كلب البيت الأبيض الجديد.. أسود وأبيض

حصلت عليه ابنتا أوباما هدية من السيناتور إدوارد إم. كينيدي

صورة نشرها موقع البيت الابيض لعائلة الرئيس الاميركي أوباما تلتف حول الكلب «بو» الذي أهداه السيناتور تيد كينيدي لابنتي أوباما (تصوير بيت سوزا-البيت الابيض)
TT

تسربت بالأمس معلومات إلى الصحف حول هوية أول كلب ستحصل عليه ابنتا الرئيس أوباما، الذي عكفت الصحف الأميركية على محاولة التكهن به على امتداد شهور عديدة. ويبدو أن الرئيس أوباما ابتهج بإدلائه بتلميحات حول هوية الكلب الجديد، التي تسربت بالأمس إلى الصحف. ويأتي ذلك رغم الجهود التي يبذلها البيت الأبيض لإرجاء الإعلان عن هذه الأنباء حتى الظهور الأول للكلب المنتظر، والمقرر له مساء الثلاثاء. يبلغ الكلب الجديد من العمر ستة أشهر، وينتمي إلى فصيلة كلب الماء البرتغالية. وقد حصلت عليه ابنتا أوباما كهدية من السيناتور إدوارد إم. كينيدي من ولاية ماساتشوسيتس، المعروف بعشقه للكلاب. وأطلقت ابنتا أوباما، ماليا وساشا، على الكلب اسم «بو»، لأن أبناء عمومتهما لديهم هرة تحمل اسم «بو»، ولأن والد السيدة الأولى، ميشيل أوباما، كان يحمل اسم تدليل يدعى ديدلي، حسبما أوضحت أحد المصادر. يتميز بو بشكله الجميل، وضآلة جسده، ما يجعله ملائماً للمناسبات الرسمية داخل البيت الأبيض. ويغلب على الشعر المغطي لجسد الكلب اللون الأسود، ويتميز بمخالب بيضاء، وصدر أبيض، وشعر أبيض بمنطقة الذقن. والواضح أن هوية الكلب شكلت معلومات على قدر بالغ الأهمية، بحيث كان من المتعذر التكتم عليها. وصباح الأمس، نشر موقع إليكتروني، Error! Hyperlink reference not valid.، صورة لكلب الماء البرتغالي، الذي يعرف اختصاراً باسم «بورتي»، إضافة إلى معلومات مفصلة حوله. وأشار الموقع إلى أن الكلب حمل في الأصل اسم «تشارلي». كما تم وضع اسم موقع Error! Hyperlink reference not valid. المعروف والمعني بنوادر وأخبار المشاهير تحت الصورة. وبذلك، يتضح أن الأنباء اجتذبت قدرا بالغا من الاهتمام، بدرجة جعلت من المتعذر على البيت الأبيض الإبقاء عليها سراً. وبالنظر إلى التكتم الشديد الذي اتسم به فريق العمل المعاون لأوباما فيما يتصل بالتعامل مع وسائل الإعلام خلال الحملة الانتخابية الرئاسية العام الماضي، يمكن النظر إلى تسرب هذه المعلومات باعتبارها مؤشراً على مدى صعوبة التكتم على معلومات داخل واشنطن. جدير بالذكر أن الحديث حول «بو» بدأ في منتصف شهر مارس (آذار) تقريباً. وفي تلك الأثناء، ترددت أقاويل حول نية البيت الأبيض زراعة مجموعة من الخضراوات في الحديقة الخاصة به. من جانبهم، عمد الخبراء المعنيون بشؤون الصحة على مدار شهور إلى تشجيع أوباما وزوجته على تنفيذ هذه الخطوة، على أمل إقرار نموذج صالح أمام الأطفال بكل مكان. ورغم المحاولات الدؤوبة التي بذلها مراسل صحيفة «واشنطن بوست» للشؤون الغذائية، أبدى البيت الأبيض تحفظاً بالغاً تجاه الكشف عن معلومات في هذا الصدد. وتسربت معلومات حول حصول صحيفة «نيويورك تايمز» على