بنجوين الكردية تقيم مهرجان الربيع للعام الرابع

تضمن فاعليات فنية وأدبية

البلدة تشهد في كل صيف وبالتحديد في شهر يوليو مهرجانات وكرنفالات شعبية («الشرق الاوسط»)
TT

للعام الرابع على التوالي تشهد بلدة بنجوين 68 كلم شمال شرقي مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، إقامة مهرجان الربيع الذي يتزامن مع أعياد نوروز القومية لدى الكرد.

وتضمن مهرجان هذا العام الذي أقيم قبل أيام فاعليات فنية وأدبية شارك فيها العشرات من الشباب المبدعين من كلا الجنسين، كما شاركت المنظمات النسوية والطلابية في البلدة.

وقال عزيز محمد رشيد منسق الشؤون الأدبية للمهرجان «إن فاعليات مهرجان العام الحالي تضمنت تقديم عروض فنية وفلكلورية من قبل المجاميع الفنية التي شكلتها المنظمات النسوية بمختلف توجهاتها الدينية والعلمانية. كما تضمن المهرجان أيضا إقامة معارض للحرف اليدوية التي تشتهر بها بلدة بنجوين مثل السجاد اليدوي والمعاطف والبلوزات الصوفية والأدوات المنزلية واللوازم الشخصية. وقدمت الفرق الشعبية الكثير من اللوحات الفنية الاستعراضية الفلكلورية المتوارثة التي تحكي قصصا وتجسد مقاطع مختلفة من طبيعة الحياة التي عاشها سكان المنطقة في حقب زمنية متباينة.

وأضافت رشيد في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن الفاعليات الأدبية والثقافية للمهرجان قدمت في ثلاث جلسات وعلى ثلاثة أيام متتالية، فالجلسة الأولى التي سميت باسم شاعر البلدة فاتح عز الدين، كرست لتقديم سلسلة من القصص القصيرة لستة من أدباء الجيل الجديد، فيما خصصت الجلسة الثانية لتقديم خمس قصائد مطولة نظمها لفيف من الشعراء الشباب من كلا الجنسين، أما الجلسة الثالثة فقد تناولت قصائد ومقطوعات نثرية نظمها عدد من هواة الشعر والأدب الكردي من الجيل الصاعد، وفي ختام الجلسات جرى توزيع الهدايا والجوائز التقديرية على الشعراء والأدباء الشباب المتميزين.

وأوضح رشيد أن البلدة تشهد في كل صيف وبالتحديد في شهر يوليو (تموز) مهرجانات وكرنفالات شعبية، وذلك إحياء لذكرى عدد من الوثبات والانتفاضات الجماهيرية التي فجرها سكان البلدة في مراحل مختلفة ضد حكم النظام السابق، ومنها «وثبة 19 تموز» عام 1980، و«وثبة 19 تموز» 1981، و«انتفاضة أكتوبر» عام 1976، و«وثبة يونيو» 1977، و«انتفاضة نوروز» عام 1979، التي تصدى خلالها سكان بنجوين لقسوة وجبروت قوات النظام السابق وأجهزته القمعية التي أخفقت في إخماد جذوة الثورة في صدور أهالي المنطقة الذين ظلوا من أشد وأصلب المعارضين للنظام السابق بالرغم من كل ما تعرضوا له من قمع متوحش واضطهاد قل نظيره. كما أكد رشيد أن فاعليات ومراسم كبيرة ستقام في البلدة في شهر يونيو (حزيران) القادم، لإحياء ذكرى الشاعر الكردي الراحل مفتي بينجويني الكبير، الذي يعتبر من أبرز الوجوه الشعرية والأدبية والثقافية والاجتماعية ليس في بنجوين وحدها بل في السليمانية وعموم إقليم كردستان أيضا، نظرا للإرث الثقافي الكبير الذي تركه للمكتبة الكردية التي لا تقدر بثمن.

يذكر أن بلدة بنجوين كانت قد تعرضت للتدمير الكامل مرارا إبان السبعينات والثمانينات من القرن الماضي في عهد النظام السابق، ولا سيما غداة عمليات الأنفال نهاية الثمانينات بسبب مواقف أبنائها الوطنية الذين أصروا على إعادة بنائها من جديد وما برحوا يخوضون كفاحا شاقا على طريق إعادة الحياة والحيوية إلى هذه البلدة التي أنجبت الكثير من رجال العلم والمعرفة والأدب والثقافة والفنون.