمْك الكتاب، الذي يتألف من 304 صفحات، اضطررنا للبدء بطبع الصفحات من آخر الكتاب إلى أوّله. ولم نستخدم الورق، بل قماش الفينيل الصلب، المقاوم الرطوبة والمياه والشمس. وأجرينا تجارب عدّة حتى نجحنا في الطباعة على وجهي القماش، من دون أن تشوب الألوان أي شائبة. أي كنا نمضي يوما بكامله لننجح في طباعة صفحة واحدة!. أما حين انتقلنا إلى الغلاف، ومقاسه 4 أمتار مقابل 3 أمتار، فاستخدمنا الخشب، وغلّفناه بالجلد».

ماذا عن صورة الغلاف، وهي نفسها الصورة التي تزيّن الكتاب الأصلي؟. يوضح تراوي «كنت عازما على نقل الصورة نفسها، رغم ما تفرضه من صعاب. وبما أن المقاس المطلوب والمواصفات لا يمكن الحصول عليها في لبنان، قصدت إيطاليا، حيث طبعناها بعدما قسّمناها إلى ثلاثة أقسام. وقمنا بلصقها هنا».

ويتابع: «بعدما أنجزنا الكتاب، الذي استأجرت له مستودعا خاصا، واجهتنا مشكلة إضافية، وهي صعوبة نقله من المستودع إلى صالة اليونسكو، حيث كان من المفترض عرضه وتسلّم الجائزة. تطلّب الأمر مجهودا كبيرا، وتضافر 32 رجلا للقيام بهذه المهمّة».

واللافت أن هذا العمل لن ينتهي بمجرّد تسلّم الجائزة والتقاط الصور التذكارية، إذ انهالت عليه الدعوات لعرضه في أماكن عدّة، منها معرض فرانكفورت للكتاب، ومتحف اللوفر. كذلك سينتقل إلى ساحة النجمة في وسط بيروت في 25 أبريل (نيسان) المقبل، ليعرض في احتفال مهيب يحضره رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة، في مناسبة إطلاق بيروت عاصمة للكتاب، بحسب ما قال تراوي. وأشار إلى أن الكتاب سيبقى معروضا لأيام عدة في الساحة، حتى يتسنّى للراغبين الاطلاع عليه، لافتا إلى أنه إذا وضعت صفحاته جنبا إلى جنب، يمكنها أن تغطي ساحة النجمة بكاملها!.