تجربة نادرة: فنانان سوريان يتحاوران في معرض مشترك

تحت عنوان «حوار بصري»

عمل للفنان اسعد عراب
TT

يحتضن حاليا «غاليري أيام» في دمشق معرضا تشكيليا مشتركا يقدم تجربة فنية نادرا ما تشهدها صالات دمشق الفنية، وهي اشتراك فنانين تشكيليين من جيلين مختلفين أحدهما مخضرم والآخر شاب في معرض واحد ويتناولان موضوعا فنيا واحدا برؤيتين مختلفتين تقدم وجهتي نظريهما للموضوع المطروح.

ويتناول الفنان السوري المخضرم أسعد عرابي والفنان السوري الشاب عثمان موسى في معرضهما المشترك موضوع الطبيعة والتراث والبيئة، ويلاحظ المتابع لهذا المعرض الذي أخذ عنوان «حوار بصري»، تباينا واضحا في الأسلوب والتقنية وطرح موضوع الطبيعة بين الفنانين ليشكل فعلا محاورة فنية بين جيلين مختلفين وأسلوبين متباينين. ففي حين يقدم الفنان المخضرم عرابي، وعبر 20 عملا ضمها المعرض، ملامح من تجربته التشكيلية الرائدة والمستمرة منذ أربعين عاما تناول فيها الطبيعة الصامتة والبيئة ومفرداتها التراثية بشكلها الرمزي, يلاحظ أن الفنان الشاب موسى قدم التراث والطبيعة بشكلها المباشر من خلال عشرة أعمال فنية ضمها المعرض حتى تكاد اللوحة تنطق بما تتضمنه من مفردات تراثية جميلة استوحاها من بيئة ريف دمشق ومن منطقته الشهيرة الزبداني. كان موسى حريصا على أن تكون أعماله المعروضة دقيقة بالتفاصيل مزدحمة بالألوان والأشياء ثرية بالمفردات حتى يخال المتفرج أنه أمام الأشياء بحقيقتها من جرن الكبة وإبريق الشاي والوعاء الزجاجي الكريستالي والسكين داخله والأواني النحاسية مع الفاكهة وغيرها حتى تكاد تخرج من اللوحة ليلتقطها المشاهد!.. ويقول الفنان موسى «قدمت الطبيعة والتراث كما حفظته في مخيلتي وشاهدته وأعتز بأنني في معرض مشترك مع الفنان عرابي فهي تجربة رائعة». فيما يقول الفنان عرابي عن تجربة الشاب موسى «إن هذا الفنان تبتدئ رغبته الملحة في تعرية الواقع من وظائفه الاستخدامية». جدير بالذكر هنا أن الفنان عرابي تشكيلي عريق وباحث في علم جمال الفن الإسلامي القديم والمعاصر ومقيم في باريس منذ عام 1976 ويحمل شهادة الدكتوراه في علم الجمال المعاصر وعلوم الفن من جامعة السوربون ( باريس الأولى) عام 1987 وله مؤلفات كثيرة في الفن وعلم الجمال وفي رصيده عشرات المعارض الفردية والجماعية وله مقتنيات في متاحف مدن وعواصم عربية وعالمية ووزارات ثقافة ومراكز ثقافية عديدة. أما الفنان الشاب عثمان موسى فقد درس الفن التشكيلي في مركز أدهم إسماعيل بدمشق وتخرج منه قبل عشر سنوات وكان قد حاز في عام 2007 جائزة «غاليري أيام» الدمشقية للفنانين الشباب.