رحلة أميرة بريطانية إلى السعودية في مزاد سوذبيز لكتب الرحلات و الخرائط

شملت رحلات حج وخرائط للجزيرة العربية عبر 4 قرون

الاميرة أليس في جدة
TT

«هذه الصور تعتبر دليلا مصورا للمملكة العربية السعودية في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي» بهذه الجملة بدأ ريتشارد فاتوريني الخبير في قسم المخطوطات لدار سوذبيز في لندن حديثه لـ«الشرق الأوسط». أما مناسبة الحديث والمجموعة التي يشير إليها فاتوريني فهي طرح مجموعة الصور التي تصور رحلة الأميرة أليس وزوجها ايرل اثلون إلى السعودية في عام 1938 وهي أول رحلة ملكية يقوم بها أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية إلى السعودية. المجموعة مطروحة للبيع في مزاد الدار القادم والمخصص لكتب الرحلات والخرائط. المجموعة تضمنت لقطات من مدينة الرياض وجدة القديمة ولقاء الأميرة وزوجها الايرل مع الملك عبد العزيز آل سعود و أولاده، كما ضمت لقطات لرحلة قامت بها الأميرة إلى وادي فاطمة حيث أقام الأمير فيصل، وليمة على شرف الأميرة ومرافقيها. وتصف الأميرة أليس الرحلة في مذكراتها المعنونة «إلى أحفادي» أحداث اليوم قائلة «كانت النزهة أمرا رائعا، فكان هناك عدد كبير من الخيام توسطتها خيمة كبيرة أعدت لحفل الاستقبال.. واستمر الضيوف في القدوم لتحيتنا وكانت من بينهم امرأتان أميركيتان ارتدتا رداء عربيا فضفافا كان اختيارا غير لائقا لحضور وليمة الأمير فيصل». ومن خلال الصور التي تضمها المجموعة كانت هناك مجموعة تصور رحلة الأميرة من جدة إلى الظهران مرورا بالرياض وموكب العربات الذي انطلق في الصحراء حاملا الأميرة ومرافقيها وكان منهم السفير حافظ وهبة وعبد الله فيلبي وعدد كبير من المرافقين.

ويشير فاتوريني إلى خريطة للسعودية ملحقة بالألبوم تحمل خطوطا حمراء متقطعة تشير إلى مسار الموكب خلال رحلته إلى الظهران وتتكفل الصور المرفقة بتصوير مراحل الرحلة الفعلية من انطلاق موكب السيارات عبر رمال الصحراء وفترات الراحة التي ترجل فيها الزائرون لاستكشاف المناطق وما حولهم والحديث مع شيوخ القبائل بل وسجلت الصور أيضا حادث تعطل سيارة الأميرة بسبب الرمال الكثيفة ومحاولات المرافقين لهم في شد السيارة من بين الرمال. ويضم الألبوم الضخم إلى جانب الصور تقريرا أعده السفير البريطاني في جدة السير ريدر بولارد لحكومته وصف فيه أثر زيارة الأميرة وتفاصيل زيارتها لقصر الملك عبد العزيز. وكعادة الرحالة الأوروبيين في تلك الفترة التقطت العديد من الصور للأميرة أليس وزوجها ايرل آثلون ورفاقهما بالملابس العربية التقليدية وارتدت الأميرة فيها العباءة السوداء الموشاة الأطراف بينما وضعت رفيقتها في الرحلة العباءة على رأسها وغطت بها جانبا من وجهها على طريقة النساء في ذلك الوقت. وفي لقطة أخرى جلست الأميرة والايرل لاحتساء الشاي في الدرعية وهي صورة تصور التقاء عالمين مختلفين حول طقس يومي مشترك بينهما. اللقطات تصور سحر الصحراء العربية لأعين الزائر الأوروبي. بقية صور الألبوم تستعرض مشاهد من رحلة الأميرة ووصولها إلى الظهران حيث التقطت عدستها لمحات من بداية صناعة البترول في السعودية ثم رحلتها إلى البحرين ولقاءها بأمير البحرين.

الألبوم أعده لورد فريدريك كمبريدج ابن أخت الأميرة أليس ومرافقها في الرحلة وجمع فيه قصاصات صحف بريطانية حملت خبر الزيارة. الألبوم الذي يضم 305 صور معروض للبيع بسعر يتراوح ما بين 60 إلى 70 ألف جنيه إسترليني وان كان فاتوريني يتوقع ان يتجاوز السعر النهائي هذا الرقم بمراحل قياسا بالاهتمام الذي أثاره حتى الآن.

المزاد يضم ايضا كتاب هاري فيلبي «حياة حاج» وهو إحدى نسختين تحملان توقيع فيلبي ومن مجموعة فيلبي ايضا يقدم المعرض ألبوم صور كاملا من مجموعة فيلبي مع النيجاتيف الخاص بها وهو أمر نادر حسب تعليق فاتوريني. الكتاب يضم تعليقات لكل من فيلبي وأي ال هولت وآخرين ويضم مجموعة من الخرائط والمذكرات حول مسح الصحراء العربية الشمالية في الفترة ما بين 1920-1922 مع مذكرات حول إقامة خط سكة حديد العراق.

أما بالنسبة لرحلات الحج فيقدم المزاد مجموعتين من الصور النادرة تصف وقائع الحج إحداها للمصور دكتور محمد الحسيني وتضم 85 صورة تصور رحلة الحج التي قام بها في عام 1908 بدءا من الوصول إلى جدة على متن باخرة إلى الوصول إلى مكة والمشاعر المقدسة. المجموعة يقدر لها سعر ما بين 50 ألف إلى 70 ألف جنيه إسترليني. أما المجموعة الثانية فتضم صورا التقطت في موسم الحج لعام 1938 التقطها محمد حافظ السلماوي وهو من منسوبي كلية الآداب بجامعة القاهرة. المثير في المزاد هو مجموعة الكتب التي تصور رحلات أصحابها للشرق الأوسط والجزيرة العربية بشكل خاص، فهناك كتاب لكريستين سنوك بعنوان «أطلس مكة» ويضم صورا ترجع إلى 1888 للحجاز ومكة المكرمة وتعتبر من الصور القلائل التي التقطها مصور أجنبي في الحجاز. وهناك أيضا كتاب بعنوان «جدة» لتشارلز جورج دانفورد يضم 10 لوحات مرسومة بالألوان المائية لمدينة جدة رسمت في عام 1868. و بالنسبة للخرائط فيقدم المزاد مجموعة ضخمة من خرائط الجزيرة العربية تضم 150 خريطة تؤرخ لجغرافية المنطقة ما بين القرن الخامس عشر إلى القرن العشرين ويقدر لها سعر يتراوح ما بين 180 ألف إلى 220 ألف جنيه إسترليني.

مزاد كتب الرحلات والخرائط الذي يقام يوم 7 مايو (أيار) القادم في مقر الدار بلندن يضم أيضا العديد من الكتب التي تصور رحلات إلى أوروبا والقدس ومصر كما يضم الطبعة الثانية من كتاب «وصف مصر» الذي أعده علماء الحملة الفرنسية على مصر.