أبرز معرض صور المدن الجامعية السعودية، الذي نظم في جامعة محمد الأول بوجدة (شرق المغرب)، ضمن فعاليات الأسبوع العلمي والثقافي السعودي -المغربي المشترك، حجم الإمكانيات المادية الكبيرة التي رصدت لمشروع النهوض بالتعليم العالي بالسعودية، الذي انطلق في 2005، وأهم ما يثير الانتباه في المعرض هو البنايات الضخمة للمدن الجامعية التي بنيت على مساحات شاسعة، وبتصاميم معمارية شبيهة بالمنشآت السياحية العالمية، موزعة على مختلف المحافظات لتحظى كل منطقة بجامعة مستقلة أو أكثر، حسب الكثافة السكانية ليرتفع عدد الجامعات من 8 إلى 21 جامعة حكومية، من بينها جامعة حائل، وجازان والجوف وتبوك ونجران والباحة وجامعة الحدود الشمالية.
وقد روعي في تصاميم البنايات الاستلهام من البيئة التراثية للمنطقة التي أقيمت عليها، أو إدخال بيئة جديدة غير مألوفة، مثل جامعة جازان التي بنيت على ضفاف البحر الأحمر من دون أسوار وجامعة حائل التي استوحي تصميمها من جبلي اجا وسلمى كعلامة بيئية مميزة في المنطقة. وفي معرض تقديمه لمشروع النهوض بالتعليم العالي السعودي، قال علي بن سليمان العطية، المستشار والمشرف العام على الإدارة العامة للشؤون الإدارية والمالية بوزارة التعليم العالي السعودية، إن بلاده استلهمت التجربة اليابانية للنهوض بالقطاع، حيث اعتمد المخطط الياباني على ثلاث مراحل هي: التوسع في افتتاح الجامعات، والتركيز على التخصصات العلمية، ثم الاهتمام بالبحث العلمي. ومن أجل بناء كوادر سعودية مؤهلة، ورفع مستوى الاحترافية المهنية، تم توسيع برنامج الابتعاث الخارجي، إلى عدد من دول العالم، أهمها الولايات المتحدة واليابان والصين وكوريا الجنوبية ودول أوروبا الغربية وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، حيث ارتفعت أعداد الطلبة من 2900 قبل أربع سنوات، إلى ما يزيد على 40 ألف طالب وطالبة.
وأوضح العطية أنه تم اعتماد نظام التحفيز المادي للرفع من مستوى التنافسية بين الجامعات وهيئة التدريس، ومن بين هذه الحوافز تقديم ألف ريال سعودي مقابل ساعة عمل إضافية في الجامعة، لتقديم مشروع جاد أو بحث متخصص، بحيث تجاوز راتب المدرس في بعض الحالات ثلاثة أضعاف راتب رئيس الجامعة. أما نصيب الطلاب من المبادرات التحفيزية، فيشمل منح فرصة للمتميزين منهم لتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم خلال الإجازة الصيفية في الدول المتقدمة مثل بريطانيا وأيرلندا وكندا ونيوزيلندا.