لم تدع زوجات المستقبل الأزمة المالية تلتهم فرحتهن بليلة العمر. وما ليلة العمر عند حواء سوى فستان أبيض، أيا كانت تدرجاته. هذا ما تؤكده المصممة الإيطالية ميريندا لاتانسي صاحبة دار «ميريندا سبوسي» للأزياء، على هامش مشاركتها في معرض العروس المقام حاليا في دبي 2009، الذي افتتحته ميثاء الشامسي وزيرة الدولة الإماراتية. وترى لاتانسي أن العروس، سواء كانت في الشرق أو الغرب، تحرص على أن يكون فستان زفافها ملكا لها، وألا تكون قد ارتدته أي فتاة قبلها. وتواصل بهذا الخصوص معلقة لـ «الشرق الأوسط»: «لذلك تلجأ الكثيرات إلى التخفيف من الترصيع في فستان الزفاف. وبمعنى اَخر.. أصبحنا نحرص على الإلمام بتفاصيل الميزانية الخاصة بالعروس، فكما تعلمين أن الفستان كلما زاد عدد الأحجار المرصعة فيه؛ زاد ثمنه. ويشهد عالم فساتين الأعراس عودة إلى عصر الخمسينات والستينات بلمسة عصرية، إضافة إلى أن الألوان باتت تميل إلى تدرجات في اللون الأبيض، من البيج إلى الذهبي الصريح».
وتؤكد لاتانسي أن نظرة المرأة إلى فستان زفافها باتت متغيرة، من قطعة تلبسها لمرة واحدة، إلى أخرى تستطيع استعمالها في أكثر من مناسبة، كالسهرات والمناسبات الرسمية الأخرى. على سبيل المثال «البوستييه»، أي القطعة العليا لفستان الزفاف أضحت الكثيرات يفضلن التصاميم الخاصة بها، والقابلة للتلاؤم مع «تنانير» ذات ألوان سادة، كالوردي، والأصفر الشاحب. وتتراوح أسعار فساتين الزفاف لدار «ميرندا سبوسي» ما بين 27 - 30 ألف يورو. الأناقة في نظر العروس الخليجية باتت على شكل مدروس، كما ترى المصممة الإماراتية عزة محمد صاحبة دار «فرست مود» لتصميم الأزياء، بمعنى أنه بذخ، لكن على أسس صحيحة، وفي نطاق الضرورة. وتعلق بهذا الخصوص قائلة «طبيعة الحياة العصرية، وخروج الفتاة الإماراتية إلى سوق العمل جعلها قادرة على الإدارة الذكية لمواردها المالية، دون أن يؤثر ذلك على حبها المعروف للأناقة والبساطة، وهو الطابع الذي بات بين شرائح واسعة من فتيات الجيل الجديد».
ففي السابق كانت المرأة تقبل على الفستان ذي التطريزات المتداخلة، والمرصع بالأحجار الثقيلة، أما اليوم.. فالخياطة الراقية للقطعة بقماش عالي الجودة بتطريزات أنيقة وبسيطة هي الأسلوب السائد بين فتيات هذا الجيل.
ويتوقع العديد من العاملين في حقل أزياء الزفاف أن تنخفض تكاليف حفلات الزواج، نتيجة للأزمة المالية العالمية على مستوى العالم بنسبة عشرة في المائة على الأقل عن عام 2008.
ويشارك في المعرض هذا العام أكثر من ثلاثمائة عارض من سبع عشرة دولة عربية وأجنبية. ويفتح المعرض أبوابه للزوار يوميا من الساعة الثانية والنصف عصرا بعد الظهر، حتى الساعة العاشرة والنصف ليلا على أرض مركز دبي الدولي للمعارض. ويبلغ رسم الدخول للمعرض عشرة دراهم للفرد، ولا يسمح للأطفال دون الرابعة عشر عاما بالدخول إلى المعرض.