عراقي يطلق موقعا إلكترونيا يختص بالبيئة

بهدف توفير منبر للصحافيين في العراق والعالم العربي حول الحروب والتلوث

توقعات بأن تشهد السنوات القادمة ظهور أمراض كثيرة نتيجة التلوثات الإشعاعية بسبب الغازات السامة التي استخدمت في الحرب على العراق («الشرق الأوسط»)
TT

يجد عمر المنصوري نفسه، كونه أول عراقي يطلق موقعا إلكترونيا يختص بقضايا البيئة والتلوث، بأنه قد حقق شيئا جديدا للعراق وسط التلوث الذي عاشه ويعيشه جراء الحروب والقذائف التي أطلقت على أرضه وفي سمائه. ويؤكد المنصوري، 33 عاما، وهو صحافي يراسل عدة صحف عبر الإنترنت، بأنه عازم على تحقيق شيء جديد عبر الموقع الذي أطلقه هذا الأسبوع، ويقدم من خلاله خدمة مجانية لتناول آخر أخبار البيئة على الصعيد العراقي ومشاكل التغيرات المناخية. ويساهم في الموقع معه أيضاً عدة صحافيين من مختلف البلدان العربية.

ويهدف الموقع، كما قال المنصوري لـ«الشرق الأوسط» إلى توفير منبر للصحفيين في العراق ودول العالم العربي، بغرض نشر المقالات والتحقيقات وآخر الدراسات والبحوث واللقاءات المهتمة بأخبار البيئة. وينشر الموقع باللغة العربية بالإضافة لزاوية باللغة الإنجليزية.

وعن سبب اختياره لتأسيس هذا الموقع قال المنصوري «لربما يكون السبب الرئيسي هو الكوارث البيئية التي لم تظهر لغاية الآن في العراق بسبب الحروب، حيث من المحتمل أن تشهد السنوات القادمة ظهور أمراض كثيرة نتيجة التلوثات الإشعاعية بسبب الغازات السامة التي استخدمت في الحرب. فبيئة العراق تعرضت للتلوث بشكل كبير في نهري دجلة والفرات، وهذا أثر على المحاصيل الزراعية التي تعد المصدر الغذائي الرئيسي للمواطن. وهنا تكمن خطورة ظهور الأمراض بعد فترة، مع العلم أن الخمس سنوات الأولى من الحرب أظهرت معدلات كبيرة من التشوهات الخلقية لدى الأطفال حديثي الولادة وأمراض السرطان خاصة لدى النساء».

وحول تخصصه العلمي الذي قاده لإنشاء هذا الموقع، قال «بما أن تخصصي الأكاديمي معني بالإعلام البيئي، لذلك أحاول من خلال الموقع الإلكتروني وبشكل طوعي غير ربحي زيادة التوعية للمجتمع العراقي بشكل خاص ولربما يستفاد من تلك التوعية البيئية المواطن العربي، حيث بدأت بتلقي العديد من المساهمات لصحافيين من مختلف البلدان العربية لغرض نشر إسهاماتهم، ولربما أعد ذلك نجاحا خاصة أني في الخطوات الأولى من المشروع».

وأكد أن الهدف أيضا هو «الوصول للعائلة العراقية، ودعيني أقول للمرأة العراقية التي إذا استطعت أن أسهم بتوعيتها بمخاطر ومشاكل البيئة وكيف نحافظ عليها في البيت والعمل والشارع، فإن ذلك يعني توعية لكل المجتمع، لأن المرأة تسهم بشكل كبير بتوعية عائلتها ولربما يكون طفلها أول من تحاول أن تنقل له الحلول والمشاكل التي تصاحبنا في بيئة أصبحت ملوثة بشكل كبير».

وأضاف «أرى أن مهمتي ليست سهلة وأكيد سأجد المزيد من الصعوبات في تحقيق أهدافي، ولكنها تجربة لها هدف أتمنى نجاحها بخاصة أن العراق يعد حاليا من أكثر بلدان العالم تلوثا في مائه وهوائه وأرضه وحتى الصحراء تشكل تهديدا واضحا لمستقبل العراق وسبب ذلك غياب دور المؤسسات الحكومية والتي من المفروض أن تسهم بشكل فعال بوضع حلول سريعة لتلافي مشاكل مصحوبة بأمراض قد تفتك بصحة أطفالنا أولا ولا ترحم صغيرا وكبيرا».