فرنسا تنافس بريطانيا في الترحيب بميشيل أوباما

زيارتها تشبه زيارة جاكلين كينيدي لباريس عام 1961

TT

جاءت لحظة ميشيل أوباما الكبرى أخيرا صباح أول من أمس، في قصر روهان، المبنى الضخم على الطراز الباروكي، الذي كان ملاذا للويس الخامس عشر وماري أنطوانيت، بل وحتى نابليون.

وفي يوم الجمعة، جاء القصر ليمثل خلفية لزيارة ميشيل أوباما، التي تشبه زيارة جاكلين كينيدي لباريس عام 1961. لا لم تلق السيدة أوباما خطابا كبيرا، أو تتفاوض حول مسألة دبلوماسية صعبة، ولكنها كانت بصحبة كارلا بروني.

وهناك وقفت أشهر زوجتين أوليين في العالم إلى جوار بعضهما البعض، وبالطبع، كانت السيدة أوباما أطول من السيدة ساركوزي بعدة بوصات، ولكنها ليست أطول بكثير كما كانت تبدو إلى جوار الملكة إليزابيث الثانية. وهناك تبادلتا القبلات على خديهما، على الطريقة الأوروبية، وتصافحتا بالأيدي، عندما استقبل ساركوزي وزوجته أوباما وزوجته في القصر على أصوات كاميرات تصوير الصحافيين. وهناك، وقفتا لالتقاط الصور في رزانة متشابهة، مرتديتين ربطتي عنق متشابهتين على معطفيهما، في الوقت الذي وقف فيه زوجاهما في الساحة الداخلية المغطاة بالسجادة الحمراء، في هذه المرة على صوت موسيقى النشيدين القوميين الفرنسي والأميركي.

وفي جولتها الأوروبية الأولى، التي استمرت لمدة أربعة أيام كسيدة أميركا الأولى، عانقت السيدة أوباما مرضى السرطان في مستشفى في لندن، وتبادلت الحديث مع المؤلفة جيه كيه رولينغ حول السلمون الاسكتلندي، وحثت في نبرة ملؤها العطف 200 فتاة مدرسة ينتمين إلى أقليات عرقية في إنجلترا في مدرسة في شمال لندن على تبني أهداف كبيرة.

ولكن كل ذلك، حتى مقابلتها مع الملكة، لم يضاهِ إلى درجة قريبة ظهورها أخيرا أمام عدسة الكاميرا ذاتها مع كارلا بروني، المغنية الإيطالية المولد، عارضة فيكتوريا سيكرت السابقة التي تسيطر على مشهد السياسة والموضة الفرنسي. وكانت أوروبا تتكهن بأسباب عدم ظهور السيدة ساركوزي في لندن في اجتماع مجموعة الدول العشرين يوم الخميس. وكان التفسير الرسمي من قصر الإليزيه هو أنها تريد أن تقضي فترة من الهدوء بمفردها. حسنا، ربما كان ذلك بسبب المقارنة بين السيدتين في وسائل الإعلام الأوروبية؟. لقد أعلنت السيدة ساركوزي «الهوس بكارلا» في العام الماضي عندما زارت بريطانيا كسيدة فرنسا الأولى، ولكن الصحافة البريطانية متقلبة. ونشرت «الغارديان» في حماس، تحت عنوان «كيف فتنت بريطانيا بميشيل أوباما»: «ربما تكون كارلا بروني قد أعجبت كل رجل قابلته في العام الماضي، ولكن في العام الحالي سحرتنا جميعا ميشيل أوباما». وكانت «التايمز» الصادرة في لندن أكثر إساءة عندما ذكرت يوم الخميس: «من هي كارلا؟».

ومن المؤكد أن السيدة أوباما حققت قدرا كافيا من نيل الإعجاب حتى الآن. وفي أثناء زيارتها إلى مدرسة إليزابيث غاريت أندرسون في لندن يوم الخميس، أصابت الفتيات بحالة من الإعجاب بمجرد ظهورها. وقالت لهن: «لا شيء في مسار حياتي كان يشير إلى أني سأقف هنا كأول سيدة أولى أميركية من أصل أفريقي». وعندما بدأت تتأثر، أطلقت الفتيات معا صيحة إعجاب. لقد عاملوها وكأنها نجمة روك، وكانت السيدة أوباما لطيفة معهم. وبعد عزف أغنية اسمها «أنا ذاهبة على طول الطريق»، التي أدَّيْنَها جيدا، صافحت السيدة أوباما يد العازفة المنفردة الصغيرة؛ فقفزت الفتاة فرحا. لقد فاجأت السيدة أوباما، بل وأربكت، وكلاء الخدمة الخاصة، عندما بدأت، بعد الانتهاء من خطابها في المدرسة، تعانق كل فتاة أمامها.

وفي أثناء تناول العشاء في 10 داوونغ ستريت (مقر رئيس الوزراء البريطاني) مع السيدة رولينغ، مؤلفة سلسلة «هاري بوتر» الشهيرة، وكيلي هولمز بطلة الجري الأولمبية الحائزة على ميداليات ذهبية، حصلت السيدة أوباما على تعليقات رقيقة، وخاصة بعد أن طلبت من الجميع أن ينادونها بميشيل. وقالت هولمز للصحافيين بعد ذلك «تدخل ميشيل وهي كما تبدو في الحقيقة. إنها ودودة وجذابة وسيدة جميلة». وسريعا ما التقطت صورة لي بينها وبين سارة براون، زوجة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون.

لا تتطلب المهمة التقليدية للسيدة الأولى براعة في الفيزياء النووية لكي تبتسم في لطف وتتصافح وتزور المرضى. وما زال على السيدة أوباما أن تتولى مهمتها الخاصة في قضايا فعل الخير، على طريقة أنجلينا جولي والفقر في أفريقيا، أو حتى السيدة ساركوزي التي وقعت أخيرا اتفاقية مع الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، لتكون أول سفيرة رسمية للصندوق من المشاهير.

وأعلن المتحدث باسم قصر بيكينغهام أن الخطأ البسيط في أدائها، عندما لمست الملكة، في خرق للبروتوكول، ليس مخالفا للقواعد. وأطرت الصحافة البريطانية على ملابسها. ولكن يعرف الجميع أن فرنسا هي عاصمة الموضة (على الرغم من أن ستراسبورغ ربما لا تكون كذلك). ولدى وصول أوباما وزوجته على متن الطائرة الرئاسية، انتقل أوباما في موكب بالسيارات إلى قصر روهان من أجل الاجتماع. وكان ساركوزي رقيقا وهو يسير مع الزوجين ليرشدهما إلى الطريق. ومن الممكن أن تكون ميشيل أوباما قد أدركت أنه سيتم الحكم عليها أمام رمز للموضة الأوروبية. لذا، أحضرت السيدة أوباما، المحامية المتخرجة في هارفارد، أفضل ما لديها. ووقفت إلى جوار السيدة ساركوزي، متألقة في معطف وثوب باللون البيرغندي من تصميم تاكون (وكانت نظيرتها في ديور)، وكان شعرها مصففا بطريقة كانت لتجعل السيدة كينيدي فخورة. وبعد ذلك، دخلت السيدات إلى داخل القصر. وصرحت كاتي ماكروميك ليليفيلد، مساعدة السيدة أوباما قائلة «لقد تناولتا الغذاء معا، وتحدثتا معا. وكانتا على وفاق تام».

* خدمة «نيويورك تايمز»