وعود بأن تحصل على تغطية حصرية لهذا الأمر، إلا أنه في المقابل، منح البيت الأبيض «واشنطن بوست»، الصحيفة التي فجرت «فضيحة ووترغيت»، بعض الترضية من خلال إمدادها بمعلومات حصرية عن الكلب الجديد. وبطبيعة الحال، لا تعد مثل هذه الترتيبات بالأمر الجديد على واشنطن. ولبعض الوقت، حرص المراسلون الصحافيون على تناول قضية الكلب الجديد من حين إلى آخر. وألمح البعض إلى أن ابنتي أوباما حصلتا على الكلب كهدية. ووردت تقارير حول أن عائلة كينيدي تشارك في الأمر، لكن المسؤولين الصحافيين المعاونين للسيناتور إدوارد كينيدي زعموا عدم معرفتهم بذلك. ثم جاء صباح الأمس، حيث نشر موقع «فرست دوغ تشارلي» صورة لكلب من فصيلة كلب الماء البرتغالي، بدا مشابهاً تماماً لكلب ظهر بإحدى الصور المتعلقة بالبيت الأبيض. من ناحيته، رفض البيت الأبيض الصورة التي نشرها الموقع الإليكتروني، باعتبارها «زائفة». ومع ذلك، لا تزال هناك الكثير من المعلومات التي لم تتسرب بعد إلى الصحافة، منها انعقاد مقابلة سرية داخل البيت الأبيض، كي تتعرف أسرة أوباما على الكلب الجديد منذ بضعة أسابيع. تعرف هذه الزيارة بين مسؤولي البيت الأبيض باسم «الاجتماع»، وقد جاءت بمثابة مفاجأة لابنتي أوباما. وخلال هذا اللقاء، ارتدى «بو» إكليلاً من الزهور. وعلى ما يبدو، أعجبت أسرة أوباما بالكلب الجديد بشدة، حسبما قال مصدر حضر اللقاء. وخلال اللقاء، وقف الكلب عندما وقفت الفتاتان، ولم يقضم الأثاث. يذكر أن «بو» تلقى تدريبات على حسن السلوك على يد مدربي الكلاب العاملين لدى آل كينيدي. وقد غلفت السرية هذه الدروس، وجرت بمكان لم يتم الكشف عنه خارج واشنطن. ورغم أن نشأة «بو» كانت بمكان مختلف، فإنه أبدى إدراكاً تاماً لمن يملك السلطة داخل البيت الأبيض، ذلك أنه عندما سار الرئيس عبر الغرفة، تبعه «بو» طواعية. وأكد المصدر أن ««بو» لطيف للغاية. إنه أمر مثير حقاً. لقد كان اجتماعاً رائعاً». وبينما غلب على ساشا الشعور بالإثارة، تركز اهتمام ماليا على «القضايا المرتبطة بالمسؤولية»، مثل كيف سيجري تدريب «بو» والاعتناء به.. إلخ. في هذا السياق، أوضح المصدر أن «ماليا أجرت بحثاً مكثفاً». وتحسباً لظهور ولع بكلاب بورتي، حذر أحد المسؤولين بأن هذه الفصيلة من الكلاب «لا تتواءم مع الجميع، فهي بالغة النشاط. وهي تلهو، وتلهو، وتلهو، ثم تخلد إلى النوم». وبالإضافة إلى ذلك، تحتاج هذه الفصيلة مساحة كبيرة للهو. ولحسن الحظ، يتميز البيت الأبيض بمساحات خضراء واسعة، إلا أن بعض القضايا لم يتم حسمها بعد، مثل المكان الذي سينام فيه «بو». في الواقع، يحظى البيت الأبيض بالكثير من الغرف التي يمكن الاختيار من بينها، لكن التساؤل الأكبر يدور حول ما إذا كان سينام مع إحدى أو كلتا الفتاتين. إضافة إلى ذلك، لم يتم بعد وضع الجداول المتعلقة بتناوله الطعام ونزهاته. وأشار المصدر إلى أن هذه الجداول تعد «شأناً عائلياً»، مضيفاً «إنهم يتعاملون مع هذه المسؤولية كأسرة». الملاحظ أن جميع هذه الأحداث جديدة على أسرة أوباما، ذلك أن ساشا وماليا لم يقتنيا أي حيوانات أليفة من قبل. ولم يقم أيّ من الرئيس أو السيدة الأولى بتربية كلاب فيما مضى. جدير بالذكر أنه أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية، تواترت أنباء حول تعهد أوباما لابنتيه بشراء كلب لهما. ومنذ ذلك الحين، طاردته وسائل الإعلام باستمرار للتعرف على الكلب الذي وقع عليه اختياره. وبلغ الأمر حد تخصيص وقت ثمين من المقابلات المهمة التي أجريت معه كرئيس منتخب، ثم كرئيس للبلاد لتناول قضية الكلب. وتركز التنافس دوماً بين كلب لابرادودل وكلب الماء البرتغالي، نظراً إلى انتشار الاعتقاد بأنهما من الحيوانات الأليفة المناسبة للأطفال الذين يعانون من الحساسية، مثل ماليا. وشرع كينيدي في حشد التأييد لصالح الأخير، واقتنى بالفعل ثلاثة كلاب من هذه الفصيلة: سني، وسبلاش، وكابي. ونوه المصدر بأن فيكتوريا، زوجة كينيدي، تناولت الجوانب الإيجابية المتعلقة بهذه الفصيلة خلال عدة محادثات هاتفية أجرتها مع ميشيل أوباما. وأضاف المصدر أن «أسرتي كينيدي وأوباما تربطهما صداقة قوية». وفي بيان لها، أعلنت أسرة كينيدي قائلة: «شعرنا بسعادة بالغة لرؤية البهجة التي أضفاها «بو» على وجهي ماليا وساشا. إننا نعشق كلابنا من فصيلة كلب الماء البرتغالية ونعلم أن الطفلتين ـ ووالديهما ـ سيحبون كلبهم أيضاً». ومن بين التعقيدات التي يثيرها اختيار كلب «بورتي» أن أسرة أوباما أعلنت منذ أمد بعيد رغبتها في اقتناء كلب من أحد الملاجئ، بينما نادراً ما يؤول الحال إلى كلاب «بورتي»، التي تتطلب عناية خاصة في تربيتها في الملاجئ. في الواقع، كان «بو» يعيش مع أسرة أخرى، لكنها لم تكن ملائمة لتربيته. لذا، اشترته أسرة كينيدي لإهدائه إلى أسرة أوباما. أما بالنسبة للتعهد باقتناء كلب من أحد الملاجئ، فقد توصلت أسرة أوباما إلى حل يرمي إلى أن يحمل رسالة رمزية قوية: حيث تنوي الأسرة تقديم تبرع مالي لـ«دي سي هيومين سوسيتي». ومن جانبه تعرض نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى حملة انتقادات بعد أن اختار كلبا من حظيرة مربية الكلاب ليندا براون. كما تعرضت براون نفسها إلى هجوم حاد على شخصها ووصل الأمر إلى التهديد بالقتل وذلك بعد أن اختار بايدن حظيرتها لشراء كلبه المدلل. وكانت براون قد صرحت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لوسائل الإعلام بأنها تشعر بالفخر لأن بايدن اختارها من بين آلاف مربي الكلاب لشراء كلبه. ولكن الوضع تبدل بعد حملة الهجوم التي شنتها جمعيات الرفق بالحيوان على براون التي ترى أن اقتناء الكلاب بشرائها من الحظائر الخاصة يقلل من فرص تبني الكلاب المتشردة الموضوعة في ملاجئ خاصة. وقامت جمعية «بيتا» للرفق بالحيوان بتصعيد الحملة ووصفت قيام أي شخص بشراء كلب من مربي بأنه يقتل بشكل غير مباشر أحد الكلاب الموجودة في الملاجئ وقامت الجمعية بإعداد إعلان تليفزيوني يقول «اشتر واحدا وتسبب في قتل الثاني».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»